هيئة الإغاثة الإنسانية IHH
0
تبرّع
تابعنا
AR
TRY
أغلق
  • من نحن
  • مالذي نفعله
  • كيف تساهم
  • تسجيل الدخول
أن تكون مسلماً في بلغاريا
رمضان 13.02.2013

إننا في بلغاريا. وأول محطة لنا هي ساماكوف. إننا نقوم باستعدادات الإفطار مع المواطنين السمر اللون الذين يدعون بالروم في ساماكوف والتي هي مدينة صغيرة تابعة للعاصمة صوفيا. وبينما نقوم بتأمين طعام الإفطار من المتجر نقوم أيضاً بشراء المؤن من أجل ثلاثين شخصاً هم من المسنين والأرامل والأيتام. وهنا يقوم بالتنظيم لنا العم حسن وزوجته. ومسجد بايراقلي يستقبنا بوجه يكسوه الحزن هذا المسجد الباقي من العثمانيين والمحاط بمتحف يعود للعهد الشيوعي في ساماكوف التي قمنا فيها بتوزيع الأدوات المدرسية أيضاً على ثلاثين طفلاً. ونغادر تذكار الأجداد على أمل أن يعود مرة آخرى لما كان عليه من قبل في وقت قصير.

 

ولأننا صائمون فلم نستطع أن نشرب من نبع الماء العثماني الموجود في ميدان المدينة والذي ماءه كالثلج الآتي من الجبل، فتوجهنا إليه بعد الإفطار وشربنا مستمتعين بمذاق المياه ثم ذهبنا.

 

أقمنا صلاة التراويح في مسجد سيف الله أفندي (وبسبب الحمام الموجود بجانبه يسمى أيضاً مسجد بانيا باشي) وهو المسجد الوحيد العامل بشكل فعّال والمتبقي من بين ستة وثمانين مسجداً في كانوا موجودين في صوفيا. وبعد أداء الصلاة التي أمَّها الشيخ بصري وهو واحد من الأئمة العشرين الذين أرسلتهم الأوقاف التركية بمناسبة شهر رمضان، اتجهنا نحو نزل الإفتاء.

 

\"نحن أيضاً لا نقوى على هؤلاء المسلمين\"

 

نجاتي على مفتي منطقة صوفيا وهو من دعانا إلى هنا يحكي لنا إحدى الطرائف المثيرة، وقد أبهجتنا. ووفقاً لما حكاه لنا فقد خاض الحزب الوطني في بلغاريا حملة ضد المساجد. فعلى مدار شهرين بمجرد أن يبدأ آذان الظهر أوالعصر أوالمغرب يقومون بدق أجراس الناقوس. ولا يفعلون ذلك عند آذن الفجر لأن الإستيقاظ مبكراً أمر شاق، وكذلك عند آذان العشاء لكونه في وقت متأخر أيضاً. ولم يستطعيوا الإستمرار في إطلاق أصوات الناقوس عند أوقات الصلاة الثلاثة إلا لشهرين فقط. وفي النهاية تركوا دق الناقوس واستسلموا قائلين لأنفسهم \"إننا لا نستطيع أن نقوى على هؤلاء المسلمين\".

 

نتجه في اليوم التالي إلى منطقة \"بوتونِتس\" التي يعيش بها الغجر الأتراك. وهم يتحدثون فيما بينهم بلهجة تشبه لهجة أجا. وقد خصص السيد نجاتي لهم منزل للصلاة من ثلاثة غرف وذلك من أجل إقامة صلاة التراويح. وسيقدم هنا أيضاً الإفطار لعدد يتراوح من الستين إلى السبعين شخصاً.

 

معركة السيد مهدي من أجل إنشاء المسجد تستحق التقدير

 

ونمضي نحو بلدة جاليتشا التابعة لـ\"بيالا سلاتينا\" الواقعة داخل ولاية فراتسا. ولقد سعدنا سعادة غامرة بمجرد أن رأينا من بعيد منارة المسجد الذي أنشأه أحد محبي الخير الأثرياء والذي يدعى مهدي. لأن عدد المساجد هنا قليل بالقدر الذي يجعلنا نقول أنه لا توجد، أما المساجد الموجودة فليس لها منارة. ولقد أراد السيد مهدي أن يبني مسجداً يحمل اسم أبيه وجده، فتعقب السبل الرسمية محاولاً أن يحصل على التصريح

لذلك، إلا أن الدولة لم تسمح بإنشاء المسجد.

 

وفي إثر ذلك ورد على عقل السيد مهدي فكرة مثيرة، فقال للمسئولين ان يريد إنشاء منزل لكنه يريد أن يلحق منارة بهذا المنزل. وبهذه الصورة نجح في استخراج التصريح. فقام بإنشاء المسجد في ثمانية سنوات دون أن يأخد مساعدة من أي شخص، وجعل حوائطه سميكة حتى تشبه المساجد العثمانية. وقد تم تصميم فتحات النوافذ على هيئة المساجد القديمة. ونحن هاهنا نقوم بتوزيع المواد الغذائية على مايقرب من ثلاثين شخصاً، ونقدم طعام الإفطار لخمسن شخصاً. ونعطي أيضاً الأدوات الدراسية لعشرين طفلاً ثم نغادر هذا المكان.

 

ونقوم بزيارة العمة خالدة وهي التركية الوحيدة الموجودة في \"دولني سيبار\"، ونترك لها المواد الغذائية التي تفي بإحتياجات شهر رمضان. ثم بعد ذلك نتجه إلى منزل السيد داود الذي سيقوم بتنظيم أعمال توزيع المواد الغذائية والإفطار في هذه القرية.

 

واتجهنا لمحطتنا التالية فجلسنا وتسامرنا في دار ندوة الاتؤاك المسلمين بمدينة \"لوم\" التابعة لمقاطعة \"مونتانا\". وتحكي لنا السيدة مفيدة مديرة الدار عن الماضي. وفي المركز الثقافي الذي هو المكان الوحيد الذي تمسك به المائتي تركي تقريباً الذين يعيشون في مدينة لوم وأبقوه على الحياة، شعرنا بالضيق حينما رأينا صور المساجد التي كانت موجودة في المدينة قبل النظام الشيوعي. وعلى أية حال بعد قليل سنشعر بالفرح عندما نرى مسجد لوم الذي نقوم بترميمه حالياً كهيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية “İHH”. لقد اصبح المسجد نظيفاً وبسيطاً جداً، وإن شاء الله مع مرور الوقت سيكون جامعاً محطاً للإعجاب، ولو استطعنا أن نأخذ التصريحات اللازمة ستم إلحاق منارة به. وهنا أيضاً سنقدم طعام الإفطار لعدد يتراوح ما بين الخمسين والستين شخصاً، وسنقدم كذلك المةاد الغذائية بالإضافة إلى الأدوات الدراسية للأطفال.

 

المسجد العثماني المنهدم والموجود في \"أرتشار\" أصبح خرباً. فالأربعة حوائط موجودة لكن بلا سقف، أما المنارة فقد تهدمت من أعلى من ناحية شرفة المئذنة.

 

بعد ذلك نمر على العمة زينة. وبعد أن تركنا المواد الغذائية للعمة زينة التي تتحدث اللغة التركية بطلاقة، نتجه نحو الثلاثة مدن \"فيدين\" الواقعة في الشمال الغربي من بلغاريا. وأقمنا صلاة العصر في مسجد \"عثمان بازفانت اوغلو\". وبجانب المسجد مباشرة توجد مكتبة عثمان بازفانت اوغلو التاريخية وهي تنتظر الترميم. ولقد لفتت انتباهنا للغاية الكتب المدرسية المكتوبة باللغة العثمانية التي رأيناها بالمكتبة.

 

ولقد تناولنا طعام الإفطار بفيدين مع قرابة الثمانين شخصاً الذين أتوا من الأربعة مناطق وهي أرتشار وبلجرادجيك ومركز فيدين وفيدين. وانضم إلى طعام الإفطار الأسقف دوميتيان الاسقف الأعلى لفيدين بدعوة من السيد المفتي، وإذا به من المحبين لتركيا. فقد عمل أبيه منذ سنوات كمساعد لنجار في استانبول وبقيت هذه الذكرى في عقله حتى الآن وحتى أنه علمه التعبير القائل \"فلا جعلك الله تذهب إلى السوق بلا نقود ولا إلى القبر بلا إيمان\" والذي أعجبنا كثيراً.

 

وبعد ذلك بيوم اتجهنا إلى بلجرادجيك. ووجدنا مسجد الحاج حسين باشا تحت الترميم. وقد علمنا أن هذا المسجد الذي له منظر رائع تتم عمليات الترميم له من جانب البلدية.

 

نحن في مونتانا، ووجدنا جامع كوتلوفيتسا هنا أيضاً في حالة خراب. إن ساء الله تتم إعادة بناءه عن قريب.

 

ونعود إلى فيدين، ونتجول قلعة بابا فيدا التي أنشأها الرومان لأول مرة في القرن السابع عشر ثم أعاد العثمانيون بنائها مرة أخرى. السجون وآلات التعذيب الموجودة بالقلعة مثيرة للدهشة. ونتناول الأفطار هذا المساء في إحدى مناطق فيدين المزدخمة والتي يعيش بها خمسة عشر ألف نسمة.

 

وجاؤ وقت الوداع. فنقوم بوداع السيد \"نجاتي علي\" مفتي منطقة صوفيا الذي لم يتركنا ولو للحظة واحدة طوال برنامجنا، ونتجه إلى بلدنا. ونعود من بلغاريا بسهولة لقربها وكأننا عائدون من قونيا أو عنتب أو ترابزون، لكننا نحزن لفراق ما وجدناه فتصبح العودة وكأننا عائدون من بلاد بعيدة كالصين أو تايلاند أو اليابان.