من ضمن الأحداث التي تجري في ليبيا تعيش مصراطة أعنف الاشتباكات بعد الانتفاضة الشعبية هناك,حيث تمارس قوات القذافي قصفها المكثف للمدينة بعد ما قامت بمحاصرتها من كل جانب. و قد قامت هيئة الإغاثة الإنسانية والتي تتقدم بالمساعدة في المنطقة منذ بداية هذه الأحداث بارسال سفينة بإمدادات الإغاثة الإنسانية إلى المنطقة خلال شهر ابريل , وتحمل سفينة \'إرماك\' والتي غادرت ميناء زيبورت في إسطنبول الى مصراطة على متنها 682 طنا من المساعدات . وتم توزيع امدادات الاغاثة الى المحتاجين في ظل القصف المكثف .و قد عاد إلى تركيا السيد سركان أوكتم منسق أعمال هيئة الإغاثة الإنسانية للمساعدات العاجلة في مصراطة بعد اعمال لمدة 25 يوما . و افاد السيد اوكتم أنهم قاموا بتوصيل إمدادات الإغاثة القادمة من أهل الخير في تركيا لأصحابها من أهل الحاجة على الرغم من القصف المكثف لهم.
و افاد السيد اوكتم قائلا ان مدينة مصراطة قد دمرت تماما وأن القصف العنيف ما زال متواصلا حتى الان دون توقف و عبر عن إنطباعاته هناك مضيفا :\'\' وصلت سفينة المساعدات إلى ميناء مصراطة التي تعاني من صراعات شديدة، وتم إخلاؤها في 3 أيام وذلك لأسباب أمنية, و عندها أمكننا فهم خطورة الوضع بأكثر وضوح .و بدأنا على الفور بتوزيع إمدادات الإغاثة بمساعدة من المنظمة الشقيقة في المنطقة .لم يمكننا دخول بعض المناطق بسبب القصف, و في بعض الأحيان لم يمكننا القيام بالتوزيع بسبب القصف المكثف . لا يعدي يوم في مصراطة بدون قصف , شوارع المدينة الكبرى و منها شارع بنغازي وطرابلس دمرت تماما \'\'
يرون مصراطة كغنيمة
واشار السيد أوكتم إلى أن جنود القذافي المرتزقة ليس لديهم رحمة و إستمر قائلا : \'\' يقول القذافي للمرتزقة الذين جلبهم من مختلف البلدان الأفريقية أن كل شئ في مصراطة حلالا لهم. و لذلك يرى المرتزقة مصراطة بمثابة غنيمة لهم, و حتى عند تراجعهم من مراكز المدن يقومون بنهب المنازل والمحلات التجارية . و يقصفون كل مكان بغض النظر عن الهدف ,كما وعدهم القذافي بإعطاء مدينة مصراطة لهم إذا نجحوا في تنظيف المدينة من المقاومين مما حول هؤلاء الجنود للتعامل باكثر قسوة.\'\'
اعتاد الأطفال على أصوات القنابل
و أفاد السيد سركان أوكتم منسق أعمال هيئة الإغاثة الإنسانية للمساعدات العاجلة في مصراطة أنهم يمارسون أعمالهم تحت القصف المكثف للمدينة , و ان الاطفال في البداية كانوا يخشون من صوت القصف و الإنفجارات و لكنهم الان قد إعتادوا عليه. و تحدث السيد اوكيم الحاضر هناك عن حادث هجوم على الميناء قائلا : \'\' بعد وصول سفينتنا بالمساعدات إلى مصراطة قامت بالذهاب الى بنغازي لجلب مساعدات جديدة. وكذلك تطرقنا نحن إلى الميناء لإستقبال المساعدات و عندما بدأنا بإجلاء الامدادات من السفينة طلب مني تلبية احتياجات أخرى للسفينة , فذهبت إلى الطرف الآخر من الميناء, و حين ذلك بدأ القصف, لو أننا بدأنا قبل دقيقة واحدة لوقعت أنا وسط القصف , قتل شخصين أمام عيني , واضطررنا لقطع حبال السفينة و مغادرة الميناء لحسن الحظ كنا قد توفقنا بإنزال إمدادات الإغاثة. و قمنا بإبعاد مستلزمات المساعدة من الميناء بسرعة فامكننا ان ننقذ امانات اهل الخير من تركيا. و قمنا بعمليات توزيع هذه المواد بسرعة فائقة . لا تزال مصراطة تعان من الحصار الشديد و لا تزال الكهرباءغير متوفرة في بعض أجزاء المدينة . كما وصلت قوات القذافي المياه القذرة بشبكة مياه الشرب , مما ادى إلى مشكلة لنقص مياه الشرب النظيفة في المنطقة . و لا يزال أهل مصراطة بحاجة إلى المساعدة.