تشهد الصومال وإثيوبيا وجنوب السودان وكينيا ونيجيريا موجة جفاف هي الأشد من نحو 30 عاماً نتيجة قلة الأمطار ونقص موارد المياه. موجة الجفاف حصدت حتى الآن أرواح عشرات الآلاف من الحيوانات، وأدت إلى تصحر آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية لتبقى هذه المنطقة في مواجهة كارثة إنسانية باتت معالمها تلوح في الأفق.
في الصومال ترك الجفاف أثره بالغاً على 55% من السكان، أي نحو 6 ملايين و200 ألف شخص، ما دفع مئات الآلاف منهم للنزوح عن مناطق إقامتهم، متوجهين نحو مخيمات اللجوء حول العاصمة مقديشو، ليصل عددهم حتى الآن إلى نحو مليون ونصف نازح بينهم 950 ألف طفل، تنتشر بينهم الأمراض القاتلة، الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة والإسهال الشديد، انتشاراً سريعاً يوماً بعد يوم.
ويعد الجفاف الذي ضرب جنوب السودان الأخطر مقارنة مع الدول الأخرى، نظراً لاقترانه بالصراع المسلح بين التنظيمات المنتشرة في المنطقة. ووفقاً للتقرير الذي أعده برنامج الغذاء العالمي فإن 5.5 مليون شخص، أي ما يعادل نصف عدد سكان جنوب السودان، محرومون من الماء والغذاء، إضافة إلى أن 100 ألف شخص يواجهون خطر الموت.
أما اليمن الغارق في مستنقع الحرب منذ بداية عام 2015 فإن خارطة المأساة الإنسانية فيه تمتد على طول البلاد وعرضها، فالتقارير الأخيرة تشير إلى أن نحو 18 مليون و800 ألف يمني في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية. وتسعى المنظمات الأهلية عن طريق الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية لفتح طريق إغاثي آمن إلى المناطق القابعة تحت حصار الحوثيين لإيصال تلك المساعدات، لكن هذه الجهود غالباً ما تبوء بالفشل.
ويزداد الجرح الإنساني في اليمن عمقاً دون توقف. فقد أدت الحرب إلى مقتل نحو 7 آلاف يمني وإصابة نحة 36800 آخرين، ودفعت أكثر من 3 ملايين يميني لترك منازلهم بحثاً عن ملاذ آمن. كما يفتقر نحو 14 مليون و400 ألف شخص إلى الغذاء والمياه الصالحة للشرب ناهيك من الحاجة الماسة للدواء والرعاية الصحية.
بدورها قالت الأمم المتحدة إنها هناك حاجة إلى 4.4 مليار دولار حتى نهاية مارس آذار لمواجهة المجاعة والأزمة الإنسانية التي تعصف بكل من اليمن وجنوب السودان ونيجيريا والصومال.
في هذا الإطار، عززت مكاتب IHH في كل من الصومال واليمن نشاطاتها وباشرت في أعمال الإغاثة في المنطقة، كما قامت بإرسال بعثة إلى جنوب السودان بهدف تحديد أبعاد الأزمة التي تواجهها المنطقة وأب وأعمال المساعدات إلى المنطقة.
وتسعى هيئة الإغاثة الإنسانية IHH بإطلاق نداءها العاجل في المرحلة الأولى إلى دعم نشاطات الإغاثة الإنسانية في ثلاثة دول مختلفة عبر:
- إيصال المساعدات العاجلة إلى 50 ألف شخص في الصومال خلال مدة قصيرة.
- تلبية الاحتياجات الأساسية الشهرية لعشرة آلاف شخص في جنوب السودان.
- إرسال طرود مساعدات إلى 12500 عائلة في صنعاء وعمران وعدن وتعز ودالي والمدن الأخرى في اليمن خلال 15 يوماً. وإيصال مساعدات عاجلة إلى مجموع 50 ألف شخص.
تبرع الآن لتساهم أنت أيضاً في إنقاذ آلاف المحتاجين من خطر المجاعة والجفاف