وجاء تنظيم هذه المسيرة بمناسبة الذكرى الـ15 للهجوم على سفينة مافي مرمرة، حيث انطلقت من جامع الفاتح وانتهت في ساحة جامع آيا صوفيا. وخلال المسيرة، تم إحياء ذكرى الشهداء: جمال المبيّض، محمد المبيّض، معتصم رجب، أحمد بستان، وإسحاق الطيف، الذين استشهدوا أثناء عملهم في مكتب İHH في غزة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي.
وقد شاركت العديد من منظمات المجتمع المدني في هذه المسيرة، وتم إطلاق شعارات تندد بالاحتلال الإسرائيلي.
وبعد انتهاء المسيرة، تلا الطالب الحافظ عدنان هاڤوت – من طلاب مركز تحفيظ القرآن في مدرسة علي نار للأئمة والخطباء – آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية، المحامي بولنت يلدريم، كلمة بالمناسبة.
قال يلدرم في كلمته:
“كما تعلمون، اشترينا سفنًا، لكن جميع دول العالم تعاونت لمنعها من الإبحار. قالوا: (إن أبحرت هذه السفن فلن يكون هناك فائدة)، وإن لم تكن هناك فائدة، فدعونا نبحر بها. أمريكا وإسرائيل قالوا: (لا تبحروا)، وتحرك العالم كله معهم. ورغم ذلك، أبحرت سفينة الضمير ضمن أسطول الحرية. كان من المقرر تبديل الطاقم في مالطا، وركوب متطوعين من أوروبا، لكن الاحتلال استهدف السفينة قرب مالطا بطائرتي درون. سحبنا السفينة إلى ليبيا، لكن ليبيا رفضت استقبالها. ومن هنا أقول لإخواني في ليبيا: إن حكومتكم لم تقبل بالسفينة.”
وأضاف يلدريم:
“نطلب من وزارة النقل السماح بدخول السفينة إلى الميناء. وأقول لكم جميعًا: إذا لم تدخل هذه السفينة، فلنكن مستعدين للاحتجاج. وأتوجه إلى وزارتنا: يجب بدء تحقيق عاجل مع كل من يعرقل دخول هذه السفينة.”
مافي مرمرة كانت بارقة أمل لغزة
وتابع يلدريم:
“اليوم، أبحرت إحدى سفن أسطول الحرية من صقلية، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تحركت قوافل برية أيضًا. هناك الآن ألف مركبة تنطلق من تونس والجزائر ودول أخرى باتجاه مصر بإذن الله. وستعلن جمعية مافي مرمرة يوم الأربعاء عن تفاصيل رحلة جوية من تركيا إلى مصر. مافي مرمرة أبحرت وتعرضت لهجوم، لكنها كانت السبب في فتح معبر رفح حتى آخر الهجمات. استشهد على متنها عشرة أشخاص، لكنها كانت طعامًا ودواءً لعشرات الآلاف في غزة.”
كما أشار يلدريم إلى أهمية الاستقلال في الصناعات الدفاعية التركية، وقال:
“كنا نعتمد على إسرائيل، لكنها قالت لنا: لن نبيعكم السلاح. فرددنا: سنصنع سلاحنا بأنفسنا. وكانت نقطة التحول الكبرى في الصناعات الدفاعية التركية هي مافي مرمرة.”
“نحمل المساعدات فنُستشهد”
وأشار يلدريم إلى الهجوم على “سفينة الضمير”، قائلاً:
“في ذكرى مافي مرمرة، تعرّض إخواننا العاملون في الإغاثة بغزة لهجوم متعمد من إسرائيل. في البداية، تم قصف مطبخنا، فاستشهد أحد إخواننا وأصيب اثنان بجراح بليغة. ثم استُهدفت سيارة إغاثة أخرى بطائرة درون أمريكية الصنع، فاستشهد أربعة من زملائنا.”
وتحدث يلدريم عن الجرائم التي يتعرض لها أهل غزة، قائلاً:
“نوزع المساعدات فنُستشهد، نبحر بالسفن فنتعرض للقصف. فماذا يمكن لمنظمة مجتمع مدني أن تفعل أكثر من ذلك؟ لذلك نوجه نداءً: يا دول العالم، يا دول الإسلام، اتحدوا عسكريًا. أهل غزة لا يطلبون إلا فتح المعابر وإدخال المساعدات. الأطفال تُركوا وحدهم، النساء تُركن وحدهن، الناس يموتون… فلنعلن اللعنة على هذا الصمت. يا قادة العالم الإسلامي، اجتمعوا، وإن لزم الأمر، قوموا بعملية عسكرية لفتح معبر رفح!”
“لا تضحّوا بغزة”
ووجه يلدريم نداءً إلى شعوب الدول الإسلامية قائلاً:
“إما أن تفتح دولكم المعبر، أو اختاروا قادة يفتحونه. تحركوا، واذهبوا إلى الحدود. يا شعب مصر! إذا كان الناس يأتون من كل أصقاع الأرض لفتح معبر رفح، فالمسؤولية عليكم أنتم أيضًا. تحركوا ونحن معكم، وسنرى كيف يُفتح المعبر. تخلّصوا من لعبة أمريكا، فترامب جاء وأخذ أموال الجميع، ثم قال: نحن أصدقاؤكم، ولكن قدموا لنا غزة كأضحية. أيها المسلمون، لا تجعلوا من غزة أضحية في عيد الأضحى!”
ماذا حدث في مافي مرمرة؟
في عام 2010، انطلقت ست منظمات مجتمع مدني دولية – من بينها هيئة الإغاثة الإنسانية İHH – بأسطول يحمل 6 آلاف طن من المساعدات الإنسانية لكسر الحصار عن غزة. كان على متن الأسطول 750 ناشطًا من 36 دولة. وفي 31 مايو 2010، هاجم الاحتلال الإسرائيلي الأسطول في المياه الدولية، مما أدى إلى استشهاد 10 من المتطوعين، وإصابة 56 آخرين بجراح خطيرة. أسماء الشهداء هي:
•أوغور سليمان سويلماز
•جودت قليجلار
•نجدت يلدرم
•إبراهيم بيلغين
•فرقان دوغان
•فهري يالدز
•جتين توبتشوغلو
•جنكيز سونغور
•جنكيز آقيوز
•علي حيدر بنجي
واختُتمت الفعالية بالدعاء الذي تلاه رئيس وقف العصر، الشيخ حاكان جوشكون.