لم يتم مشاهدة مظاهر الفرح بقدوم رمضان شهر الرحمة والبركة في الدول الإسلامية فقط فقد عاشت دول أخرى هي أيضا هذه الفرحة. حيث لم يتم في شهر رمضان هذه المرة نسيان المسلمين الكمبوديين الذين يشكلون أكثر الشرائح فقرا في دولة جنوب آسيا كمبوديا.
فالمسلمون الكمبوديون الذين يمثلون 5% من مجموع سكان كمبوديا البالغ 14 مليونا يواجهون ظروفا حياتية تتسم بفقدان الإمكانيات المادية الضرورية. وقد قامت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية İHH بمد يد المساعدة إلى المسلمين الكمبوديين حتى لا يقضوا شهر رمضان في كآبة.
حيث قدمت مساعدات غذائية إلى 350 عائلة في ولاية بطامبانغ التي تبعد مسافة 5 ساعات عن العاصمة بهنوم بنه، ويقطنها 15 ألف مسلم. كما تم سد نقص الإحتياجات المدرسية من خلال توزيع اللوازم المدرسية المكونة من ممحاة وقلم ودفتر ومحفظة على 150 طالبا يتيما. وتم أيضا تقديم طعام الإفطار إلى 100 عائلة. وقد توجه المسلمون الكمبوديون قبل طعام الإفطار بالدعاء إلى محبي فعل الخير من الأتراك.
أما في مدينة قندال التي تبعد مسافة ساعة عن العاصمة الكمبودية فقد تم توزيع العلب الغذائية على 300 عائلة. كما تم مساعدة 50 يتيما باللوازم المدرسية، وتقديم طعام الإفطار إلى 100 عائلة ، وإدخال الفرحة على الأطفال بواسطة البالونات الهوائية التي وزعت عليهم. كما تمت زيارة مركز الأيتام الموجود في العاصمة بهنوم بنه وتم تقديم مساعدات إليه.
عودة البسمة إلى وجوه المسلمين الكمبوديين
وكان الكمبوديون الفقراء الذين فرحوا بقدوم المساعدات إليهم من تركيا التي تبعد آلاف الكيلومترات عن كمبوديا قد أوضحوا أنهم اقتنعوا بأن مشاعر الأخوة والتضامن والتعاون مازالت لم تمت إلى يومنا هذا بواسطة هذه المساعدات التي أرسلها محبو فعل الخير من الاتراك. وقد توجه المسنون من النساء والرجال الذين لا يقدرون على الوقوف على أرجلهم بالدعاء إلى محبي فعل الخير والدموع تنساب من أعينهم.
وقد عبر ممثلو مسلمي كمبوديا عن السعادة الغامرة التي يشعرون بها بسبب هذه المساعدات المقدمة إليهم. وكان زكريا آدم قد اعتبر أن هذه المساعدات تحمل أهمية كبرى من زاوية الأخوة الإسلامية. وكان آدم الذي أوضح أن المسلمين الكمبوديين في حاجة ماسة إلى الدعم قد قال:” نتمنى أن يستمر إخواننا الاتراك في تقديم المساعدات بعد ذلك.”.