مذبحة صبرا وشاتيلا هي مذبحة نفذت في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب العاصمة اللبنانية بيروت في 16 أيلول 1982 على يد المجموعات المتطرفة المسيحية اللبنانية الموالية لإسرائيل والجيش الإسرائيلي. عدد القتلى في المذبحة لا يعرف بوضوح و تبلغ التقديرات حوالي 3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين العزل من السلاح، أغلبيتهم من الفلسطينيين .
فقد قامت هذه القوات المتطرفة و الجيش الإسرائيلي تحت قيادة ارييل شارون بحصار مخيمي صبرا وشاتيلا المحمية بموجب اتفاق دولي لمنع الفلسطينيين من مغادرة المخيمات ثم غضت القوات الإسرائيلية بصرها عن ما قامت به الميليشيات المسيحية اللبنانية من اليمين المتطرف المؤيد لإسرائيل من مذابح و قتل لاهل المخيمات من اطفال و نساء و شيوخ عزل .
و تعد مجازر صبرا وشاتيلا واحدة من أعنف المذابح التي شهدها تاريخ البشرية . كما أعرب أن عدد الذين قتلوا في هذه المجازر قد بلغ 3500 إنسان إلا ان الجثث مقطعة الاوصال و عدد المقابر الجماعية يحود دون معرفة الرقم الحقيقي للضحايا. و بعد هذه المذبحة التي نفذها القاتل ارييل شارون عام 1982 إستحق بعدها لقب جزار بيروت .
و اكدت مصادر معددة انه قد إستخدم قنابل فوسفورية في الهجوم . كما افادت الدكتورة أمل شمعة و المتواجدة في المنطقة اثناء المذبحة قائلة : \'\' إضطررت لوضع الاطفال الرضع في اوعية مملوؤة بالماء لحمايتهم من النيران , و بعد نصف الساعة عندما اخرجتهم من الماء , كانت اجسادهم ما زالت مشتعلة , و حتى في المشرحة امكنني رؤية جثث ما زالت تشتعل \'\' .
كما افاد الصحفي روبرت فيسك في مقالة له في صحيفة الاندبندنت لما رآه في المنطقة في أعقاب الحادثة مباشرة قائلا : \'\' بعد ما رأيته في المخيم من جثث منتفخة و اطفال رضع قتلوا و نساء قتلت بعد إغتصابها , فان شارون و بهذه المذابح التي نفذها في 18 سبتمبر 1982 في مخيمي صبرا و شاتيلا ما هو إلا جزار . و بعد 18 عاما على الحادثة , ما زالت مشاهد هذه المجازر تهيمن على كل شوارع المنطقة امام عيني. على بعد مسافة قصيرة على الطريق المؤدي الى مسجد صبرا رأيت رجلا مسنا في التسعين من العمر بلحيته البيضاء و بيجامته , عصاه و خوذته على مقربة من جسده , رأيت جثث لإمرأتين بجوارهن طناجرهن في شارع ضيق و قد تدفقت ادمغتهن , و قد إنقسم بطن واحدة منهن , و جثث لرضع القيت كالقمامة , يتطاير الذباب على الجثث و الدماء الجافة عليها . إضطررت لتخطي الجثث و قطع الأجساد الصغيرة المتناثرة في جميع أنحاء المنحدر لكي اعبره . و وعلى مسافة قصيرة كان هناك طفلة لطيفة ما زالت الدماء تتدفق من جروحها .
و في عام 1983 أعلنت محطة البي بي سي ان اللجنة الإسرائيلية المعدة للتحقيق في المسؤولين عن الحادث قد اولت مسؤولية المجزرة للقاتل ارييل شارون الذي إضطر للاستقالة من منصب وزير الدفاع في ذلك العام .
و في عام 2001 خلال فترة رئاسة ارييل شارون للوزراء في إسرائيل إفتتح في بلجيكا قضية للتحقيق الجنائي بحقه في هذا الشأن إلا ان المدعي العام البلجيكي قرر انه و بهذه المجزرة لا يمكن الاستمرار بالتحقيق الجنائي فيما فعلته الميليشيات المتطرفة مما جعل النيابة العامة البلجيكية تعطي قرار بإيقاف التحقيقات .
و في الذكرى السنوية ال29 لمجزرة صبرا و شاتيلا , فإن المجتمع العالمي و كل البشرية و اصحاب الانسانية في إنتظار تقديم المسؤولين للعدل و حسابهم عن ما نفذوه من جرائم.