في ملجأ الشمارين للايتام الذي قامت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات بإنشائه في منطقة أعزاز من اجل الاطفال الذين فقدوا عائلاتهم نتيجة للحرب الدائرة في سوريا، يقيم حوالي 230 طفل وطفلة تقوم الهيئة وبدعم من مختلف المنظمات الدولية بتلبية كافة إحتياجاتهم الاساسية
من ضمن انشطة المساعدات هذه، تقوم الرابطة الدولية للأطباء ولاول مرة من نوعها بتنفيذ مشروع بورشة عمل وتأهيل لصالح الاطفال الايتام داخل سوريا في سبيل التخفيف من اثار صدمة الحرب الاهلية التي يعاني منها كافة اطفال سوريا
في نطاق هذا المشروع، تم تطبيق برنامج '' رسم '' و '' تلوين '' بمشاركة اطفالنا في مركز الصدمات النفسية في الملجأ في حين قام بعض الأطفال بزراعة الزهور حول المركز وتلوين الجدران الخارجية للمركز بالالوان والزهور اتيحت لهم الفرصة لتطوير مهاراتهم اليدوية في اجواء مليئة بالمرح والبهجة
افاد السيد مولود يورتسافان رئيس الرابطة الدولية للاطباء انهم وصلوا إلى سوريا من اجل تقديم الدعم النفسي والتأهيلي للاطفال الايتام هناك
وذكر السيد يورتسافان بان هؤلاء الاطفال لم يفقدوا اسرهم فحسب بل بانهم تشردوا وابعدوا عن اوطانهم مضيفا: '' فقد هؤلاء الاطفال منازلهم واقاربهم واسرهم وكافة احبائهم وجيرانهم. وفقدوا ابائهم بشكل مأساوي اليم. لذلك قمنا بالتخطيط لهذا المشروع ليقيننا أننا بحاجة إلى تقديم المزيد من الدعم للأطفال
كما وافاد السيد يورتسافان ان ثلاثة فرق تطوعية وثلاثة اطباء نفسيين قد إنضموا للمشاركة في المشروع مضيفا: '' قمنا هنا بتطبيق طريقيتن للعلاج: العلاج عن طريق الفنون وأعمال الحديقة قمنا بإنجازها بالتناوب بين الاطفال. لم نتمكن من الوصول إلا إلى عدد محدود من الأيتام لقلة امكانياتنا ولكن وبضمان إستمرارية هذه الانشطة سيكون بإمكاننا الوصول إلى ما لا يقل عن 60 يتيم ويتيمة اسبوعيا. نحن هنا لقضاء وقت مع الاطفال ومشاركتهم اعمالهم والمساهمة في نسيانهم معاناتهم ولو قليلا ومنحهم فرحة الحياة من جديد وتحضيرهم لحياة طبيعية بعد إنتهاء الحرب
كما وافادت الطبيبة النفسية توبا اوزتورك ان الاطفال هناك يتلقون خدمات العلاج الفردي في إطار فني ترفيهي سيستمر لمدة لا تقل عن 15 يوما مضيفا: '' لقد تأثر الاطفال بشكل خطير نتيجة للحرب في سوريا التي استشهد فيها ابائهم وعدد كبير من اسرهم واحبائهم واقاربهم. تأثر هذه الحرب نفسيا من صعوبات التفكير وحالة من القلق والاضطرابات في الاطفال وقد تنتابه حالة من الغضب الناتج عن العجز وهذا يؤدي إلى انتكاسات نفسية وجسدية والذي يزيد من صعوبة تخلصهم من هذه الصدمة واثارها. نحن هنا في محاولة لاعادة بهجة الحياة لاطفالنا الايتام وامهاتهم
ترميم كسار، في الثانية عشر من العمر هربت من مدينة حلب نتيجة للحرب هناك وتقيم في مخيم الشمارين. قدمت طفلتنا شكرها الجزيل لكل من يقدم لهم يد المساعدة وكل من اتاح لهم مثل هذه الفرصة مضيفة : '' أنا سعيدة لوجودي في مركز الصدمات النفسية. نقوم هنا بالرسم واللعب. لقد احببت هذا المكان كثيرا جدا. نقضي هنا مع اصدقائنا اوقاتا جميلة جدا. يرافقنا هنا اخواتنا من تركيا التي يبذلن ما بوسعهن لمساعدتنا