* تمزقت ملابسي تماما, غطى اصدقائي سيقاني بشئ كالبطانية وجدوه هناك. وبمجرد ان اخذني الجنود قلعوني كل ملابسي حتى ملابسي الداخلية و مررت من بين الجميع عار على هذا النحو, من بين كل الاصدقاء و الاهل و العلماء , الناس الذين قضيت معهم طوال ثلاثة ايام من الرحلة البحرية و ثلاثة ايام في قاعة كبز الرياضية في أنطاليا. * حتى مساء الامس كنت اضحك مع فخري يالدز , اتحدث و أتناقش مع علي حيدر بنغي و يقول لي فرقان دوغان بان حديث اهل ديار بكر جميل جدا , هل يمكنك ان تتحدث معي مثلهم...إبراهيم بيلغن تعرفت عليه منذ يومه الأول اتى فيه إلى هنا, و كنت انا آخر شخص تحدث معه, قلت له انزل إلى اسفل.. لقد رأيتهم يستشهدون.. كلهم سقطوا شهداء .. * جعلوني انتظر نائما على ظهري تحت الشمس لفترة طويلة جدا و جواز سفري في يدي اخذوه بعد ذلك مني و رموه فوق شئ يشبه المحفة , ثم تناوله جندي آخر أخذ النقود الموجودة فيه و وضعها في جيبه ثم القى جواز سفري إلى البحر, فاصبحت بدون هوية , و بشكل عاري تماما, بدأت احسس بالعطش الشديد .. على الرغم من فقدي الكثير من الدم ما زلت بكامل الوعي. و انا أنتظر بهذا الشكل, جاء احدهم و نقلني إلى سطح السفينة, علمت بان شخصا آخر قد إستشهد و لكنني لم استطع ان اعرف من هو. ادركت في وقت لاحق بانه اخي علي حيدر لانه لم يكن احد غيره هناك.. انه هو على الارجح . كان مغطى بشئ ما لذلك لم استطع رؤيته . و إنتظرت هناك ايضا لمدة طويلة , قاموا بعدها بإحضار جريح آخر , و لكنني لم اتعرف عليه , كان هو ايضا مكبل الايدي, لم أرى إلا جسمه. ثم جاء جندي اشقر ضخم جدا و بيده شئ يشبه الكماشة فيضعها داخل جرح الجريح بجانبي , و بالطبع يصرخ الجريح بصراخ لا يمكن وصفه. اعتقد انهم قد قاموا بنزع الرصاص ن جسده, لم اعرف من هو هذا الشخص حتى الآن .. و قام نفس الشخص في ساقي يميني بالقيام بنفس الشئ و بنفس الطريق دون استخدام أي تخدير. كانت سعادتهم واضحة و نحن نتألم, و لذلك على الرغم من الالم الشديد الذي احسست به إلا انني لم اصرخ ابدا.. اخرجوا الرصاصة ثم وضعوها في كيس و القوها.. وانا اعتقد انهم قامها بإستخدام أنواع من الأسلحة المحظورة، و يحاولون محو الأدلة على الفور وإخراجها بدون إستخدام اي مخدر. لم ينظروا إلى الجروح و الرصاص في أجزاء أخرى من جسدي، إكتفوا بإخراج الرصاصة من قدمي اليمنى. عطشنا كثيرا جدا، طلبنا مياه للشرب . وجاء أحد الجنود و معه زجاجة من المياه شربها ثم سكب الماء على وجهه و ذهب. * يومي الثاني في المستشفى. لم يعطوني أي طعام المصل المجهز فقط. أردت أن أشرب لكن لم يعطوني اي شئ , لا اكل و لا شرب .. لا شئ.... أخذوني قبل المساء وسط هرج ومرج. عندما سألت إلى أين يأخذونني أجابوني بأن دكتور إسمه كلايتون سوف يقوم بعمليتي .. الدكتور كلايتون جراح تجميل. واعتقد انهم سيأخذونني إلى غرفة العمليات. في غضون ذلك، ارسلوا صديقي غرفتي الى تركيا. و بعد سير طويل نقلوني إلى غرفة أخرى وليس إلى غرفة العمليات , و من خلف الباب المفتوح تمكنت من رؤية مجموعة من الناس يحملون لافتات باللغة الإنجليزية و في ايديهم الورود و الزهور قدموا لزيارتنا . و بالطبع طردهم الجنود على الفور. في اليوم الثالث غيروا غرفتي مرة أخرى, لم اكن استطع النوم بالفعل لما كانوا يفعلوه من ضجيج حتى انني كنت انسى في اي ركعة انا اثناء الصلاة, و ربما بسبب المخدر الذي كانوا يعطوني له. سالتهم ان يحضروا بعض التراب للتيمم حتى اصلي , كما طلبت منهم ان اتحدث بالهاتف مع السفارة و لكنهم قابلوا كل طلباتي بالرفض المطلق. * وضعوني الساعة 5:00 صباحا على عجل في سيارة اسعاف و ربطوا ذراعي , و داروا في الشوارع حتى السعة الحادية عشر قبل الظهر, و انا داخل السيارة اصطدم من جانب إلى آخر, وخلفنا عملاء الموساد داخل سيارة كبيرة يرافقوننا حيث ذهبنا. * عندما وصلت إلى أنقرة قابلني الجميع مشكورين بإهتمام بالغ . ولكن أريد خاصة أن أتحدث عن شيئ مهم ; جاء اخي الطبيب بجانبي و قال لي ان اتحدث مع زوجتي فاخذت الهاتف و تحدثت معها و بعد سؤالها عن حالي و سؤالي عن حالها قالت زوجتي : \'\' تحدث قليلا مع إبنتك\'\' .. كانت ابنتي في الثانية من عمرها .. فسألت زوجتي :\'\' إبنتي؟ من هي إبنتي؟\'\' فسألتني زوجتي مستغربة : \'\' الا تتذكر إبنتك ؟ \'\' فاجبتها : \'\' لا, إنني لا اتذكر \'\' .. كنت اتذكر انني متزوج و لكنني نسيت ان لي إبنة صغيرة.. هل يمكنكم تخيل ذلك .. من شدة الصدمة لم أتذكر حتى إبنتي . اغلقت الهاتف فسالني اخي مستنكرا :\'\' هل انت بحق لم تتذكر إبنتك؟ \'\' و اخرج صورتها ليريني إياها. و لكنني بحق لم اكن اتذكرها لمدة 3 ايام قضيتها في انقرة . و لكن بعدها ذهبت إلى ديار بكر و تذكرتها عند رؤيتها امامي. يمكنكم قراءة ما عاشه محمد علي زيبق و غيره من المشاركين في الاسطول من خلال الكتاب الذي أعدته زاهدة توبا كور بإسم :\'\' اسطول الحرية على لسان الضمير العالمي : مقابلات مع الركاب \'\' في العنوان التالي : http://www.ihh.org.tr/mavi-marmara-yayin-dunyasina-da-yelken-acti/ar