شهدت الندوة حضورًا كثيفًا، وافتتحت بتلاوة من القرآن الكريم، تلاها عرض مرئي حول موضوع الحرب، ثم أُلقيت الكلمات الرسمية. وكانت الكلمة الافتتاحية لرئيس اللجنة المنظمة للندوة وعميد كلية الإلهيات بجامعة كوجالي، البروفيسور الدكتور عبد الله كهرمان، الذي أكد أن موضوع الحرب.

سيتم تناوله من عدة جوانب مختلفة خلال الندوة.

وأوضح كهرمان أن الندوة ستتناول موضوع الحرب في المصادر الأساسية للإسلام والفكر الإسلامي من حيث أحكامها، وأخلاقياتها، وشرعيتها، وحدودها، إضافة إلى عرض تطور الحروب منذ عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين وحتى يومنا هذا. كما سيتم تسليط الضوء على الأبعاد القانونية والأخلاقية للحرب في الديانات والأفكار غير الإسلامية، ومظاهرها في العصر الحديث.

من جهته، أشار رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية (İHH) المحامي بولند يلدرم إلى أن واحدة من أبرز مشكلات عصرنا هي ازدياد الحروب التي تُنتهك فيها حقوق الإنسان بلا رحمة. وقال: “لسنوات طويلة نمنا ونحن نفكر في كيفية قتل جزء منا كل ليلة. هناك من يهاجم وهناك من يقاوم. كنا نهدف في الهيئة إلى جمع قوانين الحرب بين دفتي كتاب وتقديمها للناس، لأننا نحن المسلمون شهود على ما يحدث في الأرض، وموجودون لنعمرها. لقد شهدنا حروب أفغانستان، والشيشان، وغزة، وسوريا، وأراكان، وتركستان الشرقية، وفي كل هذه الشهادات رأينا أن الضحايا في الغالب كانوا من المسلمين”.

كما أشار يلدرم إلى أن الاحتلال الإسرائيلي في غزة يستهدف الأطفال والنساء والمدنيين، وذكر أن الصهاينة ارتكبوا جرائم تجارة أعضاء خلال حرب البوسنة، حيث فُقد العديد من الأشخاص في تلك الفترة. وأضاف أن الغرب يحاول تقسيم العالم الإسلامي إلى سُنة وشيعة، سلفيين وصوفيين، من أجل استغلال موارده.

وأكد أن النساء والأطفال هم أكثر من يعانون في الحروب، مشددًا على أنهم قاموا بمباحثات رفيعة المستوى لضمان ألا يكون النساء والأطفال مواضيع للمساومة في الحروب.

وقال: “ذهبنا إلى مختلف مناطق العالم، وقلنا إنه يجب إنشاء مؤسسة تضمن عدم استخدام النساء والأطفال كورقة تفاوض. لأن الغرب لا يرى الطرف الآخر في الحرب كإنسان”.
وأكد يلدرم على أهمية هذه الندوة حول الحرب، ووجّه الشكر للمؤسسات والأشخاص الذين ساهموا في تنظيمها.

بعده، ألقى كل من رئيس جامعة كوجالي البروفيسور الدكتور نُوح زافر جانتورك، ووالي كوجالي إلهامي أكتاش، ورئيس بلدية كوجالي الكبرى الدكتور طاهر بيوك آقين كلماتهم.

عقب الكلمات، قدّم كورال الموسيقى الدينية التابع لكلية الإلهيات بجامعة كوجالي وصلة إنشادية.

وفي فترة بعد الظهر، بدأت الجلسات العلمية لليوم الأول من الندوة، حيث عُقدت جلسة بعنوان “الحرب في الفكر الإسلامي بشكل عام”، تلتها جلسات “المسار التاريخي للحرب في التاريخ الإسلامي (الجزء الأول والثاني)”، واختُتم اليوم بجلسة “مراسلو الحرب”.

أدار جلسة مراسلي الحرب مسؤول الإعلام في أعمال الهيئة بسوريا، سليم طوسون، وشارك فيها الصحفي نِوْزات جيجيك بورقة بعنوان “من المعارضة إلى السلطة: التغيير من خلال شهادة مراسلي الحرب في سوريا”، والصحفي تشَتينَر تشَتين بورقة بعنوان “الغزو العراقي من عين مراسل حرب”، والصحفي تورغوت ألب بويراز بورقة بعنوان “شهادتي على الاحتلال: أن تكون مراسل حرب في فلسطين”.

وبذلك اختُتمت فعاليات اليوم الأول من الندوة، على أن تستمر في يومي السبت والأحد بمشاركة عدد كبير من الأكاديميين وممثلي منظمات المجتمع المدني في جلسات متنوعة.