هيئة الإغاثة الإنسانية IHH
0
تبرّع
تابعنا
AR
TRY
أغلق
  • من نحن
  • مالذي نفعله
  • كيف تساهم
  • تسجيل الدخول
اتشوكي ميازاكي، قصة خير من اليابان إلى فان
فان, الإغاثة داخل تركيا 13.02.2013

أوميت سونمز

ولد اتشوكي ميازاكي عام 1970 في مدينة اويتا اليابانية. ودرس العلاقات الدولية في العاصمة طوكيو. كان اكبر احلامه هو العمل في منظمة إنسانية مدنية تقدم خدمات تفيد الإنسان والإنسانية ولكن للاسف لم يكن هذا سهلا كما كان يتوقع. ولعدم حصوله على إمكانية العمل في مثل هذه المنظمات الخيرية، توجه إلى إنجلترا لإكمال دراسته العليا. وعند عودته من هناك تقدم بالطلب لوظائف متعددة آمال العثور على عمل في المجال الذي يبغاه

ولكن وفي تلك الفترة على وجه التحديد، يأتي خبر من أمه ان والده مريض جدا فيضطر للعودة إلى اويتا بجانب اسرته ليكون بجانب والده في ايامه الاخيرة. بدأ ميازاكي اثناء إقامته في اويتا بالعمل في مؤسسة تقوم بدعم أطفال الشوارع في الفلبين. هذا هو ما كان يريده ان يقوم بمساعدة الآخرين من المحتاجين. ولكن لم يكن هذا كاف بالنسبة له. لذلك تقدم ميازاكي بطلب للعمل في رابطة المعونة والإغاثة اليابانية التي تعمل في أكثر من 15 دولة في مجالات المساعدات الإنسانية والإغاثة الطارئة ليقول في مقابلة أولية قام بها هناك : \'\' مهما كانت الاوضاع والظروف، أنام مستعد للعمل في كل مكان دون اي شروط \'\'. وبعد تقدمه بالطلب بفترة قصيرة، شهدت اليابان في مارس / آذار 2011 كارثة الزلزال وتبعه تسونامي مدمر ليكون هذا الحدث نقطة تحول بالنسبة ميازاكي. حيث قامت رابطة المعونة والإغاثة اليابانية التي كانت بحاجة ماسة لعدد كبير من الموظفين والعمال بضم ميازاكي إلى صفوفها ليبدأ بالعمل في المكان الذي كان يريده بالتحديد. وفي أعقاب مشاركته في المساعدات الإنسانية في كارثة التسونامي في اليابان، كانت هناك مهمة جديدة في إنتظاره. فقد كان ميازاكي جزء من الفريق الذي ارسل الى تركيا من اجل المساعدات الطارئة لمتضرري الزلزال الذي هز مدينة فان في 23 اكتوبر من العام الماضي. وتناسب تواجده في مدينة فان مع عيد الاضحى المبارك ليشارك على الرغم انه غير مسلم في أعمال ذبح الاضاحي وتوزيع لحومها مثله مثل المسلمين ليفوز بحب اهل المنطقة وإحترامهم

في غضون ذلك، تعرف الشعب التركي بسبب اهتمام وسائل الإعلام بميازاكي واصدقائه. وبعد الإنتهاء من جهود البحث والإنقاذ، يفضل ميازاكي مع أصدقائه يوميكا اوتا وميوكي كوناي البقاء في فان والإستمرار في ممارسة أعمالهم الإنسانية والتخطيط للقيام بمشاريع دائمة من اجل خدمة اهل المنطقة. ولكن وللاسف الشديد، تشهد المنطقة يوم 9 نوفمبر زلزال جديد بشدة 5.6 دمر فيه فندق بايرام الذي كان ميازاكي واصدقاؤه يقيمون فيه ويتم إخراج ميازاكي من تحت الانقاض بعد 13 ساعة مصاب بإصابة خطيرة

ولكن وللاسف الشديد توقف قلب ميازاكي الذي كان ينبض للإنسانية جمعاء بعد توصل فريق الانقاذ إليه على الفور ولم تكفي الطاقة فوق البشرية والمحاولات التي تم القيام بها الفريق الطبي لاكثر من 15 دقيقة ونقله إلى مستشفى مدينة فان للابحاث لإعادته إلى الحياة

وكانت وفاة ميازاكي اهم حدث في الشارع التركي كرجل مخلص دؤوب فقد حياته على بعد آلاف الأميال عن وطنه اثناء تضحيته من اجل العمل في مجال إنساني بحت. وقام مسؤولون في الدولة والحكومة التركية بإرسال رسائل تعزية للحكومة اليابانية وشعبها الكريم ارسلت بعدها جثة ميازاكي بعد مراسيم رسمية حضرها مسؤولون رفيعون المستوى

وفي رسالة تعزية ارسلها السيد عبدالله غول إلى إمبراطور اليابان اكيهيتو قال فيها : \'\' في إطار الصداقة التاريخية والتعاون بين تركيا واليابان، سيتذكر الشعب التركي دائما بكل الإمتنان والتقدير هذه الاسماء التي ضحت بنفسها من اجل مد يد المساعدة لاهل مدينة فان. ستكون المساعدات التي قامت اليابان حكومة وشعبا بتقديمها في اعقاب الزلزال بمثابة جسرا لتعزيز الصداقة والتقارب بين البلدين بمشاعر خالصة. وبهذه المناسبة، اتقدم بخالص التعازي لصاحب الجلالة والشعب الياباني الصديق ولأقارب وأسرة الفقيد ميازاكي نيابة عن الشعب التركي. كما وافاد وزير الخارجية التركي السيد أحمد داود أوغلو أن الفقيد ميازاكي سيذكر مع شهداء سفينة ارتوغرول مضيفا : \'\' ستقوم جمهورية تركيا بكل ما بإمكانها من اجل إحياء إسم وذكرى فقيدها ميازاكي ونعتبره دين على الإنسانية ودين تاريخي علينا


كما وقررت الغرفة التجارية بإسطنبول إنشاء مدرسة سيطلق عليها إسم الفقيد ميازاكي في الوقت الذي افاد فيه السيد بيامي بطال رئيس جامعة يوزونجوييل بمدينة فان انهم سيتم تغير إسم ميازاكي على مستشفى الاسنان التابع للجامعة

وشارك في الجنازة الرسمية التي أعدت لميازاكي في اليابان  مسؤولون من تركيا بالإضافة إلى عدد كبير من الأتراك الذين يعيشون هناك

رابطة المعونة والإغاثة (AAR)

بدأت رابطة المعونة والإغاثة إحدى مؤسسات المساعدات الإنسانية اليابانية التي كان اتسوشي ميازاكي يعمل فيها أنشطتها في عام 1969. كانت الرابطة في البداية تعمل على أسس الانشطة التطوعية بسبب صعوبات المرحلة آنذاك إلا انها كسبت هويتها الرسمية عام 1979. وتبذل الرابطة جهودها الإنسانية منذ ذلك الحين على نطاق واسع في 15 دولة ومنطقة في افريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية