في أفغانستان التي ظلت تشهد الحروب بلا توقف منذ أكثر من 40 عاماً، دفع الشعب الأفغاني ثمناً باهظاً، وأصبح الشعب بلا مأوى ولا دار ولا وطن ولا عمل، وتيتّم الأولاد، وتحولت المشافي والمدارس والمحلات التجارية والجامعات والمساجد إلى أطلال لا تصلح للاستعمال. وجاءت التطورات الأخيرة لتزيد الطين بلة، وانقطع الرمق الذي كان يعيش عليه الشعب الأفغاني بانقطاع المساعدات التي كانت تأتيهم من الخارج، واضطروا للهجرة إلى كابول والمدن الرئيسية الأخرى مثل قندهار وهرات، على أمل تأمين حياة كريمة لأنفسهم وأولادهم. وأصبحوا لاجئين في بلدهم، يعيشون في خيم لا تقي برد الشتاء ولا حر الصيف، ولم يعد لهم بيوت يعودون إليها، أو إمكانات مادية تؤهلهم للهجرة، بسبب استمرار الصراعات والحروب.
في هذا الشأن، أطلقت هيئة الإغاثة الإنسانية İHH النشطة في المنطقة منذ 25 عاماً حملة مساعداتٍ لعلها تساهم في التخفيف من الأزمة الإنسانية وعدم تفاقمها في أفغانستان. وفي إطار الحملة التي قامت تحت شعار "لا تتركه وحده"، قامت فرق هيئة الإغاثة الإنسانية بزيارة كابول العاصمة وغزني وميدان شار وسيد آباد وتخار وقندوز وباغلان وقندهار، من أجل تحديد الاحتياجات فيها. ثم قامت بإيصال المساعدات الإنسانية إلى الأسر المحتاجة للغذاء في هذه المدن، بدعم المحسنين وأصحاب الخير. وكانت الهيئة قد نفذت في الفترة الماضية هذه الأعمال في العديد من مجالات التطبيق المختلفة، بدءاً من عائلات الأيتام والمواطنين من أصحاب الاحتياجات الخاصة في أقصى أرياف أفغانستان، وانتهاء بالمشافي ومخيمات اللاجئين. واستفاد ما يزيد عن 15 ألف أفغاني من المساعدات التي بلغت قرابة 60 طناً.
نحن هنا حتى نهاية الأزمة:
تحدث حسن أينَجي، نائب الرئيس المسؤول عن العلاقات الخارجية في هيئة الإغاثة الإنسانية عن العديد من المنظمات الغربية التي غادرت أفغانستان إثر انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية، وأنهم باعتبارهم هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) باقون إلى جانب الشعب الأفغاني بأعمالهم وحملاتهم ونشاطاتهم الإنسانية وإمداد المشافي بالأغذية والمواد الطبية، وأضاف: "إلى جانب كل هذه الأنشطة، نقوم بتمويل ألفي يتيم شهرياً في أفغانستان"، وتحدث عن أشخاص لم يتمكنوا من الوصول إلى الطعام لمدة يومين أو ثلاثة أيام في المناطق التي زاروها، وتابع قائلاً:
"إننا نتحدث عن مليون يتيم أو يزيد في أفغانستان التي أنهكتها الصراعات. ونحن بدورنا نقوم بتفعيل نظام تمويل اليتيم، ونعمل على إعداد ألفي يتيم للمستقبل، ونلبي احتياجات العشرات من إخواننا الأيتام من المأوى والتعليم والغذاء، بفضل دار الأخُوَّة للأيتام في العاصمة كابول. ومع الحملة التي أطلقناها مؤخراً، نقوم بإيصال الأغذية والبطانيات إلى الفقراء والأيتام وأصحاب الاحتياجات الخاصة في الأرياف تحديداً، وسنبقى نواصل أنشطتنا هنا إلى أن تنتهي الأزمة".
أفغانستان بانتظار المساعدات العاجلة:
يمكن للمحسنين الذين يرغبون في دعم مشاريع هيئة الإغاثة الإنسانية IHH في أفغانستان المساهمة بمبلغ 5 ليرات تركية في الحملة، وذلك عبر كتابة "AFGANISTAN" وإرسال رسالة نصية قصيرة إلى 3072. ويمكن للراغبين في تقديم المزيد من المساعدات، دعم أعمال هيئة الإغاثة الإنسانية عبر موقعها في الإنترنت أو عبر أرقام حساباتها المصرفية.