بعد أن انسحبت القوات الإسرائيلية من غزة تركت وراءها مُدنا مدمّرة، فقد دمرت إسرائيل جميع البنى التحتيّة في غزة. وأهالي غزّة الذين يُعانون حزنا شديدًا بسبب فقدان أقارب لهم أو سقوط جرحى من بين عائلاتهم يُحاولون تضميد جراحهم النّازفة. وشعب غزّة الذي عانَى من الحصار الإسرائيلي الذي استمر لمدة شهور طويلة ما زال في حاجة شديدة للمساعدات بعد الدمار الذي لحق بالمدينة بسبب الاعتداءت الأخيرة، فغزة في حاجة للمواد الطبية والمُحركات والمحروقات والمواد الغذائية الأساسية.
لقد سعت هيئتنا إلى إيصال المساعدات إلى العائلات المحتاجة بعد يوم واحد من انطلاق الاعتداءات، ومثلما هو الأمر قبل وقف إطلاق النار فقد تواصلت عمليات تقديم المساعدات بدون توقف بعد انتهاء الحرب.
يقوم كل من رئيس هيئتنا السّيد بلنت يلدرم والسيد عثمان أتلاي عضو الهيئة الإدارية في الهيئة الموجودين في غزة حاليا بتنسيق عمليات توزيع المُساعدات الغذائية العاجلة بصورة مستمرة على العائلات التي تضرّرت بسبب العدوان الإسرائيلي.
فقبل يومين تمّ توزيع مواد غذائية على 600 عائلة، ويوم أمس تمّ توزيع مُساعدات أخرى على نحو 400 عائلة في حيّ الزّيتون. وقد تمّ تقديم مساعدات مالية لـ21 عائلة تركية بالإضافة إلى 29 من أسر الشّهداء. بالإضافة إلى تقديم مساعدات مادّية لأسرة فقدت 72 من أفرادها أثناء الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن جانب آخر يوجد ضمن فريق عملنا في غزة 4 جراحين متخصصين وممرضة يعملون في مستشفى الشّفاء في غزة من أجل مداواة الجرحى. وقد ذكر السيد بلنت يلدرم رئيس هيئتنا الموجود في غزة أن هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية قد قدمت إلى حد الآن مساعدات مالية وعينية تقدر قيمتها بـ10 ملايين ليرة تركية، وفي تعليق له على ما شاهده في قطاع غزة قال السّيد يلدرم: \"نحن دخلنا إلى غزة قبل أن يعلن عن وقف إطلاق النّار، وفي الوقت الحاضر نقوم بتوزيع المساعدات العاجلة والمتمثلة أساسا في الدواء والغذاء وحفاظات الأطفال ومسحوق الحليب وغير ذلك... وفي الوقت نفسه نقوم بالتنسيق لتوزيع المساعدات التي تم جلبها من تركيا وإدخالها عبر معبر رفح الحدودي. نعمل بشكل مكثف، ونوزّع المساعدات كل يوم فالجميع هنا في حاجة إلى المساعدة. الناس هنا فقدوا كل شيء بسبب العدوان الإسرائيلي\".
مخاوف من انتشار الكوليرا في غزّة
وحذر السيد يلدرم من أن غزة التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي ودُمر كل شيء فيها مهددة الآن بانتشار وباء الكوليرا وقال يلدرم: \"لقد تعرّضت قنوات المياه ومراكز ضخ المياه ومؤسسات التّطهير لخراب كبير بسبب قصف إسرائيل للبنية التحتية. هناك أكثر من 2 مليون متر مكعّب من مياه المجاري تصب في الطرقات والحقول وفي الشريط السّاحلي. وهذا يمثل تهديدا كبيرا للجميع بمن فيهم الأطفال\".