شارك في المؤتمر كل من رئيس حزب السعادة أ.د نعمان كورتولموش، رئيس هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية بولنت يلدرم، رئيس فرع حزب السعادة في إسطنبول إيرول أردوغان، و رئيس فرع إسطنبول لجمعية المظلومين المحامي جهاد كوغدمير.
أبدى السيد نعمان دعمه و مساندته لهذه الحركة التي تلي قافلة المساعدات البرية المنظمة في شهر كانون الأول من العام الماضي. كما أكد أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم بدون حدود رسمية، و أن نسبة 83% من الأراضي التي تقبع عليها هذه الدولة محتلة.
و تحدث كورتولموش عن الأسلوب الذي اتبعته إسرائيل لإحتلال الأراضي الفلسطينية، و كيف نفذت مشروعها الإستعماري، وقال : \'\' بدأت إسرائيل توسعها خاصة بعد حرب 1967. و قد عملت على زعزعة الإستقرار السياسي داخل فلسطين و نجحت في تقسيمها، و أصبحت غزة من جهة و الضفة الغربية. كما بدأت بتنفيذ مشاريع مماثلة، فبدأت ببناء المستوطنات، في الأماكن التي يعيش فيها المسلمون في القدس، إذ بنت هذه السنة ألف و 600 مستوطنة جديدة، متجاهلة كل التنديدات الدولية. و يأتي الحصار المفروض على غزة كخطوة أخرى غير إنسانية و لا تمت للقانون بصلة، هادفة إلى إبادة كل الفلسطينيين أو نفيهم جماعة من خارج موطنهم. \'\'.
خطوة تاريخية و جريئة :
وصف كورتولموش أسطول المساعدات الذي تنظمه هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية لكسر الحصار المفروض على غزة، بالخطوة \'\' التاريخية و الجريئة \'\'. و قال : \'\' بهذه الخطوة، ستقوم هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية بلفت انتباه الرأي العام للمجتمع الدولي أكثر للحصار التعسفي المفروض على أهل غزة. و نحن نصلي من أجل أن تصل هذه السفن آمنة إلى ميناء غزة. كما أن هدفنا الأساسي هو إنهاء الإنقسام السياسي الموجود في فلسطين، و توحيد صفوف الأشقاء هناك الذين يتواجهون مع بعضهم البعض.\'\'
المشروع التدريجي للإحتلال :
سرد كورتولموش الخطوات الإسرائيلية لتوسيع مشروع احتلال فلسطين قائلا : \'\' الخطوة الأولى احتلال الأراضي، إذ تقع نسبة 78% من الأراضي الفلسطينية تحت الإحتلال، و هي تتابع استيطانها ضاربة عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة. إلى جانب الإحتلال فهي تلجأ إلى إضعاف القوة السياسية للفلسطينيين و قد نجحت في تقسيمهم و جعلهم ما بين غزة و الضفة الغربية. كما أنها تقيم مستوطنات يهودية في أماكن سكن المسلمين في القدس و حول المسجد الأقصى.\'\'.
و في نفس السياق الإستعماري، فهي تحاصر غزة برا و بحرا، و تحولها إلى سجن في الهواء الطلق، فهي تمنع الناس من إعادة بناء منازلهم المدمرة، و تحرمهم من الحصول على أبسط الإحتياجات الأساسية لحياة الإنسان و الإحتياجات الطبية. و هي بهذا تخط الفصل الأخير في مشروع الإحتلال الكامل. و تعمل جاهدا من أجل إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم عبر سياسة الحرمان و التجويع.\'\'
لا حدود رسمية لدولة إسرائيل :
ذكر كورتولموش، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي ليس لها حدود رسمية، و يبقى أمام إسرائيل لبلوغ هدفها النهائي الإستعماري هو قتل الفلسطينيين واحدا واحدا، و محوهم عن الوجود، لكنها فشلت في هذا بسبب معارضة الرأي العام العالمي، و قال : \'\' إسرائيل الدولة الوحيدة بدون حدود رسمية، فأرض الميعاد تمتد من الفرات إلى النيل. \'\' و وجه خطابا لإسرائيل دعاها فيه إلى عدم عرقله مسيرة قافلة المساعدات، و قال : \'\' مهما كان هدف إسرائيل، عليها أن تلتزم الصمت تجاه قافلة المساعدات هذه، لأن هذا من شأنه أن يهدأ الأمور نسبيا في الشرق الأوسط، فإذا قررت التدخل و منع هذه القافلة من الوصول لوجهتها، فهي بذلك ستزيد تعقيد الأمور أكثر في المنطقة، و أنا لا أستبعد أن تقوم إسرائيل بمثل هذه الخطوة.\'\'.
تركيا : يجب وقف التوسع الإسرائيلي :
أشار كورتولموش إلى المواقف التركية حتى وقتنا الحاضر التي تهدف إلى الوقوف في وجه إسرائيل لما ترتكبه من جرائم ضد الإنسانية قائلا : \'\' تركيا لها دور قيادي في المنطقة، و تشكل الحجر الأساسي فيها، يجب أن تقف في وجه السياسة التوسعية لإسرائيل، عبر إقامة أحكام دولية تمنعها من تحقيق مآربها. و ندعو أن تنجح هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية في كسر هذا الحصار عن غزة بدون التعرض للخطر. هذا المشروع أصلا مشروع تركيا، مشروع الإنسانية، مشروع يخلد ذكرى الناشطة راشيل التي دفعت حياتها في سبيل هدف نبيل. \'\'
الشكر و التقدير لحزب السعادة لدعمه و مساندته :
قدم بولنت يلدرم معلومات عن مشروع أسطول السفن قائلا : \'\'هذه مسألة إنسانية، و نحن نشكر حزب السعادة على دعمه و مساندته. ففي غزة يعيش مليون و نصف المليون نسمة، و تهدف مؤسسات المساعدات لإزالة كل الحواجز التي تقف في سبيل إيصال العون. فبعد الحصار أغلقت كل الأبواب من قبل مصر و إسرائيل. الناس في غزة يعيشون في سجن نصف مفتوح، يعيشون إبادة تحدث في صمت، سفننا لا تحمل أية أسلحة، و لا حتى سكين واحد..سفننا تحمل المساعدات الإنسانية..ستحمل مشاركين من 50 دولة تقريبا، و أكثر من 40 نائب برلمان. سننطلق إنشاء الله في منتصف نيسان، و إذا كانت إسرائيل متعقلة، يجب أن تسمح لنا بالدخول في أقصر مدة ممكنة، و نحن نقوم بتجهيز ميناء غزة، ليكون قادرا على استقبال السفن، و قد اتخذنا احتياطاتنا لكل ما يمكن أن نواجهه من قبل إسرائيل. إذا كانت إسرائيل لا ترغب بإشعال فتيل أزمات و مشاكل مع دول السفن المشاركة في الأسطول، فعليها إفساح المجال أمامنا.\'\'
و قدم بولنت يلدرم عند نهاية المؤتمر، مجسما للمسجد الأقصى لنعمان كورتولموش.