يسبب نقص التغذية و المناخ الحار في أفريقيا إصابة الكثيرين بمرض الساد منذ سن مبكرة، الشيء الذي يجعلهم يفقدون البصر أو يعانون من الكثير من المشاكل و العيوب في النظر. كما تلعب قلة أطباء العيون و خاصة في المناطق القروية، دورا كبيرا في جعل القاطنين فيها سجيني الظلمة، إذ يصل عدد المرضى بالساد في القارة السوداء إلى 5 ملايين مصاب.
و تواصل هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية علاج المصابين بأمراض العيون، بفضل مشروع عمليات الساد الذي بدأته في القارة الأفريقية منذ 3 سنوات.
929 شخص أجريت له العملية في الصومال :
قامت الفرق الطبية التابعة لهيئة الإغاثة و المساعدات النسانية بفحص 1700 شخص في منطقة
'' خارسيجا'' في الصومال، اختارت منهم 929 شخص لإجراء العملية، ليصل عدد الذين أجريت لهم هذه عمليات الساد في الصومال إلى 6 الاف و 851.
تعتبر الصومال إحدى أفقر الدول الأفريقية، و تعيش ظروفا إنسانية صعبة، خاصة بسبب الحروب الأهلية الذي عايشتها و مشاكل القرصنة؛ و يبلغ عدد سكان المنطقة 9 ملايين، يفقد آلاف الأطفال منهم حياتهم كل عام، بسبب الأمراض التي تصيبهم جراء سوء و نقص التغذية. و لا يتمكن الفقراء في المنطقة من الإستفادة من الخدمات الصحية و التعليمية، لعدم توافر العدد الكافي من المدارس و المستشفيات، كما تعرف المنطقة قلة في عدد الأطباء، و قد أعلنت منظمة الأمم المتحدة الصومال منطقة أزمات، تحاول العيش على المساعدات التي تأتيها من الخارج.
تغيير مصير شخص بمبلغ 100 ليرة تركية :
صرح بولنت يلدرم رئيس هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية عن هدف الهيئة برفع عدد المستفيدين من العمليات في القارة الأفريقية الذي بلغ 34 ألف و 749 شخص، منذ بدأ المشروع منذ 3 سنوات إلى 50 ألف في نهاية عام 2010 ، و إلى 100 ألف في نهاية عام 2012، و تابع قائلا : '' بدأ مشروعنا في أفريقيا عام ، 2007 ، و هدفنا أن نقوم ب100 ألف عملية كمرحلة أولى، و بفضل دعم المحسنين نحن نقترب من تحقيق هذا الرقم. و يتطلب الأمر التبرع بمبلغ 100 ليرة تركية للقيام بعملية لفائدة مصاب. و تتواصل أعمالنا في كل من : مالي، النيجر، بوركينافاسو، الصومال، إثيوبيا، السودان، غانا، بنين، الطوغو و التشاد. و قد أحضرنا العديد من الأطباء و الممرضين و الممرضات المتطوعين للقيام بالعمليات، و الذين تعتبرهم وزارة الصحة في إجازة إدارية لمدة شهر. و نحن في حاجة إلى المزيد منهم. و ننتظر الدعم من أطباء العيون. و أود أن أختم كلامي بقول أن 100 ليرة تركية، لا يمكنها فعل الكثير في تركيا، لكن في أفريقيا يمكنها أن تكون ثمن عملية إعادة قوة النظر إلى عيون العديد من المصابين..''