ما هي قصة أو الفكرة الأساسية لمشروع هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية و هو إرسال أسطول سفن مساعدات إلى غزة ؟
كما تعلمون، دخل الحصار التعسفي المفروض على الشعب الفلسطيني عام 2006 عامه الرابع هذه السنة، و قد كانت هناك محاولات عديدة لكسر هذا الحصار، منها ما كان عبر البر، عبر حفر الأنفاق و عبر البحر. آخرها كان القافلة البرية التي خرجت هذا العام و كانت أكبر القوافل لحد الآن.
و كما تعلمون أيضا فقد تعرضت هذه القافلة إلى العديد من العراقيل خلال رحلتها، لكن و الحمد لله، تمكنت من الوصول و الدخول إلى غزة في النهاية. يعاني الفلسطينيون الأمرين من وطأة الحصار، و لم تتمكن المساعدات التي تأتي من الخارج من تحسين الوضع بشكل قاطع، فرغم تزايد أحجامها، إلا أن الوضع مازال آخذا في التدهور. هذا جانب من الوضع، الجانب الثاني، يجب أن يستعيد الفلسطينيون حقوقهم المشروعة التي اغتصبها الإحتلال، فغزة تعيش تحت وطأة حظر قاسي و غير قانوني، حصار يجب أن يتم كسره، يجب أن يعي العالم كله وحشية هذا الحصار. لهذا الغرض، نحاول الوصول إلى غزة عبر كل الطرق الممكنة، حاولنا و سنظل نحاول من أجل بلوغ هذا الهدف. بعد تنظيم القافلة الأخيرة، و خاصة بعد الموقف المصري ضد الشعب الفلسطيني، ازددنا تصميما و عزيمة على المواصلة و تحقيق الهدف.
كل سفينة ستحمل خمسة آلاف طن من المساعدات !
هذه المرة، لن نسلك البر، بل سنصل غزة بإذن الله عبر البحر، خاصة أنها منطقة ساحلية. و قد سبق ليخوت الصغيرة و سفن أن أبحرت من قبل، من أوروبا و اليونان إلى فلسطين، رحلات كانت بدون شك مصدر إلهام لنا. باشرنا بتحضير سفينة لنفس الغرض، و بفضل دعم العديد من مواطنينا، نحاول شراء سفينتي شحن و سفينة ركاب. و بعد أن نحصل على سفن الشحن، سنتمكن من خلق مسار للمساعدات شهريا من تركيا إلى غزة. طبعا السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل ستقتصر المساعدات على الطريق البحري؟ الجواب، مبدئيا، على الأقل سيكون حجم مساعدات أكبر من الحمولات السابقة قد أرسل عبر البحر. فعن طريق البر يمكن إرسال شاحنة، اثنتان أو حتى عشرين شاحنة، و مع هذا و بالرغم من الصعوبات التي ستواجه هذه الشاحنات، سيكون بالإمكان إرسال 200 إلى 300 طن من الحمولة. لكن بواسطة السفن، يمكن في المرة الواحدة حمل خمسة آلاف طن من الحمولة. لذلك، ستخدم السفن هدفنا في هذا السياق. و قد بدأت هذه الحملة الأسبوع الماضي، و توقعاتنا عالية جدا، و تعتمد على حب إخواننا و دعمهم و ننتظر منهم مساندة كبيرة.
بالنسبة لموضوع السفن، أحد الأسئلة التي تتبادر إلى أذهان أفراد المجتمع في هذا السياق هو : هل تتوفر غزة على ميناء و بنية تحتية مناسبة لاستقبال المساعدات عبر السفن؟
نعم، يوجد في غزة ميناء صغير، يعني ليس ميناء كبير يسمح بدخول سفن الشحن، بالإضافة إلى أن إسرائيل منعت الفلسطينيين من استخدامه آخر الخمس أو الست السنوات الأخيرة. و خلال الإعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على المنطقة، أصابت الميناء أضرار كبيرة، و نحن الآن في صدد إصلاحه و ترميمه، لتحويله إلى ميناء مؤهل لاستقبال السفن الكبيرة. و تتواصل الأعمال التقنية من أجل تجهيز الميناء، و يقوم مكتب هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية في غزة بإدارة هذه الأعمال.
هل يوجد احتمال تعرض السفن الذاهبة إلى غزة إلى اعتداءات أو اعتراض لسبيلها من قبل إسرائيل ؟
ذهبت خلال ستة أو سبعة مرات الماضية سفن إلى غزة، و طبعا تعرضت لمضايقات و عراقيل كثيرة، حتى أن منها سفن تعرضت لإطلاق النار و أصيبت. هذا الأسطول سيكون كبيرا و ستكون المشاركة من خارج تركيا أيضا، سيكون مكونا من 8 إلى 10 سفن، لهذا نأمل أن لا تتم مهاجمة أسطول مزدحم كهذا، و إذا هاجمت إسرائيل هذا الأسطول، ستبرز مرة أخرى للعالم وجهها الحقيقي المتوحش. و ليس لدينا أي قلق من هذه الناحية.
هل ستكون هذه السفن فقط مقتصرة على نقل المساعدات إلى غزة، أم ستستخدم أيضا للوصول إلى المناطق المنكوبة و المظلومين في أنحاء العالم الذين تقوم هيئة الإغاثة بمساعدتهم؟
نحن سنستخدم هذه السفن من أجل غزة نظرا للوضع الإنساني العاجل التي يتطلب التدخل العاجل. كلنا نريد أن يتم تلبية كل الإجتياجات الإنسانية في غزة، أو بالأصح، عندما سيتم إيصال المساعدات و تفريغ حمولة الأسطول، سترون..سنترك السفن للغزاويين، من أجل أن تكون هذه السفن وسيلة لهم للإنفتاح على الخارج، أو سيتم إرسال المبالغ التي سيتم بيع هذه السفن بها إلى غزة مرة أخرى...أعتقد أن الوقت كفيل بإظهار ماذا سيحدث في هذا الشأن.
هل تتضمن المساعدات مواد إعادة إعمار غزة، خاصة آلات الإنتاج، آلات و أجهزة و مواد البناء، أم ستقتصر المساعدات على المواد الإستهلاكية ؟
اليوم و من أجل إعادة الحياة إلى غزة، يجب أن يتم تشكيل فريق عمل متكامل لدعم هذا الهدف، فخلال آخر الإعتداءات، دمرت إسرائيل أكثر من 4000 منزل، و مازالت أنقاضها تملأ الشوارع، تنتظر إزالتها. لذلك إن شاء الله سيتم إرسال مواد مثل الإسمنت و الحديد، و في نفس الوقت، نفكر في أخذ مصنع لإنتاج الحليب و الزبادي، و نحن نعمل جاهدين في سبيل إنجاز هذه الفكرة. سيتم إرسال عربات كهربائية من أجل ذوي الإحتياجات الخاصة، كما سيتم إرسال المعدات و الآلات الطبية المكلفة و غير المتواجدة في غزة. هذه المرة ستكون معدات المساعدة مؤهلة أكثر، لكي يتم رفع مستوى الحياة في المنطقة إلى مستوى ملائم و إنساني. يعني باختصار، سيتضمن الأسطول كل المواد و المعدات اللازمة من أجل إعادة إعمار غزة.
يعتبر ممر رفح الحدودي مع مصر، بوابة غزة الوحيدة التي تربطها بالعالم الخارجي، لكن مصر شرعت في بناء الجدار الفولاذي، بعمق 27 متر و ارتفاع مماثل، و الأسوأ من ذلك لمنع مرور الغزاويين عبر الأنفاق، ستقوم بحفر قنوات مياه تحته، كيف سيؤثر ذلك على سكان غزة ؟
بالنسبة لمصر فهي تعتقد أنها تتخذ تدابير لحماية أرضها، و في الأخير الفلسطينيون شعب مقاوم، فمنذ سنوات و هم يقاومون العديد المؤامرات، المكايد و الخيانات، و قد علمونا نحن أيضا المقاومة.
نحن نأمل أن يتوصل الفلسطينيون لحل لهذا الوضع بإذن الله، مصر تقوم بواجبها تجاه أراضيها من وجهة نظرها، الغزاويون أيضا سيقومون بواجبهم، و طبعا نحن أيضا سنقوم بواجبنا إنشاء الله.