اعتباراً من أبريل / نيسان 2017، بدأت الإدارة الصينية تنفذ عمليات الاعتقال الممنهجة في تركستان الشرقية. والممارسات التي تجري في المعسكرات التي أقامتها على أراض شاسعة منذ عام 2014 لا تختلف عن الممارسات التي كانت تجري للمعسكرات النازية أيام الحرب العالمية الثانية.
ومن أجل تعريف العالم كله بهذه الفظائع التي تحصل في تركستان الشرقية، شرعت منصة تركستان الشرقية التي تضم عدداً كبيراً من الجمعيات والمنظمات غير الحكومية، في مقدمتها هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (İHH) وجمعية شباب الأناضول (AGD) وجمعية الأهلة السبعة (Yedi Hilal) وجمعية جيهان نما (Cihannuma) وجمعية الأحرار (Özgür-DER) وجمعية المحامين (Hukukçular Derneği) ومنصة الاتصال (İletişim Platformu) ووقف الأقصى للتعليم والتضامن (AKDAV) وجمعية أوندر (ÖNDER) وجمعية حقوق اللاجئين الدولية (UMHD) وجمعية مراقبة حقوق الإنسان في تركستان الشرقية (Doğu Türkistan İnsan Hakları İzleme Derneği)؛ في تنظيم الفعاليات في هذا السبيل. وفي الأول من أبريل الذي يشار إليه في العالم بأنه "يوم الدعابة" في إشارة إلى "كذبة نيسان"، دعت هذه المنصة العالم كله إلى إغلاق معسكرات الاعتقال تحت عنوان "ليست مزحة إنها إبادة جماعية".
وفي إطار النشاطات، أقيمت معارض الصور الفوتوغرافية وأصدرت بيانات صحفية. وانطلقت البرامج ببيان صحفي في ساحة بيازيد في إسطنبول. وأقيمت الفعاليات في وقت واحد في جميع مدن إسطنبول وفي جميع الولايات التركية.
"مقاطعة البضائع الصينية"
استهل المتحدث باسم المنصة أوغور يلدريم الذي تلا البيان الصحفي نيابة عن منصة تركستان الشرقية حديثه عن الفتاة الصغيرة التي لم تتجاوز بع العاشرة من عمرها، وقد وقفت أمام القنصلية الصينية في إسطنبول وهي تصرخ باكية: "أليس لديكم أطفال؟ إني لم أر والدي وإخوتي وأخواتي منذ 4 سنوات!". وتابع حديثه بأن البيان يعجز عن وصف الصدمة التي تعاني منها طفلة في سن اللعب، وأن تركستان الشرقية تعيش أوضاعاً صعبة للغاية على مدار السنوات التسع الماضية، ثم ختم حديثه على النحو التالي:
"يجب إغلاق معسكرات الاعتقال في تركستان الشرقية في أسرع وقت ممكن، والتوقف عن انتهاك حقوق الإنسان على الفور، دون شرط أو قيد، ويجب على الأمم المتحدة أن تتخذ خطوات حقيقية من شأنها أن توقف على الفور الفظائع في معسكرات الاعتقال الصينية التي تنتهك حقوق الإنسان. ويجب على منظمة التعاون الإسلامي أن تحشد الدول الإسلامية ضد هذا الاضطهاد، أو أن تلغي نفسها، لأن منظمة التعاون الإسلامي تتبنى حالياً موقفاً يزيد الصين جرأة على ممارسة الظلم. والواجب المترتب على تركيا أن تكون رائدة لإنهاء هذا الظلم، وعلى جميع شعوب العالم مقاطعة البضائع الصينية إلى أن تتوقف الصين عن هذه المظالم".
"تركيا هي الداعم الأكبر لحقوق تركستان الشرقية"
وتحدث بولنت يلدريم رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات (İHH)، وقال: "بينما يعاني شعب تركستان الشرقية أشد ممارسات التعذيب في معسكرات الاعتقال، لا يدخر مسؤولو الحزب الشيوعي وقتاً لإهانة شعب تركستان الشرقية، ويزعمون أنهم أحضروهم إلى المعسكرات من أجل التعليم. ويصمون شعب الأويغور الأتراك بالجهل والتخلف رغم كونهم أمة تستند إلى حضارةٍ عريقة". وأكد بولنت يلدريم على أن مهاماً كبيرة تقع على عاتق الصحفيين، وتابع حديثه على النحو التالي:
" لقد دعت الحكومة الصينية بعض الصحفيين من تركيا، وقالت لهم إنها تعلم الناس وتدربهم في هذه المعسكرات، فكان ذلك شيئاً من المسرحية، ولكنها أجبرت الناس، حتى في هذه المسرحية، على الجلوس حول الطاولة، والعمل، لتصديق مزاعمهم في التعليم. إنهم لا يفكرون في الحريات ولا في حقوق الإنسان الأساسية. لكن شعب تركستان الشرقية ليس وحيداً، بل لديه أنصار، وهم بلا شك تركيا والشعب التركي والعالم الإسلامي، وكل من يحب الإنسانية ويحب الخير في العالم كله.
اليوم هو الأول من نيسان، الذكرى السنوية لبناء معسكرات الاعتقال في تركستان الشرقية. والشائع عند الجميع اعتبار هذا اليوم يوم مزاح ودعابة، ويتمازحون، لكن الذي يحدث في تركستان الشرقية ليست مزحة، بل إبادة جماعية. من هنا، أود أن أخاطب العالم كله وأقول: إن العالم لا يمكنه أن ينام مرتاحاً قرير العين والناس في تركستان الشرقية يتعرضون للتعذيب والقتل. ولا يمكن للشعب التركي تحديداً أن يرتاح وينام قرير العين. إننا نقدم اليوم بياناً صحفياً في تركيا والعالم، وسيخرج الناس في العالم الإسلامي في مسيرات احتجاجية كبيرة تضامناً مع الأيغور الأتراك، وإن بقيت الحكومة الصينية على موقفها ولم تتراجع عنه، فستكون هناك مسيرات كبيرة ومظاهرات، وستقف شوارع العالم الإسلامي إلى جانب الأويغور الأتراك. وإذا ما تحرك الشارع، سيتلقى المشروع الذي أطلقته الصين بعنوان "طريق واحد وجيل واحد" ضربة كبيرة. فتعالوا إلى كلمة سواء، وتخلوا عن هذه الأعمال الخاطئة، فلا ينالكم ضرر، ولا يتعرض الشعب الأويغوري لهذا التعذيب".
"حفظ الله تعالى تركستان الشرقية"
ومن جانبه دعا رئيس جمعية دوغوش (Doğuş-Der) محمد طالو المسلمين إلى الدعاء، مذكراً باستجابة الدعاء مع اقتراب شهر رمضان المبارك، ودعا المجتمع بأسره للدعاء من أجل تركستان الشرقية، وقال: "أسال الله تعالى ربنا أن يحفظ تركستان الشرقية ويحفظ ديننا ودولتنا، أسأله جل وعلا ألا يتركنا بلا علم ولا راية ولا أذان، وأسأله سبحانه أن يدفع عنا كيد من يريد بنا السوء".
"يجب على الصين أن تصدر الإنسانية"
وتحدث نائب رئيس جمعية أوندر السيد طيفون أسن عن الذين يملكون القوة بأيديهم، وأن المنتظر منهم أن لا يقعوا في الظلم، بل عليهم بدلاً من ذلك، أن يتحركوا وهم يتحلون بمزيد من المسؤولية. وقال: إن البشرية تحتاج دائماً إلى أمثلة جيدة، وأن الإسلام يشكل أفضل مثال على ذلك. وتابع قائلاً: "لقد جاء الإسلام ليذكر الناس بهذا، في وقت تغيض فيه القيم العالمية. ونحن أيضاً نذكر مرة أخرى بهذا عبر هذه المنصة، ونقول: إن كانت الصين ترغب بتصدير شيء إلى العالم، فعليها أن تصدر الإنسانية".
"فكروا بدولاراتهم":
وتحدثت حلية شكرجي عضو مجلس إدارة جمعية الأحرار (Özgür-DER) قائلة: “لقد صمتت منظمات الدول التي اجتمعت للدفاع عن حقوق المسلمين، لأنها فكرت في اقتصادها ودولاراتها ونفطها. إني أهنئ إخواننا في تركستان الشرقية الذين يقاومون اضطهاد الصين لهم بالقوة التي يستمدونها من الإيمان، وإن الذين يطرقون أبواب القنوات التلفزيونية باباً باباً، ويزعمون أن الصين لا تظلم شعب تركستان الشرقية، بل تقوم بواجبها من أجل التعليم فحسب ... نعم إن مصير هؤلاء معروف في الآخرة. أما نحن المسلمين، فإن يترتب علينا واجب تعبئة الحكومات أينما كنا في العالم، حتى لا تصمت أمام هذا الاضطهاد. إننا على يقين أنه سيأتي يوم يتمكن فيه إخواننا في تركستان الشرقية من أداء الصلاة والصوم بحرية. هذا دعاؤنا جميعاً".
"إننا نريد أن يرتفع صوت العدل"
وقال الخبير في العلاقات الخارجية في اتحاد نقابة الحقوق والعمال (HAK-İŞ Konfederasyonu)، مصطفى سوروجو: "إننا بصفتنا اتحاد نقابة الحقوق والعمال نعتبر الوقوف إلى جانب جميع الضحايا والمضطهدين أينما كانوا في العالم، واجباً إنسانياً ووجدانياً. وسيبقى اتحاد نقابة الحقوق والعمال على عهده في القيام بمسؤوليته في الوقوف إلى جانب المظلومين والمضطهدين. إننا نريد أن يرتفع صوت العدل والسلام لوضع حد للاضطهاد والظلم الذي يعاني منه المظلومون في جميع أنحاء العالم".
"يجب علينا أن نكون مع الحق ونرفعه عالياً"
تحدث عضو مجلس إدارة جمعية جيهان نما (Cihannüma) سردار أقجه قائلاً: "إن صمتنا هو مصدر قوة الظالم. لكننا كنا في يوم من الأيام أبناء حضارة كانت تفكر في شاةٍ تتعثر على ضفاف دجلة أو الفرات. إننا لا نشعر فقط بآلام إخواننا في تركستان الشرقية، بل نشعر كذلك بآلام جميع إخواننا الذين يتعرضون للظلم والاضطهاد في كل أرجاء العالم. وإننا نأمل أن يتخلص إخواننا في تركستان الشرقية من هذا الظلم على وجه السرعة، وينعموا بالحرية. ولأجل هذا، يجب أن نرفع أصواتنا، ونقف بجانب الحق ونرفعه عالياً".
"قمامة التاريخ مليئة بالدول الظالمة"
وتحدث سالم صاري يلدز، رئيس جمعية الأهلة السبعة "Yedi Hilal " قائلاً: "قد تكون الصين غريبة عن تاريخ الإنسانية لأنها عاشت خلف الجدران لآلاف السنين. لكن التاريخ البشري مليء بنفايات الدول الظالمة، سواء كانت ألمانيا النازية التي احتلت أوروبا بأكملها وأخضعتها لسيادة دولة واحدة، أو روسيا التي اعتقدت أنها ستجمع العالم كله تحت العلم الأحمر. وكل من يعتقد أنه سيحكم العالم بممارسة الظلم على الناس وتطهيرهم وقتلهم سيكون مصيره هو الآخر في قمامة التاريخ".
"لن نرضخ"
قال نور الدين إزبَصَر، الأمين العام لجمعية مراقبة حقوق الإنسان في تركستان الشرقية: “إنني نيابة عن شعب تركستان الشرقية أود أن أشكر كل من دعم المنصة. نحن، شعب تركستان الشرقية، لن نكل ولن نمل أبداً، ولن نتخلى عن هذا النضال والصمود حتى يتم تحرير جميع سكان تركستان الشرقية. إن صمت المسلمين يشجع الصين على ممارسة الظلم والاضطهاد على الناس في تركستان الشرقية. لهذا، يجب أن يتحد المسلمون على كلمة واحدة ويلعنوا هذه الفظائع. إن شعب تركستان الشرقية لن يرضخ للصين أبداً. وسيأتي يوم يقف العالم كله إلى جانب شعب تركستان الشرقية ضد الصين. لا يمكن للصين أن تستمر هناك من خلال القيام بالإبادة الجماعية وقتل الناس واغتصابهم وتهجيرهم".
"ماذا يفعل خالي المترجم في معسكرات التدريب؟"
وهذه مليكة محمود التي لديها أقارب في معسكرات الاعتقال: "أنا من تركستان الشرقية. وأنا حالياً طالبة جامعية في إسطنبول. وفي الوقت نفسه، أنا من ضحايا معسكرات الاعتقال. لقد نقلت رجال الشرطة الصينية خالي وخالتيَّ الاثنتين من أماكن إقامتهما في مدينة في تركستان الشرقية إلى معسكرات الاعتقال بحجة "التعليم"، وتم اعتقالهم في الصين لمدة 3 سنوات. يزعم القنصل الصيني العام في إسطنبول أن الناس هناك يتلقون تعليم اللغة الصينية. إذاً، أريد أن أسأل الصين: ماذا يفعل عمي المترجم الصيني في معسكرات الاعتقال؟ ماذا تفعل خالاتي في معسكرات الاعتقال وهن اللواتي لديهن مهنتهن ومكان يعملن فيه؟ ماذا ستعلمهم الصين؟ إنني أخاطب البشرية جمعاء والعالم التركي، وأناشدهم لنجدتنا ومساعدتنا حتى يتم إغلاق معسكرات الاعتقال الصينية، ويتحرر ملايين الإخوة والأخوات الأبرياء، الذين فاضت عيونهم دماء. وأتمنى أن يجتمع الآباء والأمهات بأطفالهم وعائلاتهم. نحن شعب تركستان الشرقية لم نعد نتنفس".
"حملة إعلانية على موقع تويتر"
اختتم البرنامج بعد إلقاء الكلمة الختامية. وستتم مواصلة الجهود في تشكيل الرأي العام حول الموضوع عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحت وسم: # ليست مزحة إنها إبادة جماعية