لا تزال الاراضي الفلسطينية تحت الاحتلال ولا يزال قطاع غزة يعاني من حصار مطلق. يتعرض الالاف من الفلسطينيين من بينهم اطفال ونساء لكافة اساليب التعذيب في السجون الإسرائيلية في حين تواصل إسرائيل يوميا إرتكاب العديد من الجرائم ضد الفلسطينيين. إسرائيل في إنتظار تغاضي الجميع عن ما ترتكبه من افعال شنيعة وخاصة الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة منذ سنوات. ولخداع العالم، تسمح إسرائيل بالدخول إلى غزة والخروج منها بدرجة محدودة تحددها هي لإسعاد من يريد ما يبرر افعال إسرائيل
خرج اسطول الحرية لغزة في طريقه لانه يؤمن بانه لو بقي ولو إنسان واحد يضطر للبقاء على قيد الحياة محتاجا للمساعدة يتعارض تماما مع كرامة الإنسان. الشعب الفلسطيني مثله مثل كافة شعوب العالم له الحق الكامل في معيشة وحياة كريمة وحرة دون الحاجة إلى الانتظار للحصول على مساعدة خارجية. والضامن لهذه الشعوب هو الضمير الإنساني وليست الدول والآليات والمؤسسات الدولية. لذلك نكرر شكرنا للشعب التركي وكافة الشعوب بمختلف اديانها وأعراقها ولغاتها والوانها في كل انحاء العالم الذين ساهموا في تجسد هذا الضمير بمساعداتهم من اجل إبحار سفن اسطول الحرية. لم تبحر سفينة مافي مرمرة بالركاب الذي كانوا على متنها فحسب بل بالملايين من القلوب صاحبة الضمير الحي. اما إسرائيل فقد إرتكبت هذه المذبحة فزعا من هذه الافئدة الصالحة. لانه بهذه القوة، اصبحت سفينة مافي مرمرة التي جمعت الضمير المشترك من مختلف بقاع الارض والقادمة من الشمال رمزا لبداية النهاية
لقد منع دعاء الاطفال الايتام المنتظرين في ميناء غزة الى عدم إنتباه الجنود الإسرائيليين للبث المباشر الإحتياطي في سفينة مرمرة ليكشف الوجه الحقيقي لإسرائيل. لقد كشفت هذه الادعية وإخلاص متطوعي الاسطول عن ممارسات الإحتلال الإسرائيلي التي لا تعترف باي قوانين دولية او إنسانية. فإسرائيل مجرمة وقاتلة ولن تهرب من المساءلة والعقاب مهما حاولت الإقناع بغير ذلك
تواصل سفينة مافي مرمرة وأسطول الحرية المهمة في كل ارجاء العالم كرمز للسلام والحرية والعدالة على الرغم من الجهود التي تبذلها إسرائيل للإنساء والتضليل. والمسيرة التي اطلقتها مافي مرمرة ستكون مشعلة تضئ الطريق للمسيرة الكبرى حتى تحرير القدس وضمان حرية كافة الشعوب المضطهدة في العالم
واهل الخير الذين ساهموا في إبحار سفينة مافي مرمرة وباقي سفن اسطول الحرية يذكرون في فلسطين وجميع انحاء العالم بالخير والإمتنان. وشهداء مافي مرمرة، يحيي العالم باسره ذكراهم كابطال ملحمة اخوة لا تنسى. كما ولا يمكن لاي احد ان ينسى الدعاء بالخير والإمتنان "لأوغور سليمان سويلمز" الذي اصيب بجروح خطيرة في الهجوم ولا يزال في غيبوبة لمدة ثلاث سنوات
للاسف تواصل إسرائيل كل يوم إرتكابها جرائم جديدة بتكاليف اكبر مما يدفعها إلى العزلة. ولكن كل جريمة ترتكبها ضد الإنسانية يقربها من النهاية. تواجه إسرائيل خسائر سياسية وإقتصادية في جميع أنحاء العالم وتعاني من وحدة كبيرة في أعقاب الهجوم على سفينة مافي مرمرة، مما يدفعها إلى انفاق الملايين من الدولارات وبذل كافة الجهود المشروعة وغير المشروعة للحد من هذه الخسائر. على الرغم من كل الجهود المبذولة، لم تتمكن إسرائيل من الهرب من المحاكمة في مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية والمحاكم في تركيا وجنوب أفريقيا وإسبانيا
ترى إسرائيل التي جاءتنا بإقتراح ان يدفعوا لنا ما نريد من اموال مقابل تخلينا عن قضايا مافي مرمرة، الخطر الكبير عليها في حالة الإستمرار في هذه القضايا. وذلك لان مجرد محاكمة جنود من إسرائيل التي تعتبر الامن الاساس الوحيد لوجوديتها هو عار كبير وتهديد رئيسي لدرعها هذا. وتمثل قضايا مافي مرمرة نموذجا هاما لجميع انتهاكات إسرائيل في فلسطين والمسجد الاقصى وكافة بلدان العالم. وهذا يصنع ثقب في درع الحماية القانونية الإسرائيلية فضلا عن كونها كوسيلة متوسطة الاجل من اجل كسر إحتلال القدس والمسجد الاقصى
كما وفهمت إسرائيل ان هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات لن تقطع دعمها للشعب الفلسطيني تحت اي ظرف من الظروف وانها لن تتنازل مطلقا عن مطالبتها برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإنهاء الإحتلال الإسرائيلي ومقاضاة الجناة ومعاقبتهم على جرائمهم. مما دعاها إلى ضم هيئة الإغاثة الإنسانية إلى قائمة المنظمات الإرهابية بقرار من مجلس الوزراء الإسرائيلي في ديسمبر 2012 إنتقاما من الهيئة لصمودها بجانب الشعب الفلسطيني المظلوم. بالإضافة إلى ذلك كثفت إسرائيل من جهودها للضغط على إداريي الهيئة وذلك بالتشهير والقذف والادلة الكاذبة والملفات الوهمية والمدسوسة. ولكن الشئ الذي لاتراه إسرائيل او تتجاهل رؤيته هو ان ضمها للهيئة في لائحة الارهاب يعني دخول الهيئة قلوب الشعوب والاطفال الايتام وهذا هو ما يراه ويقيمه العالم باسره . كما لا ترى إسرائيل ان كل ما تنصبه من فخاخ وما تضعه من مصائد يحبطها الله عز وجل صاحب ومنصر الأيتام والمظلومين
في الوقت الذي تبذل فيها إسرائيل جهودها غير المجدية من اجل التخلص من قضايا مافي مرمرة وإنساءها، قامت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالإعتذار من تركيا باسلوب يقر كافة الجرائم المرتكبة. اظهرت الحكومة التركية إرادة سياسية ودبلوماسية قوية وثابتة طوال هذه الفترة التي إنتهت بالإعتذار ولكنها نزلت هذه الإرادة إلى مسألة التعويضات والتي هي جاهزة وسهلة للغاية لإسرائيل وبشكل غير مفهوم او مقبول من قبلنا. لأن هذا هو بالضبط ما تريده إسرائيل وهو ان تقوم بدفع التعويضات وإغلاق المسألة في أقرب وقت ممكن، يكفي ان لا يتم محاكمة جنودها
في الذكرى الثالثة للعدوان على مافي مرمرة، نحن في هيئة الإغاثة الإنسانية وجميع منظمي اسطول الحرية وعائلات الشهداء وكافة ركاب السفينة ومن تقدم بمساعدات للاسطول نؤكد على،
ا. مافي مرمرة هي جزء لا يتجزأ من الكفاح الفلسطيني وقضية القدس. هدفها هو رفع الحصار، لذا فان مسؤوليتنا تجاه إزالة الحصار لا تزال في إستمرار
ب. ارتكبت إسرائيل على مرأى من كل العالم وفي المياه الدولية العديد من الجرائم الشنيعة في تحد ظاهر لكافة القوانين الدولية. لن نتخلى ابدا عن قضايانا حتى معاقبة كل المسؤولين سياسيين كانوا او عسكريين تورطوا في هذا العدوان
ج. بالطبع يجب على إسرائيل دفع جميع الاضرار المادية والمعنوية التي تسببت بها. ولكن كشرط للوفاء لكرامة دماء شهدائنا والنضال الشريف للشعب الفلسطيني وكجزء من إلتزامنا ومسؤولياتنا تجاه المسجد الاقصى، فإن اي إتفاق يقبل التعويضات دون معاقبة المجرمين وقبل رفع الحصار عن قطاع غزة هو بمثابة خيانة للقدس والقضية الفلسطينية لذلك لن نتحدث عن ذلك
تطوير العلاقات مع إسرائيل التي لم تجلب حتى الآن سوى الظلم والإضطهاد لكافة انحاء العالم وخاصة بلدان الشرق الاوسط لم يأتي بفائدة لتركيا او لاي شعب آخر يرغب في سيادة السلام بالعالم. لا يعني تطبيع مثل هذه العلاقات إلا مشاركة تركيا إسرائيل ما تتسبب به من ظلم وآلام ودموع ودماء. فجميع البلدان الراغبة بالسلام تقف في مواجهة إسرائيل. والشعب التركي باسره يقف بجانب مافي مرمرة وفي مواجهة إسرائيل.
وفقا للصهاينة، الحل الوحيد لتحقيق إسرائيل هدفها هو العمل على حذف مافي مرمرة من ذكريات التاريخ وتغطيته وإنسائه
يا إسرائيل !!! لن ننسى مافي مرمرة ولن ننسيها
لان مافي مرمرة هي جزء لا يتجزأ من النضال من اجل حرية القدس والمسجد الاقصى وفلسطين *
لان قطاع غزة لا يزال تحت الحصار والقدس والأراضي الفلسطينية تحت الإحتلال والمسجد الاقصى حزين*
لان جنود الدفاع عن القدس وايتام الشهداء الفلسطينيين وامهاتهم لا يزالون يواصلون كفاحهم ونضالهم المشرف في مواجهة الاضطهاد والظلم الإسرائيلي*
لان ايتام فلسطين ينتظروننا في ميناء غزة ليشاركونا المسيرة الكبرى من اجل تحرير المسجد الاقصى*
لانكم ظلمة ومسؤوليتنا امام الله تعالى والاجيال المقبلة هو تخليص كافة بقاع الارض من الظالمين*
لانكم تقولون '' من الممكن ان يموت المسنين '' ولكن خلافا لما تقولون '' لن ينسى الشباب '' وسيكملون هذا المشوار*
واخيرا وفي الذكرى الثالثة للعدوان، نرسل بإسم جميع المشاركين في اسطول الحرية لغزة وكل الافئدة الشجاعة التي التقت في مافي مرمرة سلامنا بكل الحب والإحترام لشهدائنا التسعة وكل الاطفال والشباب الذين يقاومون الظلم في مكان على وجه الارض في فلسطين وسوريا وأراكان والعراق وأفغانستان والشيشان وتركستان الشرقية وغيرها وجميع متطوعي الانشطة الإنسانية العاملين على حساب ارواحهم في مناطق الأزمات الإنسانية الراهنة في العالم