قام منتدى إغاثة سوريا بمدينة مرسين جنوب تركيا بإطلاق حملة خاصة في سبيل مد يد المساعدات الإنسانية لابناء الشعب السوري الشقيق تم من خلالها تجهيز 44 شاحنة محملة بهذه المساعدات التي تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي مليونين و200 الف ليرة تركية اي ما يتجاوز المليون دولار امريكي
شارك في اللقاء الذي اعد خصيصا امام باحة مسجد موغدات في بلدة يني شهير بمنتصف المدينة قبيل إنطلاق القافلة إلى سوريا كل من السيد حسب بصري غوزال اوغلو محافظ مدينة مرسين والسيد برهان الدين كوجاماظ رئيس بلدية المدينة والسيد دورموش ايدين عضو مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات والسيد مسعود كاياجي ممثل فرع الهيئة في مرسين ورئيس المنتدى وبروتوكول المحافظة واعضاء المنتدى بالإضافة إلى عدد كبير من المواطنين الاتراك والسوريين
افتتح اللقاء بتلاوة مشرفة من القرآن الكريم تبعها كلمة للسيد مسعود كاياجي رئيس منتدى إغاثة سوريا قال فيها: '' لن نقف صامتين ومكتوفي الايدي امام ما يحدث في سوريا. تعلمون جميعا ما تواجهه سوريا منذ اكثر من 4 سنوات. لقد كانت هيئة الإغاثة الإنسانية طوال هذه الفترة وستظل هناك. ونحن في مرسين نناقش دوما ما يمكننا القيام به من اجل مساعدة اهل سوريا ولكننا اردنا ان تكون هذه الحركة حركة لكافة مرسين وليس لهيئة الإغاثة الإنسانية فقط. لقد كان هدفنا في البداية إرسال 33 شاحنة مساعدات إلى سوريا إلى ان هذا العدد إزداد اكثر واكثر في الأيام التالية ليصل العدد في فترة قصيرة إلى 32 شاحنة لنجدد هدفنا إلى 44شاحنة التي سننتهي من إعدادها هذا الاسبوع. لذلك نقدم شكرنا الجزيل لكافة المساهمين في إرسال هذه المساعدات إلى المحتاجين في سوريا
لقد قمنا حتى الان بتقديم 120 مليون دولار من المساعدات
كما وافاد السيد دورموش ايدين عضو مجلس إدارة هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات في كلمته انهم في الهيئة يواصلون تقديم مساعداتهم الإنسانية في كافة المجالات منذ بداية الاحداث في سوريا عام 2011 مضيفا: '' تحشد كل تركيا هذه الايام كافة جهودها من اجل تقديم ما بوسعها من مساعدات إنسانية لإخوانهم واخواتهم من ابناء الشعب السوري الشقيق. لقد تسببت الحرب الدائرة هناك حتى الان بتشريد 8 ملايين شخص داخل سوريا بينما اضطر ما يقرب من 5 ملايين إنسان للخروج من بلادهم كلاجئين في مخيمات في إنتظار معونات إنسانية. ولكن للاسف يعاني النازحين السوريين داخل سوريا من ظروف معيشية اكثر صعوبة. فضلا عن ذلك تأثر اكثر من 5 ملايين ونصف المليون من اطفال سوريا بالحرب هناك يعيش ما يقرب من 118 الف منهم في المستشفيات. هناك 200 ألف شخص فقدوا حياتهم 10 آلاف منهم من الأطفال. هؤلاء الناس يحاولون مواصلة حياتهم في ظروف صعبة. لقد قمنا حتى الان بتقديم 120 مليون دولار من المساعدات العينية والنقدية. وسوف تستمر هذه المساعدات بكافة سرعتها. بارك الله تعالى في كل من ساهم ويساهم في تقديم هذه المعونات مهما كانت كميتها وقيمتها
مجازر وحرب هي وصمة عار لا تزال تدور في سوريا
كما واكد السيد حسب بصري غوزال اوغلو محافظ مدينة مرسين على المذابح التي يواجهها ابناء الشعب السوري هي وصمة عار بمعنى الكلمة على تاريخ الانسانية مضيفا: '' ما خلفته الحرب المستمرة في السنوات القليلة الماضية في سوريا من دموع ودماء وآلام وبكاء هي بمثابة صرخة تهز الضمير الإنساني وتمتد لتصل إلى الإنسانية جمعاء. بالتأكيد تتردد صرخات المأساة التي يعاني منها ابناء الشعب السوري بدأ من الأطفال من جميع الأعمار لتصل كل ركن من أركان العالم وعلى رأسها تركيا. نحن امة ودولة عظيمة جدا انشأت على اسس قوية وقيم روحية عليا طالما قامت طوال تاريخها العريق وبإيمانها الذي لا يتزعزع بمد يد العون لكافة المحتاجين في كل انحاء العالم ولم تبخل في اي وقت من الاوقات بتقديم كل ما لديها من اموال ومدخرات دون ان يرف له جفن للمحتاجين والجوعى في كل مكان ولجيرانه الذين يعانون من صعوبات معيشية
لا يمكننا ان نصمت ونقف مكتوفي الايدي تجاه ما يحدث
كما واشار السيد المحافظ إلى مقتل مئات الالاف من الابرياء في دولة مجاورة لنا قائلا: '' يواجه ابناء الشعب السوري على جميع المستويات عمليات قتل وتشريد وحرمان من اهم قيمه الإنسانية. لا يمكننا ان نصمت ونقف مكتوفي الايدي تجاه ذلك. لقد تجاوز ما قامت دولة تركيا بإنفاقه من اجل ابناء الشعب السوري الشقيق للتخفيف من معاناته في اعقاب كارثة الحرب المستمرة هناك حوالي ملياري ونصف مليار دولار امريكي. نؤمن هنا انه ليس من حقنا ان ننام ونحن شبعانين بينما يضطر جارنا للنوم وهو جائع. لو لم تصل بعض ما تملكون من اموال للمحتاجين فهذا ليس بالثراء. فالثراء هو مقاسمة الاموال مع المحتاجين وإنشاء جسر خير بين من يملك خيرات الله ومع من لا يملكها. وما نملكه من ثراء لا يعني المال فحسب فالبسمة في وجه اخيك صدقة وإحتضانك له ومشاركته المودة والتضامن معه هو ايضا صدقة. ولربما كان دعاء مخلص من القلب قادرا على حل كرب بعيد يعاني من صعوبات في البقاء على قيد الحياة. بهذه القوة التي يحصل عليها ابناء هذه الامة من إيمانه ومعتقداته وتقاليده، نرى اليوم هذه المعونات الضخمة والتي بمناسبتها أريد أن أشكر كل من مد يده لمساعدة الشعب المظلوم في سوريا الشقيقة
بعد الخطابات، تم قطع الشريط على أيدي اعضاء البروتوكول الحاضرين للقاء لتخرج الشاحنات في طريقها إلى سوريا بعد دعاء ردده الحاضرون خلف السيد علي ملك مفتي مدينة مرسين في لحظات مفعمة بالمشاعر لم يتمكن الحاضرون وخاصة المواطنون السوريون من حبس دموعهم