توكلنا على الله، و انطلقنا إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين \'\' السخنة \'\' في مدينة الزرقاء الأردنية، و يعتبر من أقدم مخيمات للاجئين الفلسطينيين. و قد قام اللاجئون الذين طالما عاشوا في الخيام، ببناء بيوت لهم من الطين، و يعيش داخل هذا المخيم ما يقارب 10 آلاف لاجىء، و لا توجد فيه أية مدارس أو مراكز للصحة. و بسبب بعد المخيم عن المدينة، فيواجه السكان مشاكل للوصول إلى المركز. و عندما تسأل عن \'\' كيف تعيشون هنا \'\'. نتلقى نفس الجواب عن الهموم التي تواجهها خاصة النساء هنا : \'\' نفكر فقط ما سنقدم لأطفالنا من طعام لهذا اليوم، و يوم غد قسمة و نصيب.\'\'
و يمكن لمس الشعور بالذنب الذي تحس به معظم النسوة، لترك حياتهن في يد القدر. بعد ذلك انطلقنا نحو مخيم \'\' سوف \'\' في جرش، حيث يعيش 15 ألف شخص، و حيث واجهتنا نفس الصورة و نفس الوضع. و من ثم وصلنا إلى مخيم غزة، الذي أقيم عام 1967 و يعيش فيه 14 ألف لا جىء من غزة، منهم 650 يتيم، منهم 400 لديهم كافلين، فيما ينتظر 250 آخرين أيادي حانية تمتد إليهم بالعون و الدعم.
زرنا باقي المخيمات الفلسطينية في الأردن، و استمعنا لهموم اللاجئين هناك، كما كانت المساعدات الخاصة بالعيد التي وزعناها هناك، أملا رسم البسمة على وجوه العديدين هناك، و قد أدخلت هذه الإبتسامات الفرحة إلى قلوبنا. و قد شكروا من أعماقهم المحسنين الذين يقفون دائما إلى جانبهم و لا ينسوهم، و قد ذبحت 229 حصة أضاحه هناك، وزعت لحومها على 916 عائلة محتاجة.