كان الشاب الفلسطيني محمود جارور البالغ من العمر 21 عاما يتلقى العلاج في تركيا من قبل هيئتنا منذ ثمانية أشهر ضمن مجموعة من الجرحى الآخرين، وفيما كان يحاول الاتصال بوالدته للاطمئنان على سلامتها جاءه خبر أليم يفيد بأن أخاه الأكبر قد استشهد في قطاع غزة خلال الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة.
بعد تلقيه الخبر سقط المؤلم سقط محمود جارور على الأرض وانهمرت دموعه ولم يتوقف عن البكاء حتى الصّباح ولم تذق عيناه طعم النوم حتى الصباح.
يقول محمود جارور إن أخي قضى أربعة سنين من عمره في سجون إسرائيل وقبل أربعة أشهر أطلق سراحه من السجون الإسرائيلية وكان قد طلب مني العنوان الالكتروني لكي يراني عبر الأنترنت، وكان يقول إني مشتاق جداَ لرؤيتيك ولكنه القدر ولم نستطع رؤية بعضنا البعض فإسرائيل قد خطفت أخي منّا.
يقول لنا الأخ محمود جارور إنه قلق جداَ وغير مرتاح لأنه لا يأخذ أي خبر عن أخيه الآخر الذي يكبره أيضاَ ولا يعلم عن أخباره أيّ شيء.
محمود جارور كان قد أصيب في كلتا قدميه بشظايا على إثر إطلاق قذيفة صاروخية من قبل القوات الإسرائيلية، ويقول إنه سوف يرجع إلى بلاده بعد أن يتحسن ويتعافى، وهو الآن يعاني الكثير من الآلام في قدميه كما أنه غير قادر على الوقوف مدة طويلة. وتسعى هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية إلى تسلية هذا الشاب والتخفيف من معاناته قدر الإمكان.
شارك الشاب محمود جارور في المظاهرة الأخيرة التي نظمت في ميدان بايزيد، ولما حاول منتسبو الصحافة والإعلام إجراء مقابلة صحفية معه والأجابة على بعض الأسئلة وتعبيره عن وحشية وقساوة القوات الإسرائيلية في الاعتداءات الأخيرة فضل الشّاب التزام الصّمت وقال إنه لا يجد الكلمات التي يمكن أن تعبّر عن وحشية الإسرائليين.