انطلقت مافي مرمرة يوم 22 مايو 2010 باتجاه غزة، لكسر الحصار عنها، و بعد تعرضها للهجوم الإسرائيلي الدموي، الذي راح ضحيته 9 متضامنين أتراك، هاهي تعود إلى بيتها من جديد، إلى إسطنبول، من ميناء تشاناكالي الذي تنتظر فيه منذ أسابيع.
و ينظم برنامج لاستقبال تاريخي و خاص لسفينة مافي مرمرة، حيث توافدت على إسطنبول أعداد كبيرة من الناشطين الأجانب، و الأتراك الذين كانوا على متن مرمرة، لاستقبالها من جديد، كما يتوافد الأتراك من مختلف البلاد إلى إسطنبول من أجل نفس الهدف.
و عن الإستقبال يقول بولنت يلدرم رئيس مؤسسة الغوث الإنسانية IHH : \'\' لنظهر لكل العالم، أن قضية مافي مرمرة لها من يدافع عنها و يساندها، لنجعل يوم استقبالها حاشدا و خالدا.\'\'
تحولت مافي مرمرة إلى رمز الإنسانية و الحرية، و كان على متنها 578 ناشط من 37 دولة، كانوا يبحرون لكسر الحصار عن غزة، إضافة إلى حمولة مساعدات إنسانية.
تكون أسطول الحرية من 6 سفن، تحمل الأدوية، المعدات الطبية، مواد البناء، و العديد من المواد علي تحظر إسرائيل دخولها إلى قطاع غزة.
لكن إسرائيل أجهضت هذا الحلم، بنهاية دموية في قلب المياه الدولية، فجر 31 مايو 2010، عندما، هاجمت السفن و قتلت 9 من الأتراك و جرحت 54 آخرين من المتضامنين. و عاملت المشاركين كالإرهابيين، اعتقلتهم و كبلت أياديهم بقيود، خطفتهم إلى ميناء أسدود، اعتقلتهم في السجن، و سرقت كل ممتلكاتهم و المساعدات الإنسانية.
و مع الضغط من الحكومة التركية، أطلقت إسرائيل سراح الناشطين، و سلمت السفن بعد 69 يوما، بتاريخ 7 أغسطس 2010. و خلال كل هذه المدة، قامت السلطات الإسرائيلية، بمحو آثار جريمتها الشنعاء على ظهر السفينة، و إغلاق أماكن آثار الطلقات النارية، و صادرت كل الكاميرات و آلات التصوير الخاصة بالمشاركين و الصحفيين الذين كانوا على متن السفينة، لإخفاء الحقيقة عن المجتمع الدولي، و لم تقم بالإعتذار و لا بدفع التعويضات للضحايا.
و أظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو مرة أخرى أنه لا يحترم القانون الدولي و لا حقوق الإنسان، بتقليده وسام الشجاعة للعدد من الجنود الذين شاركوا في عملية الهجوم و القتل، ضد مشاركي أسطول الحرية.
و ما يزال مسؤولون إسرائيليون يدلون بتصريحات متغطرسة عن الهجوم، هادفين بجرح الضمير الإنساني أكثر فأكثر.