على سطح السفينة لاحظ صونغور وجود رسالة في جيبه فأخرجها و قرأها: \"هناك مئات من الجمل التي سأكتبها لك لكن الكلمات تتوقف، انني خائفة يا ابي، اخاف عندما ارى الحزن في عيون اخوتي و ارى القلق في وجه أمي. لكن حتى اذا كنا سنفقدك اذهب يا ابي، اذهب من اجل ابتسامة يتيم من اجل دعاء ام، انه شئ جميل جدا ان اكون ابنتك يا ابي\" كتبت له تلك الرسالة واحدة من بناته الست، صونغور ٤٧عاما اب لسبعة ابناء كان يري الرسالة بفخر لكل من على السفينة. في ٣١مايو ٢٠١٠ استشهد صونغور في الهجوم على سفينة مرمرة و في جيبه تلك الرسالة.
بعد إستشهاد صونغور في الإعتداء الإسرائيلي بعثت بناته برسالة وداع: \"خافي يا اسرائيل حسي بالخوف في داخلك، ان الأبابيل قادمة من الماء هذه المرة لا تحمل نارا بل تحمل بلية في ايديها، خافي يا إسرائيل ان ربي هد الفيلة الضخمة بحصى صغيرة يحملها اطفال صغار، خافي يا إسرائيل ان المؤمنين يقفون بالصفوف الأمامية. حسبت البريق في اعينهم توهج نجم. ان سبب ابتسامتهم هو هوسهم لنيل الشهادة عندما كانت السماء تمطر بالنار. ابي الآن لا اعلم اين انت و ماذا تعمل. لا تنظر الى بلل عيني انها بكاء الطفولة انني اشاهدك وانا مرفوعة الرأس، انني اري صورتك لابنتي تظن انك ذهبت لصيد الاسماك، تظن الاسلحة في يد الجنود الإسرائيليين صنانير لصيد الاسماك. انهم قاتلوا اصدقائنا. لم استطيع ان اقول لها ذلك يا ابي لقد تعلمت منك الرحمة تعلمت منك الرأفة تعلمت منك المحبة، قلت لها انهم لا يريدون من جدك ان يصيد، ان يصيد الحرية ان يحضر لك حرية اطفال فلسطين، ستكون اجمل هدية يحضرها لك جدك. انني متأكده الآن يا ابي انت حر و نحن احرار و غزة حرة.\"
ان جنغيز صونغور واحد من التسعة شهداء الذين استشهدوا على السفينة، تقبل الله شهادتهم..