و كان أهل اللاذقية قد حضروا استقبالا كبيرا للقافلة، شارك فيه العديد من الفلسطينيين اللاجئيين هناك و عضو حماس محمد نضال الذي رد على أسئلة الصحفيين الأتراك قائلا : '' هذه القافلة تمثل جانبا مهما في رحلة فك الحصار الظالم عن غزة ''، و أكمل قائلا :'' و أريد أن أقول التالي على وجه الخصوص : '' الشعب التركي أظهر فعلا دعما كبيرا للقضية الفلسطينية أكثر من العرب أنفسهم..و عندما قال رئيس الوزراء التركي : '' نحن أحفاد العثمانيين " ذكر بنبل تلك الأمة مرة أخرى...و تستطيع السفن التركية الذهاب مباشرة إلى غزة و إيصال المساعدات الإنسانية إليها...هي لا تحتاج للمرور عبر أراضي أية دولة عربية..''
و عن الحرب النفسية التي تشنها إسرائيل عن احتمال القيام باعتداءات جديدة، أفاد نضال في هذا السياق أن رد أن القاومة ستكون أقوى و أشد هذه المرة.و أكد أن مسألة رفع الحصار على غزة ليست قضية حماس فقط بل قضية تركيا و العالم الإسلامي أجمع.
مشاهد من القافلة :
قضى المشاركون في القافلة الليلة في مخيم باللاذقية، حيث وزع عليهم السكان المحليون العديد من البطانيات كي يحموهم من الليالي الباردة. و قام المشاركون بإشعال النار ليردوا برد الساحل عنهم، تحلق المشاركون الأتراك حولها يتحدثون حتى ساعات متأخرة من الليل.
كما احتفل الأجانب القادمين من بريطانيا، أمريكا و أوروبا بالإحتفال بمناسبة حلول السنة الميلادية الجديدة.
و قد حصل المشاركون في القافلة على الطعام من خارج المخيم الذي كانت الشرطة السورية تحرسه.
و لم يفقد المشاركون في القافلة أبدا الأمل رغم مرور 16 يوما على خروجهم في هذه الرحلة الإنسانية. و بعد صلاة الجمعة في مسجد '' فلسطين '' خرجت مظاهرة ضد إسرائيل.
انطباعات المشاركين في القافلة :
يقول مراد أويسال، 37 عام : '' هذه الرحلة نعمة من الله سبحانه و تعالى علينا..و إن شاء الله سنقوم بها حتى النهاية..القافلة منظمة و منسجمة بشكل رائع...لقد تحدينا كل الصعاب التي صادفتنا..و الحمد لله وصلنا إلى هدفنا..لقد جعلنا العالم يلتف حول قضية فلسطين...و قد أفرحنا كثيرا موقف الأردن و سوريا..و كانت أهم محطة للقافلة هي مدينة العقبة...نمنا في العراء..على الأرض..و هذه لحظات لن تنسى....أشعلنا النار للتدفئة....أنشدنا أناشيد لرفع معنويات بعضنا البعض...سهرنا حتى الصباح نتسامر و نتحدث...ألقينا الأغطية على العديد من أصدقائنا و هم نائمون...أقمنا علاقات وطيدة مع إخواننا من الأجانب...إنها أفضل اللحظات التي مرت علي في حياتي....و إن شاء الله سندخل غزة... ''
رجب غوشير، 50 عام :'' هذه الرحلة لا تحكى..بل تعاش..فكل لحظة فيها لها سحرها و جمالها الخاص...هدفنا دخول غزة....عندما كنا في طريقنا لزيارة جامع السيدة زينب في سوريا، أوقفت الشرطة سائق سيارة الأجرة لتحرير مخالفة له على عدم ربط حزام الأمان، و عندما نزلت من السيارة و أخبرت الشرطي أننا من فريق القافلة، تراجع عن قراره و سمح له بإكمال الطريق دون تحرير المخالفة....و في إسطنبول، قام شرطي بتسليمنا 20 ليرة تركية كانت في جيبه لنسلمها لأهل غزة في تبرع رمزي...و أصر على أن نأخذ المبلغ......قائلا :'' أرجوكم أعطوا هذا المبلغ لأهل فلسطين '...و في مدينة غازي عنتاب أعطانا طفل صغير مبلغ 3.5 ليرة تركية و ترجانا أن نسلمه لأهل غزة.....''
كما قال العمدة السابق لبلدية '' تيكيرداي '' : '' أنا انضممت للقافلة من مدينة إدرنة "، و قد كانت الرحلة رائعة...هدفنا الوسول و دخول غزة...و القيمة المعنوية لهذه الرحلة لا تقدر بثمن...''