بدأت أشغال المؤتمر الصحفي الذي عقدته هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية تحت شعار : '' وجهتنا فلسطين..حمولتنا الحرية..''.و قد شارك في المؤتمر بولنت يلدرم رئيس الهيئة، ناشطون من اليونان، إنجلترا، أمريكا و أندونيسيا. كما شارك رئيس شعبة إسطنبول لجمعية '' مظلوم-دير'' المحامي جيهاد غوكدمير، جناتي جيلان رئيس جمعية TGTV، إيرول أردوغان من حزب السعادة و غيرهم من الأسماء. كما شارك محامي شركة بانا فيلم التي تحضر لفيلم '' وادي الذئاب فلسطين'' في المؤتمر، و اثنتين من المصابين الفلسطينيين الذي يخضعون للعلاج في تركيا.
غزة لا تتوفر على مثل هذه الأدوية و جهاز تصفية الدم :
قال يلدرم و هو يشير إلى الأدوية و أجهزة تصفية الدم التي كانت أمامه : '' هذه أدوية لمرضى السرطان، و التهاب الكبد الفيروسي، و أجهزة تصفية الدم لا توجد في غزة..''. هذان مثالان بسيطان، فالحصار يمنع سكان غزة من الحسول على أقل احتياجاتهم الضرورية، إنه حصار لا تقبله قوانين دولية، و لا ضمير إنسان. لكن مع الأسف فهو مستمر منذ 4 سنوات. و من أجل كسره سننطلق على متن السفن إلى غزة بإذن الله في 15 أيار / ماي''. و أشار يلدرم أن المساعدات تزداد يوما بعد يوم من مختلف مناطق العالم، لدعم هذا الأسطول.
يلدرم : إذا اقتضى الأمر..سننام في السفن لأشهر..
أكد يلدرم أن سفينة ركاب ذات سعة 1080 شخص و سفينة شحن ذات سعة 3500 طن قد تم تأمينهما، متابعا : '' كما قلنا خلال انطلاقنا في القافلة البرية السابقة، إذا اقتضى الأمر سنفترش الصحراء، والآن أيضا نقول إذا اقتضى الأمر سننام في السفن..إذا حجزتنا إسرائيل في البحر، ستكون المتضرر الأكبر..فمن مصلحتها أن لا تطيل هذا الحصار..لقد أصبحت إسرائيل شبه وحيدة في هذا العالم..إذا كانت إسرائيل تدعي أنها إنسانية، فلتدعنا نمر..عندها سيقول الناس : '' نعم لإسرائيل مشاعر إنسانية''..سيكون هذا الأسطول إمتحانا جديا لإسرائيل..إذا أطلقت إسرائيل النيران على إحدى هذه السفن، فستشعل فتيل أزمات مع دول المواطنين الموجودين فيها..يجب على مصر و إسرائيل السماح لهذه الحركة العالمية بالمرور ''.
نحن نقوم بما لا تقوم به دولنا :
شاركت في المؤتمر ممثلة حركة ( غزة الحرة )، هويدة عراف، القادمة من أمريكا، ولدت في رام الله من والدين فلسطينيين، و هي مسيحية متزوجة من يهودي، و قام الإثنان مع الحركة بتسيير 3 سفن إلى فلسطين. و عبرت عن فخرها للمشاركة في مثل هذا التنظيم، قائلة : '' غزة تعيش دراما إنسانية، و مسؤولو الدولة يواجهون هذا بصمت و لا يظهرون أية إشارة..لهذا فنحن نقوم بما يجب على حكوماتنا القيام به...نحن نؤمن أن سلاح عزيمة و إرادة الإنسانية هو أقوى من الأسلحة...لقد نجحنا من قبل في إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة، و قد نظر إلينا الغزاويون على أننا أبطال...لكن هذا ليس صحيحا..فهم الأبطال الحقيقيون...أهل غزة المقاومون هم الأبطال الحقيقيون...لقد وعدناهم حينذاك أن نعود بشكل أقوى و عبر هذا التنظيم و الأسطول الذي سينطلق قريبا أعتقد أننا سنفي بوعدنا ..''.
كما تحدثت عراف عن إطلاق إسرائيل النار على السفن من قبل و تابعت : '' لقد أطلقت إسرائيل النيران على سفننا و تركتنا نواجه خطر الغرق في عرض البحر..لكننا قاومنا..و قد نظمنا 3 أساطيل سفن من قبل و نجحنا في المرة الثالثة بإدخال السفن...و الآن من أجل كسر هذا الحصار، نحن ذاهبون مع هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية التركية إلى غزة..''.
'' نشعر بالخجل من صمت حكومات دولنا '' :
شارك المتحدث باسم مؤسسة '' سفن إلى غزة '' اليونانية فانغيلوس بيسياس، و صرح أنه يشعر بالخجل من الصمت الذي تبديه حكومة دولته لما يحدث في غزة..و قال أن مسألة فلسطين مسألة توحد الجميع..و يجب أن يتعلم الجميع درسا من مقاومة أهل غزة..و قال أن هذا الأسطول هدفه أيضا توحيد دول البحر الأبيض المتوسط من أجل حل المشاكل بينها و العيش ضمن محيط موحد..''.
فقد 700 شخص حياتهم بسبب الحصار :
تحدث خلال الموتمر المتحدث باسم ( الحملة الأوروبية من أجل كسر الحصار عن غزة )، مازن كحيل، و أشار ألى أن 700 شخص فقد حياته بسبب الحصار، و يجب أن يقوم العالم أجمع بمساندة أهل غزة..و قال أن السفن لا تحمل أسلحة..بل كل ما تحمله هي المساعدات الإنسانية..
كما أعلنت الناشطة الأندونيسية نور فطري عن دعم الشعب الأندونيسي لأشقائه في غزة، و أنه سوف يتم بناء مستشفى في غزة قريبا.
'' وجهتنا غزة..حمولتنا المساعدات الإنسانية '' :
تشارك في الحركة الإنسانية تحت شعار '' وجهتما فلسطين..حمولتنا المساعدات الإنسانية''، سفينتين من تركيا، 3 سفن من إنجلترا، سفينة من اليونان و سفينة من أيرلندا. تهدف هذه الحركة إلى دعم و مساندة الشعب الفلسطيني، الوقوف في وجه سياسة إسرائيل التعسفية، إبراز وحشية الحصار الغير القانوني المفروض على غزة، و الضغط من أجل فتح معبر رفح الذي تغلقه السلطات المصرية، و إيصال المساعدات الإنسانية.
ستحمل السفن آلاف الأطنان من الأدوية، المعدات الطبية و لوازم البناء مثل الحديد و الإسمنت. و كما هو معروف فقد عرفت العديد من المدارس، المنازل و المستشفيات دمارا كبيرا بسبب الإعتداءات الإسرائلية، و تمنع كل من إسرائيل و مصر دخول مواد البناء إلى غزة.
يرتقب أن تنطلق السفن إلى فلسطين بتاريخ 15 ماي، و يتكون الأسطول من سفن ركاب و سفن شحن، و سيرافقها ناشطون من مختلف دول العالم، كما سيكون هناك صحفيون، ممثلو منظمات مدنية و فنانون، و من المنتظر أن يتجاوز عدد الركاب 1000.
و أشار بولنت يلدرم أن السفن تم شراؤها لعدم التمكن من إستئجارها بسبب عدم تأمين أصحاب السفن لما سيقابلها هناك و قال : '' اشترت الهيئة لحد الآن سفينة ركاب و سفينة شحن، بفضل التبرعات التي أرسلها المحسنون، و بلغ سعر سفينة الركاب '' مرمرة الزرقاء ''، مليون و 800 ألف ليرة تركية، في حين بلغ سعر سفينة الشحن 850 ألف دولار. سعة '' مرمرة الزرقاء '' 200 طن و 1080 راكب، و سعة سفينة الشحن 3500 طن.
و في إجابة عن '' ماذا سيحل بالسفن بعد الأسطول؟ '' يجيب يلدرم : '' سنستخدم السفن من أجل أساطيل مساعدة في المرات القادمة. و عندما سيرفع الحصار، سنتبرع بها لصالح المواطنين الفلسطينيين..''.
خط سير السفن :
ستنطلق السفن التي ستحمل المتطوعين من إسطنبول، مرورا بأنطاليا، غيرنة و غازي ماغوسا لتدخل المياه الدولية و منها تصل إلى غزة. أما بالنسبة للسفن التي تحمل المساعدات، فستنطلق من كل من ميناء إسطنبول و مرسين. و ستحمل المساعدات التي جمعت في الجهة الأناضولية من ميناء مرسين. و في حالة كان الطقس مناسبا و لم يتعرض الأسطول لهجمات إسرائيلية، من المرتقب الوصول إلى غزة خلال 10 أو 15 يوم.
ما هي المعدات التي ستحملها السفن ؟
ستحمل السفن العديد من المعدات التي تفتقد إليها غزة بسبب الحصار المفروض عليها. منها لوازم البناء، من إسمنت و حديد و غيرها، مولدات كهرباء ( أكثر من 100 كيلواط )، أجهزة MR ( جديدة، أو مستعملة لمدة سنتين كحد أقصى )، كرسي و أجهزة طبيب الأسنان، أجهزة تحليل الدم، كراسي متحركة كهربائية. و سيتم العودة إلى إسطنبول على متن نفس السفن بعد توزيع التبرعات و المساعدات.