و كان الغنوشي قد قدم إلى تركيا للمشاركة في جنازة نجم الدين أربكان، الذي وصفه أنه فخر لكل العالم العربي و الإسلامي.
و تحدث عن اعتراف الحكومة الثالثة بعد سقوط نظام بن علي، بحركة النهضة، التي أصبحت قانونية في تونس، و أصبح بإمكانها مزاولة نشاطاتها كباقي الأحزاب.
و أشار إلى أن اعلقالات عديدة جرت في صفوف المنتمين لحركة النهضة، في كل مرة كان يقدم طلب للنظام القديم للإعتراف بالحركة.
و قال : \'\' نحن الآن نتجه نحو تونس حرة متعددة الأحزاب، فالثروة كانت ثورة شعب، الشباب التونسي أهداها لنا، و مازالوا يحمون الثورة لحد الآن. لأن بقايا النظام القديم مازالت تحاول العمل بنفس الذهنية القديمة، و لهذا تم الإطاحة بحكومتين بعد الثورة. و نح متأكدون أن الثورة ستحقق النصر في الأيام القادمة.
و أكد أن حركته ستساهم في الإصلاحات السياسية الإقتصادية و الإجتماعية في تونس، و عن عدم قبولهم لأي تدخل خارجي في شؤون البلاد.
و أن الشباب سيشاركون في إدارة شؤون البلاد، لأن الثورة ثورتهم، و هم أحق بالمشاركة في بناء وطنهم، و أنه سيكون حاضرا ليساهم في تطوير الفكر الإسلامي و الأنشطة الإجتماعية.
و عبر عن فخره كون تونس أشعلت شرارات الثورة، التي ستهز كل عروش الديكتاتورية في الدول العربية. خاصة بعد ثورة مصر، و أن ليبيا أيضا سينتصر فيها الثوار قريبا.
و أشار إلى مشاركة حركته في الإنتخابات الأولى للبلاد، الخاصة بالمجلس التأسيسي، لإعادة صياغة الدستور التونسي.
و عن احتمال حكم الجيش في تونس، أكد الغنوشي أن الجيش التونسي كان إلى جانب الثورة، و أنه ليس لديه خبرة في الحكم، و أن الجيش التونسي لم يطلق النار على المواطنين بل رفض أوامر الديكتاتورية و حما الشعب.
التجربة التركية علمتنا الكثير
أكد الغنوشي أن التجربة التركية ألهمت الشعوب العربية، حيث أعطت مثالا يحتذى به عن التزاوج ما بين الإسلام و الحداثة.
و عن وضع ليبيا و احتمال التدخل الأمريكي قال أن الشعب الليبي قادر على حل مشاكله بنفسه، و أن الدول العربية ترفض أي تدخل خارجي في شؤونها الداخلية، و أن مثال أفغانستان و العراق هما وجه للفشل الأمريكي و تدخله في شؤون الدول.
الثورة في تونس كانت ثورة شباب، و ليس صحيحا أن أمريكا لها يد فيها، ثورة مصر أيضا كانت ثورة شباب. لقد تخلت أمريكا عن حلفائها من الحكام العرب الديكتاتوريين عندما تأكدت من انتصار الشعب، و قد ظلت طائرة بن علي تحوم لساعات دون أن تحصل على إذن من أي دولة أوروبية للهبوط فيها.
أمريكا ليست آلهة تتحكم في شؤون العالم، و الثورات العربية هي من صنع الشعوب و إرادتها في العيش بحرية و كرامة.