فقد أكد السيد محمد كايا ممثل هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات في قطاع غزة على تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة والتي كانت من قبل بالغة السوء بالفعل وخاصة بعد قيام السلطات المصرية بهدم الأنفاق التي تصل بين البلدين والتي يمر من خلالها بعض الاحتياجات الإنسانية اللازمة لأهل القطاع وإغلاقها لمعبر رفح الحدودي البوابة الوحيدة التي تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي حيث لا يسمح إلا بدخول وخروج عدد ضئيل من الناس الذين يعانون من أمراض خطيرة وطارئة
وأشار السيد كايا إلى أن دخول البضائع التجارية الى قطاع غزة أصبح الآن بيد إسرائيل تماما وذلك في أعقاب هدم الأنفاق مضيفا: '' توجد هنا بوابة واحدة فقط وهي بوابة أبو سالم التي يقومون بفتحها إذا رغبوا في ذلك أو رأوه مناسبا بشرط تحديد كمية ونوعية البضائع بانفسهم .
كما وأفاد السيد كايا إلى الزيادة المستمرة في نسبة الفلسطينيين الذين يعيشون تحت حد الفقر واحتياجاتهم الماسة لمختلف الإمدادات الإنسانية والخدمات وفرص العمل
وأكد السيد كايا إلى أن الحسابات والأرصدة البنكية لبعض لمؤسسات و وكالات المساعدات الإنسانية يتم مراقبتها وخاصة في الآونة الأخيرة حيث يتم إغلاق أو تجميد حسابات بعض الجمعيات الخيرية المحلية العاملة التي تعمل بشكل فعال في المنطقة
وأشار السيد محمد كايا إلى العدد المتزايد في المرضى الذين لا يمكنهم تلقي العلاج اللازم لنقص الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب الوضع الإقتصادي السيئ والحصار المستمر منذ أكثر من 6 سنوات على غزة و تعاني المستشفيات في قطاع غزة من نقص شديد في الأدوية والوقود فضلا عن الانقطاع المستمر في المياه والكهرباء حيث يمكن لأهل القطاع الاستفادة من الكهرباء لستة ساعات فقط يوميا فضلا عن أن الكهرباء غير المنتظم يفسد العديد من المعدات والأجهزة التي تعمل بالكهرباء . أما المياه التي تقدمها البلدية فهي غير صالحة للشرب ومالحة الطعم ووسخة لدرجة أنه لا يمكن إستخدامها في أي من الاحتياجات اليومية. كما ويتسبب الانقطاع الكهربائي في عدم تزويد بعض المنازل بالمياه لفترات تتجاوز الأسبوع أحيانا
وأضاف كايا : أرقام البطالة في تتزايد ويزداد حد الفقر بشكل سريع بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها من الاحتياجات الأساسية نتيجة للحصار . ويعد الموظفون الحكوميون أنفسهم من المحظوظين إذا تمكنوا من إستلام رواتبهم لشهر واحد كل شهرين أو ثلاثة أشهر. وهناك نسبة معينة من سكان غزة من الفلاحين الذين يعملون في الزراعة إنضموا أيضا إلى العاطلين عن العمل بعد مداهمة الجرافات الإسرائيلية لأراضيهم الزراعية. كما ويعتبر قطاع البناء من أهم القطاعات التي كانت تدير عجلة الإقتصاد في قطاع غزة إلا أنه نظرا لعدم دخول مواد البناء إلى القطاع تحول عشرات الآلآف من العمال الذين يكسبون عيشهم إلى عاطلين عن العمل
وأشار السيد كايا إلى تزايد مشكلة الوقود وتفاقمها يوما بيوم في قطاع غزة المحاصر ويواصل البلديات والمستشفيات والمدارس والجامعات والوكالات الحكومية والمؤسسات المدنية في غزة أعمالها تحت ظروف صعبة للغاية. والتي تصل إلى القطاع عن طريق إسرائيل لكميات محدودة إلى لأدنى حد من البنزين والديزل وأنابيب الغاز ولكن اسعارها الغالي لا تسمح لأي من المواطنين الفلسطينيين أو المؤسسات العاملة هناك من شراءها وإستخدامها المباشر أو في تشغيل مولداتها الكهربائية
كما وتناول كايا في حديثه الوضع السياسي في قطاع غزة مشيرا إلى استمرار التوتر مع اليهود وسجلت عشرات من الهجمات في الأيام الثلاثة الماضية إستهدف فيها الأراضي الشاغرة أو مراكز التعليم التابعة لمختلف الجماعات السياسية في غزة. وتهيمن أجواء الحرب على قطاع غزة في الوقت الذي يواصل نظام الانقلاب الحاكم في مصر التلويح بتهديداته وسيطرته ومراقبته المستمر للانفاق