وفي ظل هذه التطورات، توجهت هيئة الإغاثة الإنسانية IHH إلى المنطقة في إطار حملة إغاثة طوارئ، لتلبية الاحتياجات الأساسية للمتضررين من غذاء وكساء ودواء. وتهدف الحملة حالياً إلى تقديم المساعدات لآلاف العوائل التي نجحت في عبور الحدود البنغالية واللجوء إلى بنغلادش.
وكان الإقليم قد شهد خلال العشرة أيام الماضية موجة جديدة من الاشتباكات، شارك فيها الجيش الميانماري، وراح ضحيتها ـ وفق المصادر المحلية ـ نحو 10 أفراد من الشرطة وأكثر من 850 روهينغياً أغلبهم من النساء والأطفال كما فاق عدد الجرحى الآلاف.
وفي تصريح أدلى به الدكتور أنيتا سشوغ المتحدث باسم المجلس الروهينغي الأوروبي، ذكر أن ما بين ألفين و3 آلاف روهينغي قتلوا في إقليم أراكان في ميانمار خلال الهجمات التي نفذها عناصر من القوات المسلحة في الأيام الثلاثة الأخيرة.
وعلى الرغم من منع السلطات البنغالية اللاجئين من عبور حدودها، غير أن أكثر من 20 ألف روهينغي تمكنوا من العبور إلى بنغلادش بطرق غير مشروعة. فيما يحاول أكثر من 60 ألف نازح روهينغي البقاء على قيد الحياة في المناطق الجبلية القريبة من الحدود.
في مناطق (بوثيدانغ) و(ماونغادو) و(روثيدوانغ)، أحرق أكثر من 700 بيت ومسجد ومعهد لتحفيظ القرآن، ولا زالت الهجمات العسكرية مستمرة على السكان المسلمين في هذه المناطق. يذكر أن الجيش في ميانمار قام بعملياتت عسكرية واسعة في المنطقة في شهر تشرين الأول الماضي. وحاول حينها عشرات الآلاف من مسلمي أراكان اللجوء إلى بنغلاديش.
ويعيش في إقليم أركان أكثر من مليون مسلم روهينغي وهم محرومون من جل الحقوق في البلاد التي يدين أغلب سكانها بالديانة البوذية.
ونجحت الهيئة حتى الآن في تقديم المساعدات الغذائية الطارئة إلى حوالي ألف عائلة أراكانية روهينغية من اللاجئين الذين لجؤوا إلى بنغلاديش، إلى جانب مساعدة نقدية بملغ 15 دولار لكل عائلة.
قائمة الحاجات الطارئة:
- مواد غذائية
- أدوية
- حليب أطفال
- مأوى
- ملابس
- مواد تنظيف
وستكثف الهيئة عمليات الإغاثة في المنطقة حيث يتوجه إليها العديد من فرق الإغاثة.
أحوال المسلمين في أركان بدأت تسوء عقب أعمال العنف التي انتهجها المتطرفون البوذيون في المنطقة عام 1990 و2007 و2012م ثم في عام 2012. وكان المجتمع الدولي قد علق آمالاً لحل المشكلة في الإقليم بعد وصول (أونغ سان سوكي) إلى سدة الحكم في ميانمار، لكن هذه الآمال باءت بالخيبة ودخل الروهنغيون في مرحلة جديدة من اليأس.
مسلمو الروهينغا في الإقليم شهدوا في الفترة الأخيرة حوادث مؤلمة جديدة. ففي تاريخ 9 تشرين الأول 2016 وقع هجوم على عدة مراكز أمنية في منطقة رِاقهينا ذات الأغلبية المسلمة في ميانمار قتل فيها 9 من عناصر الأمن. وقبل معرفة من قام بهذه الهجمات بدأت الهجمات على المناطق التي أغلب سكانها مسلمون. فاضطرعشرات الآلاف إلى ترك بيوتهم وأراضيهم. ولا تزال هذه العمليات تنفذ بين الحين والآخر ضد مناطق المسلمين، ويفقد الآلاف حياتهم ويضطرون إلى هجر بيوتهم وأراضيهم.