تزداد الهجمات ضد المسلمين في جمهورية افريقيا الوسطى شدة وعنفا كل يوم بيوم مما دفع الاغلبية العظمى من المسلمين المقيمين في العاصمة بانغي إلى الفرار ومغادرة البلاد هربا بارواحهم فيما يواجه العدد القليل جدا من المسلمين المتبقين في المدينة تحت خطر الموت في أي لحظة. لقد اسفرت الاحداث الدامية المستمرة في جمهورية افريقيا الوسطى منذ بدايتها عن مقتل عدد كبير جدا من المسلمين لا يمكن تحديد عددهم بشكل صحيح. صور مرعبة لقتل وتعذيب تجمد الدم منذ بداية الاحداث اصبحت ملامحا طبيعية للمنطقة من بينها ذبح الاطفال وفصل رؤوسهم عن اجسادهم وبقر بطون النساء الحوامل وقتل المسلمين ضربا وحرقهم في منتصف الشوارع والميادين وغيرها من المشاهد البشعة غير الإنسانية
يواصل مسلمون جمهورية افريقيا الوسطى فرارهم وترك بيوتهم واوطانهم خوفا من تعرضهم للقتل او التنكيل والتعذيب. ولكن حتى الفرار لا يكفيهم بعض الاحيان حيث يوضع من يمسكون بهم في حافلات ويقتلون هناك على الفور. ومن يعتبر '' محظوظا '' يكون بإمكانه عبور الحدود واللجؤ إلى احدى الدول المجاورة جمهورية الكونغو الديمقراطية وتشاد والكاميرون
ولكن هناك في انتظارهم ظروف صعبة للغاية حيث يشرعون للتخييم في اول مكان مقطون يواجهونه في خيام بدائية يقومون بصنعها من قطع القماش ويعانون من جوع وعطش قاتلين
معونات للاجئين في تشاد
قامت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات قبل عدة أشهر باطلاق حمله اعمال جديدة لإغاثة مسلمين جمهورية افريقيا الوسطى الذين اضطروا لمغادرة وطنهم. قامت فرق الهيئة كجزء اول من الحملة بتوزيع مختلف المعونات من مواد غذائية ومستلزمات النظافة على المقيمين في مخيمات غور ودوبي التي يقيم فيها حوالي 10 الاف شخص. لم تشهد هذه المخيمات من قبل اي مساعدات سوى معونات بالادوية والمستلزمات الطبية قامت هيئة الامم المتحدة بتقديمها لمرة واحدة فقط ولم تصل اي معونات غيرها من اي مكان اخر
هيئة الاغاثة الإنسانية بجانب اللاجئين في الكاميرون
كما وقامت فرق هيئة الإغاثة الإنسانية هذه المرة بتقديم سلسلة من انشطة الإغاثة الطارئة في مخيمات اللاجئين بمنطقة غارابولي في الكاميرن. في هذا السياق، قامت فرق هيئة الإغاثة الإنسانية بتوزيع حوالي 60 طنا من إمدادات الإغاثة من بينها الأرز والمعكرونة والسكر والملح والزيت ومعجون الطماطم ومستلزمات النظافة والملابس وغيرها سيستفيد منها في المقام الأول حوالي 14 ألف شخص
ولم تكتف فرق الهيئة بتقديم المعونات للاجئين بل قاموا بالتجول في المخيمات من اجل تحديد إحتياجاتها الاساسية التي ستواصل الهيئة تقديمها للاجئين القادمين من جمهورية افريقيا الوسطى إلى الكاميرون وغيرها من البلدان المجاورة
يقدر عدد لاجئين جمهورية افريقيا الوسطى في الكاميرون بأكثر من 100 ألف إنسان يكافحون من اجل البقاء على قيد الحياة مخيمات اللاجئين برتاو وغارابولي وماغانغا وانغافي وفودا في الكاميرون في حين يواصل لاجئون جدد عبورهم عبر الحدود