يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف المراكز الصحية وسيارات الإسعاف لمنع تقديم الخدمات الطبية للجرحى، حيث قصف منذ 7 أكتوبر 2023 ما لا يقل عن 164 منشأة صحية، وأخرج 81 مركزًا صحيًا و38 مستشفى عن الخدمة. ومن بين المستشفيات التي تم استهدافها بشكل مباشر: مستشفى الشفاء، المستشفى الإندونيسي، مستشفى القدس، ومستشفى الأهلي العربي (البابتيست). وتعرض مستشفى الأهلي وحده لهجوم خمس مرات، كان أعنفها في أكتوبر 2023، حيث استشهد مئات المدنيين، بينهم أطفال، في ساحة المستشفى.
“النظام الصحي على وشك الانهيار الكامل”
تشير صور الأقمار الصناعية والتقارير الميدانية إلى أن 94% من المنشآت الصحية في غزة تضررت أو دمرت بالكامل. وذكرت وكالة تنسيق الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (OCHA) أن هذه الأضرار أوصلت النظام الصحي في غزة إلى حافة الانهيار الكامل. أما المنشآت القليلة المتبقية، فهي عاجزة عن تقديم الخدمات بسبب انقطاع الكهرباء والمياه وانعدام الأمن.
أكثر من 1000 شهيد من الكوادر الطبية
تعرضت سيارات الإسعاف والفرق الطبية لهجمات متكررة أثناء محاولتها إخلاء الجرحى. وتعرضت 144 سيارة إسعاف لأضرار جسيمة أو أصبحت غير صالحة للاستخدام بين 7 أكتوبر 2023 ونهاية عام 2024. ويؤكد المسؤولون في غزة أن إجمالي عدد الشهداء في القطاع الصحي تجاوز الألف شهيد.
اعتقال وتعذيب الكوادر الطبية
لا يقتصر الأمر على استهداف العاملين الصحيين بالقتل، بل يتم أيضًا اعتقالهم والتنكيل بهم. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم أسر 297 من الكوادر الطبية حتى أبريل 2025، دون الإفصاح عن مصيرهم. بعض المفرج عنهم أكدوا تعرضهم للتعذيب وسوء المعاملة في مراكز الاعتقال الإسرائيلية.
عشرات الآلاف بحاجة للعلاج خارج غزة
تؤكد منظمة الصحة العالمية أن ما بين 10,000 إلى 12,500 مريض في غزة بحاجة عاجلة للعلاج في الخارج، لكن إغلاق المعابر يعرّض حياتهم للخطر. من بين هؤلاء مرضى سرطان، جرحى، حالات حروق خطيرة، ومرضى بحاجة لعمليات قلب وأعضاء.
نزوح أكثر من 400 ألف شخص خلال أقل من شهر
حتى أبريل 2025، تم إعلان 69% من أراضي غزة كمناطق “يُمنع الدخول إليها” أو “تحت أوامر إخلاء”، ما أجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم. وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 400 ألف شخص نزحوا مجددًا بين نهاية مارس ومنتصف أبريل 2025. هؤلاء المدنيون يعيشون في خيام مؤقتة أو في العراء، ولا يستطيعون الحصول على خدمات صحية منتظمة.
أكثر من 120 ألف جريح في غزة
منذ 7 أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 53 ألف فلسطيني في غزة، ولا تزال جثث الآلاف تحت الأنقاض. وبلغ عدد الجرحى أكثر من 120 ألفًا، العديد منهم في حالات حرجة وتحتاج لتدخل جراحي أو تأهيل طويل الأمد. ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن 25% من المصابين تعرضوا لإصابات تُغير حياتهم، مثل بتر الأطراف أو إصابات الحبل الشوكي أو حروق شديدة، ما يحوّلهم إلى ذوي إعاقة دائمة.
المرضى المزمنون عاجزون عن تلقي العلاج
يواجه المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل الفشل الكلوي والسرطان والسكري صعوبات كبيرة في تلقي العلاج بسبب الحصار والعدوان. يعاني نحو 1000 مريض كلى من انقطاع جلسات الغسيل الكلوي بسبب نقص الوقود والكهرباء، ما أدى إلى وفاة عدد كبير منهم. كما تعذّر علاج مرضى السرطان بسبب نقص الأدوية وتعطل أجهزة العلاج الإشعاعي.
50 ألف امرأة حامل بلا رعاية صحية
بالإضافة إلى المصابين والمرضى المزمنين، تعاني النساء الحوامل والأطفال وذوي الإعاقة من أوضاع صحية حرجة. ووفقًا للصليب الأحمر، هناك نحو 50 ألف امرأة حامل في غزة، معظمهن نازحات بلا إمكانية للوصول إلى الرعاية الطبية، ما يؤدي إلى حالات ولادة خطيرة ونقص في التغذية والعناية.
الحاجة ماسة للدعم في القطاع الصحي وغيره من المجالات
إغاثة İHH: دعم طبي وعمليات جراحية
تواصل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH) تقديم الدعم في غزة منذ سنوات، وزادت من جهودها بعد 7 أكتوبر. فقد أرسلت 12 سيارة إسعاف، وقدمت 588 صنفًا من الأدوية والمواد الطبية، 167 سريرًا طبيًا وخزانة كشف، 40 كرسيًا متحركًا، 100 مشاية طبية، 100 عكاز، 18 سرير مريض، 9274 حفاض مريض، و124,644 طرد نظافة. كما تم تسليم أجهزة طبية مثل جهاز أشعة، جهاز سونار، جهاز قياس نظر، كرسي طبيب أسنان، وجهاز مراقبة مرضى.
ضمن مشروع العمليات الجراحية، أجرت İHH حتى الآن 357 عملية جراحية، ويُخطط لإجراء المئات من العمليات للمرضى الذين ينتظرون تدخلًا عاجلًا.
يمكن لمن يرغب في دعم جهود İHH في غزة ومشروع العمليات الجراحية التبرع من خلال موقع المؤسسة الإلكتروني، أو إرسال رسالة نصية تحتوي على كلمة “GAZZE” إلى الرقم 3072 للتبرع بـ 30 ليرة تركية، أو إلى 4072 للتبرع بـ 180 ليرة تركية.