
ولأكثر من عشرين عاماً، تعاني غزة من حصار خانق، وقد أبحر أسطول الحرية إلى البحر المتوسط بهدف إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكانها، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي اعترض السفن في المياه الدولية. وبعد أيام من الاحتجاز، عاد الناشطون إلى تركيا وسط استقبال جماهيري واسع من مختلف الفعاليات السياسية والمدنية والإعلامية.
“إن شاء الله موجات جديدة ستكسر الحصار”
في المؤتمر الصحفي الذي أقيم في المطار، أعرب رئيس جمعية مافي مرمرة بهشتي إسماعيل صونغور عن شكره للناشطين قائلاً: “لقد خاض أصدقاؤنا معركة بطولية عظيمة. لكنهم يقولون: لسنا نحن الأبطال، بل الأبطال الحقيقيون هم أهل غزة. إن شاء الله ستنطلق موجات جديدة تكسر الحصار، وسيستيقظ الضمير العالمي مجدداً ليصل الدعم الإنساني إلى فلسطين. من المهم جداً أن تستمر هذه القوافل.”

“الهدنة لم تأتِ من تلقاء نفسها”
من جهته، قال رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية IHH المحامي بولنت يلدريم إن القدس وفلسطين قضية إنسانية، مضيفاً: “نتنياهو والصهيونية حاولوا قتل الإنسانية. أقول لقادة العالم: إن أردتم أن تكونوا أبطالاً أمام شعوبكم، فها هي غزة، وها هو البحر المتوسط، وها هو الطريق البري إلى فلسطين. بإذن الله، قريباً سنصل إلى فلسطين براً وبحراً. الحمد لله، أسطول الصمود انطلق، وأثبت عزيمته أمام العالم، وتبعه أسطول الحرية، وأعلن أن السفن ستواصل رحلتها حتى تتحرر فلسطين. وعندما أدرك زعماء الدول أن عروشهم تهتز، اضطروا إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات. الهدنة لم تحدث من تلقاء نفسها، بل بفضل مقاومة الفلسطينيين في الداخل وتحرك الشعوب في الخارج. والآن يُجهَّز للأسطول الثالث والرابع.”

46 ناشطاً ما زالوا في سجون الاحتلال
وقالت الناشطة الأمريكية آن رايت، العضو في اللجنة الدولية لأسطول الحرية، إنها سعيدة بعودة 95 ناشطاً إلى تركيا، لكنها لفتت إلى أن 46 ناشطاً ما زالوا في سجون الاحتلال، إلى جانب أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني.

“لا نتخلى عن قضية الأقصى وغزة”
الناشط فتح الله كيرينجي قال إنهم علموا بخبر الهدنة فور وصولهم إلى المطار، معبّراً عن سعادته بذلك، وأضاف: “لن نتخلى عن قضية المسجد الأقصى ولا عن قضية تحرير غزة. بإذن الله، سنواصل العمل وسنضاعف جهودنا.”

“عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا في السجون”
المشارك في أسطول صمود الدكتور عزيز غاني قال إنهم تطوعوا للذهاب إلى غزة لإيصال المساعدات الإنسانية، لكنهم اعتُقلوا لعدة أيام، وأضاف: “نحن بقينا في السجن أياماً قليلة، لكن هناك عشرات الآلاف من الفلسطينيين ما زالوا معتقلين، ومنهم مروان البرغوثي الذي يقبع في السجن منذ 45 عاماً. يجب أن نستمر بهذه القوافل حتى تصل إلى غزة. وقف المجاعة وتحقيق الهدنة لا يمكن أن يتم إلا بمواصلة النضال المشترك. وخاتمتي: من النهر إلى البحر… فلسطين حرة.”

“انطلقنا لنكون صوت الضمير الإنساني”
أما الناشط قاسم أكتاغ فقال: “انطلقنا لنكون صوت الضمير الإنساني في العالم. قبل أن نصل إلى غزة بـ130 ميلاً تم توقيفنا من قبل الاحتلال. المعاناة التي عشناها لا تساوي شيئاً أمام ما يعانيه أهل غزة. سنواصل نضالنا ولن نتراجع حتى يُعاد إعمار غزة وتتحرر فلسطين بالكامل.”
وبعد مراسم الاستقبال، نُقل الناشطون إلى مؤسسة الطب العدلي في يني بوسنا لإجراء الفحوصات الطبية، بينما عاد النشطاء الأجانب المشاركون في الأسطول إلى بلدانهم بعد استكمال ترتيبات الإقامة والسفر.





