واجه باكستان واحدة من أكبر الكوارث في تاريخها حيث تسببت الفيضانات التي ضربت باكستان في الايام الاخيرة بمقتل 455 شخص بينما تشرد او تأثر بشكل او بآخر حوالي مليون شخص نتيجة لهذه الفيضانات
وتستمر الحياة في البلاد في ظروف صعبة بعد الفيضانات التي الحقت أضرارا جسيمة بالاقتصاد بما في ذلك في مجالات الزراعة وتربية الحيوانات
مع وصول الامطار إلى أعلى حد لها على مدى السنوات ال 20 الماضية، بلغ وفي ساعات قليلة إرتفاع المياه في مراكز المدن والقرى حوالي مترين. ومع إنسحاب المياه، تهدد أنواع قاتلة من الذباب تحمل الفيروسات إنتشرت في المنطقة حياة المظلومين من الشعب الباكستاني سكان المنطقة
وكان فريق هيئة الإغاثة الإنسانية للمساعدات الطارئة قد إنتقل للمنطقة في 28 سبتمبر وبدأ القيام بأعماله للمساعدات الطارئة مباشرة في منطقة رحيم يار خان بإقليم بنجاب اكثر واول المناطق تأثرا بالفيضانات ومن ثم نقل حزمات المساعدات للمنطقة بعد الإنتهاء من تقييم المنطقة وتحديد إحتياجاتها وخاصة في مناطق غوتكي وسوكور وخايربور
وبعد توزيعها اليومي لوجبات طعام ساخنة لحوالي 2000 شخص، قامت فرق الهيئة بتوزيع الاحذية والبطانيات على اهل المنطقة بعد تدهور الأحوال الجوية هناك
وبالتعاون مع الجيش الباكستاني، تم إرسال طائرة مروحية إلى القرى في شمال إقليم السند حاملة على متنها فريق المساعدات الطارئة بهيئة الإغاثة الإنسانية الذين قاموا بتوزيع المساعدات الإنسانية وسط صرخات الفرح وهتافات التحية من الشعب الباكستاني. و وصف السيد إسماعيل سونغور منسق الإغاثة بالهيئة ما حدث هناك قائلا
قلبت ظروف الحياة هنا رأسا على عقب، ولا تزال طرق بعض القرى مغلقة حتى الآن ولا يمكن الوصول إليها بأي شكل من الأشكال. واهل هذه المناطق في الشوارع والطرق في إنتظار الموت. لقد حاولنا في البداية دخول المنطقة بالسيارات والحافلات ولكن هذا كان مستحيلا ولذلك وبالتعاون مع الجيش الباكستاني، حصلنا على دعم من الطائرات المروحية وذهبنا إلى جميع المناطق التي يصعب الوصول إليها. عند حصول اهل المنطقة على حزم المساعدات التي حملناها من اجلهم، لم يعرفوا ماذا يقولوا وكيف يعبروا عن مشاعرهم بعد أيام طويلة من الجوع والعطش ومن بينهم رجل مسن اجهشه البكاء من الفرحة وهتف لنا بعد أن رأى كلمة تركيا على أكياس المساعدات قائلا : لم ينسانا احفاد العثمانيين
وفي إجاباته على أسئلة حول احتياجات المنطقة؛ اضاف السيد سونغور قائلا : \'\' لقد إنتهت الفيضانات بالنسبة للشعب الباكستاني ولكن للاسف من الصعب تضميد جراح ضحاياه. فمزارع قصب السكر والقطن التي هي مصدر رزق اهل المنطقة تحت مياه الامطار. ويكافح ضحايا الفيضانات للبقاء على قيد الحياة وسط فقر وحرمان من كل المواد اللازمة للمعيشة. وبالإضافة إلى ذلك، لا تزال المياه تغمر شوارع المدن وذلك بعس شبع التراب بالمياه فهناك برك في كل مكان. وبطبيعة الحال، تعيش في هذه البرك أنواع مختلفة من الذباب والكائنات المجهرية بشكل يهدد حياة الناس هناك. رأيت اليوم جنازة ثانية سببها البعوض او الذباب. لهذا، فكل اهل المنطقة تحت خطر كبير وخاصة المسنين منهم والاطفال. يحتاج الناس هناك إلى جميع الإحتياجات الاساسية ومستلزمات المساعدات الطارئة وعلى رأسها الطعام الساخن والمأوى والرعاية الصحية. كما وبدأت الوفيات الناجمة عن الجوع. ونحن نحاول جاهدين من اجل تقديم الدعم المعنوي ايضا لاهل المنطقة من متضرري الكارثة. الشعب الباكستاني في إنتظار المساعدات التي ستساهم في تضميد جراحهم