سار المتظاهرين من ميدان ساحة تقسيم مرورا بشارع الإستقلال وصولا إلى ثانوية غالاتا سراي، مرددين شعارات تدين إسرائيل و تدعم الفلسطنيين مثل : \'\' الحرية للقدس\'\'، \'\' القدس محتلة، لا تنسوا\'\' و \'\' اللعنة على إسرائيل\'\'، و قاموا أيضا بحرق العلم الإسرائيلي.
و تلى رئيس هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية بولنت يلدرم بيانا صحفيا باسم المنظمات غير الحكومية، و قال: \" الهجوم على قطاع غزة يمكن أن يكون سبب لاندلاع حرب إقليمية، ولكن الهجوم على الأقصى من شأنه أن يكون سبب حرب في العالم. لابد من حماية أمن و سلامة المسجد الأقصى، فهو ليس فقط ملكا للفلسطينيين لكن لجميع المسلمين . فالعديد من الفلسطينيين يضعون الشهادة نصب أعينهم من أجل حمايته و كسر حصار الشرطة الإسرائيلية عليه.\'\' و تابع : \'\' لقد هجم 20 ألف يهودي على المسجد الأقصى من باب المغرب للدخول إلى باحته، و لكن الشباب الفلسطيني الذي كان في الداخل منع هذا. و قد أصيب جرح في القدس أكثر من 60 فلسطيني.
و يتلقى مليون يهودي نداءات لمهاجمة الأقصى، فقد اتخذوا قرارا باحتلال جزء من المسجد الأقصى مع حلول نهاية عام 2009، ليحولوه إلى كنيس يهودي. لهذا ندعوا جميع الأتراك إلى دعم قضية الأقصى.\'\'
بدأ الهجوم على أماكن العبادة :
واصل يلدرم البيان قائلا : \" يمثل هذا الهجوم ، اعتداء على قداسة دور العبادة، و نتيجة لهذه التصرفات الغير المسؤولة من طرف إسرائيل، سحبت العديد من دول العالم سفراءها. تلك الأراضي أراضي تركية، و هذه الأعمال تمس تركيا، فهذه ليست قضية الفلسطينيين وحدهم، فالدفاع عن الأقصى مهمة لمليار و نصف من أصحاب الضمير، و المشاعر الإنسانية. فكما تدافع تركيا عن أراضيها، يجب أن تظهر نفس ردة الفعل هناك، و عليها اتستخدام كل أوراقها لرد الهجمات و منع تدمير الأقصى.
و مطلوب من منظمة المؤتمر الإسلامي أن تجتمع على الفور، و تتخذ قرارات مختلفة بما فيها قطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل من طرف كل دول العالم الإسلامي. و سوف تضطر إسرائيل إلى تغيير سياستها وفقا لردود الأفعال العالمية \". و بعد ختم الكلمة، انتهت المسيرة دون وقوع أية حوادث عنف.
ماذا يحدث في الأقصى؟
بدأ كل شيء صباح يوم الأحد 27 من أيلول، عندما اقتحم 100 مستوطن يهودي من المتطرفين باحة المسجد الأقصى، لتندلع على إثر ذلك مواجهات عنيفة بينهم و بين الفلسطينيين، الذين أصيب العديد منهم بجروح متفاوتة الخطورة.
و خلال هذه السنة في الفترة ما بين الثالث و التاسع من شهر أيلول، احتفل اليهود بعيد الغفران. و قبل بضعة أسابيع من بداية هذا الإحتفال، قامت نفس الجماعة المتطرفة بتوجيه نداء لمليون يهودي، في أيامهم المقدسة، خاصة في اليوم الخامس من أيلول، لشن غارة على المسجد الأقصى.
و تم توجيه نداء لمسلمي القدس بعدم ترك باحات المسجد الأقصى فارغة، و الإستعداد لهجمات محتملة من طرف المتطرفين اليهود طوال هذا الأسبوع. فلبى الدعوة تقريبا 700 مسلم، و استخدمت الشرطة الإسرائيلية القوة و العنف لإخراجهم، فأصيب خلال الإشتباكات 60 مسلما من القدس بجروح متفاوتة الخطورة.
و واصلت حافلات المستوطنيين حمل وفود اليهود بشكل مكثف إلى المسجد الأقصى، و خاصة إلى حائط المبكى. و يتوقع هجوم كبير من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة خلال هذا الأسبوع، لهذا يجب المداومة على حماية الأقصى.
و تهدف الحفريات الإسرائيلية تحت المسجد الأقصى إلى ضمان سير خطة اليهود لاحتلال باب المغرب
و حائط المبكى، كما أن الممارسات التعسفية ضد المسلمين عند دخول و الخروج من المسجد مازالت مستمرة، إلى جانب الإستيلاء على منازل مسلمي القدس، خاصة في حارتي سلفان و الشيخ جراح، و تحويل مقبرة الرحمة إلى منتزه، و كل هذه الممارسات جزء من سياسات صهيونية تسعى لبناء كنيس يهودي محل المسجد الأقصى.