فقد قام وفد هيئة الإغاثة الإنسانية المتواجد حاليا في السودان بزيارة كل من دار الشيخ عبد الله لتحفيظ القرآن الكريم في منطقة الكلاكلة ومدرسة الشيخ مختار الشرعية في منطقة شمال كردفان وتفقد أوضاعها وتلقوا معلومات من مسؤوليها وحول إحتياجاتها
كما وعاش فريقنا الذي قام بزيارة دورة الشيخ عبدالله لتعليم القرآن التي تحولت إلى خراب لحظات عاطفية للغاية لما رأوه من إصرار الراغبين في تعلم القرآن الكريم وحفظه في المكان الذي يقيمون فيه والذي يرثى له والمستلزمات البدائية التي يضطرون لإستخدامها هناك
وكان سؤال أحد مشاركينا في الوفد يلخص كل ما رأيناه هناك والذي تساءل قائلا: '' إذا كان هؤلاء الأطفال سيذهبون إلى الجنة فإلى أين نحن ذاهبون؟
وتقدم الشيخ عبدالله معلم الدار بمعلومات حول الدار وظروف المعيشية للأطفال هناك قائلا: '' يتناول الأطفال المقيمون هناك وجبة طعام واحدة يوميا. هو عبارة عن شئ يشبه طعام الدجاج نطحنه ونقوم بطبخه. لا يأكلون أي فاكهة او لحوم أو أي شئ آخر في الوقت الذي تلقى فيه اللحوم في الشوارع في العديد من الدول الإسلامية . وأقسم بالله أن ما يفعلونه هو الحرام
كما ويعاني الأطفال هناك من صعوبات تصل إلى حد العذاب في غرف حالتها الخراب في المنطقة التي تتجاوز فيه درجة الحرارة ليلا وكحد أدنى الثلاثين درجة . كما ويضطر بعض الأطفال إلى النوم على الأرض لقلة الأسرة والفرش
ويقيم بجانب الأطفال شخص أصبح نموذج للاطفال يبلغ من العمر 70 عاما اسمه حسن عبدالله قاسم والذي تنازل عن كل ما يملك وقدم لتعلم وحفظ القرآن الكريم
وأشار السيد سرهات أوراكجي منسق أعمال هيئة الإغاثة الإنسانية في أفريقيا إلى ما يمكن القيام به هناك قائلا: '' كبداية يجب إعطاء الأولوية لإرسال المصاحف الشريفة من القرآن الكريم ومعونات غذائية بالإضافة إلى دعم المقيمين في الدار بلحوم الأضاحي والنذر والعقيقة ومن ثم ينبغي القيام بأعمال تجديد لدار القرآن الكريم هذه وتلبية إحتياجاتها المعيشية وتجديد الفرش
وتشمل الدار طلابا ليس من السودان فقط بل من العديد من البلدان المجاورة القادمين من بلدانهم لتلقي تعليمهم من بينها الصومال وتشاد وأفريقيا الوسطى ودارفور وإثيوبيا في حين يرجع بعضهم إلى بلادهم لقلة إمكانيات الدار
وفي اليوم التالي، قامت فرق الهيئة بزيارة مدرسة الشيخ مختار الشرعية في منطقة شمال كردفان التي تعاني هي أيضا من نقص للعديد من الإحتياجات اللازمة لمواصلة تعليمها . و وعد وفد الهيئة المسؤولين هناك ببذل قصارى الجهد من أجل تقديم المساعدات اللازمة للمدرسة وتطويرها وتنميتها إلى الأفضل
وقد قامت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات حتى الآن بإنشاء وإصلاح وتأثيث العديد من دور الأيتام والمساجد والمدارس التعليمية والدينية ودور تحفيظ القرآن الكريم والعيادات الصحية وتسليمها لخدمة المحتاجين من أهل القارة الأفريقية. وستبدأ الهيئة بإذن الله أنشطتها من أجل إصلاح الدور التي لتعليم القرآن الكريم وفقا لإحتياجاتها