كما بدأت الاوبئة بالإنتشار في المنطقة
و بعد إزدياد الصعوبات في المنطقة سافرت فرقنا في البداية إلى كينيا لإجراء دراسات في المنطقة عبروا بعدها الحدود إلى الصومال. و قامت فرق الطوارئ التابعة لهيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية بزيارة المخيمات في العاصمة مقديشو و بدأت العمل بسرعة لتحديد ما يمكن القيام به على المدى القصير والبعيد . و افاد منسق الاعمال في كينيا و من ثم في الصومال السيد رجب غوزل ان ما يعيشه الناس هناك ما هو إلا بداية لمزيد من الكوارث الكبرى في المنطقة . و اضاف السيد غوزل بانه شارك في جهود الإغاثة في حالات الطوارئ في أنحاء كثيرة من العالم إلا انه لم يرى من قبل مثل هذه المأساة التي تواجه الإنسانية هناك .
اكثر مشهد مؤلم رأيته في حياتي كلها
و عبر السيد غوزل عن إنطباعاته بعد زيارته للمخيمات في مقديشو و مستشفيات النساء و الاطفال هناك قائلا : \'\' بعد اعمالنا و جهودنا في كينيا وصلنا إلى العاصمة الصومالية مقديشو حيث واصلنا أعمالنا هناك . أستطيع أن أقول أن ما يحدث هو نهاية للإنسانية . شاركت في جهود الإغاثة في حالات الطوارئ في أنحاء كثيرة من العالم إلا انني لم أرى من قبل مثل هذه المأساة التي تواجه الإنسانية هناك و لم ارى مشاهد مؤلمة اكثر من ذلك . لا يمكن لأي مساعدات وصولها للجنوب لأسباب أمنية لهذا يضطر الناس هناك إلى الهجرة الى العاصمة مقديشو سيرا على الاقدام لطريق يقرب من 500 كم متعبين و منهكين بسبب الجوع و الجفاف الذي يواجهونه.
شخص على الاقل يتوفى من كل عائلة
و افاد السيد غوزل ان الذين إضطروا لمغادرة منازلهم يعانون من مشاكل و مخاطرات كبيرة أثناء سيرهم مضيفا : \'\' يفقد الكثير من اللاجئين حياتهم اثناء سيرهم هذه المسافة و التي تبلغ 500 كيلومترا. يموت على طول الطريق على الأقل شخص واحد من كل عائلة . على النقيض من كينيا ، تتكون المخيمات هنا من مناطق صغيرة يعيش في كل منها 150/200 عائلة .
كم هو مؤلم إنتظار وفاة طفل
و اشار السيد رجب غوزل إلى انه و كما هو الحال دائما فإن الجوع و الجفاف و الحرارة المتزايدة تؤثر اكثر في الاطفال و يخبرنا عن ما رآه في مستشفى النساء و الاطفال هناك قائلا : \'\' يسقط من يستطيع الوصول إلى مقديشو منهكا من التعب و الجوع و يزداد وضعهم تدهورا لعدم تناولهم الغذاء الكافي . و النساء والأطفال لا يعودوا قادرون على المشي و حتى الوقوف على اقدامهم. و كم هو تشبيه مؤلم و لكنهم يشبهون بالفعل الهياكل العظمية . و في مستشفى قمنا بزيارتها رأينا طفلا لا يمكن رؤية وجهه بسبب الذباب عليه . كانوا يعالجونه بالمصل و لكنه لا يمكنه النظر الى مكان معين . لم اشعر في حياتي كلها بكل هذا العجز. فأنا أرى الطفل يموت ببطء أمام عيني وأنا لا أستطيع فعل أي شئ !!!
الاوبئة بدأت تنتشر في المنطقة
و صرح السيد غوزل بان الامراض المعدية و الاوبئة قد بدأت تنتشر بسرعة بالغة في المنطقة مضيفا : \'\' زادت هذه الازمة من صعوبة معيشة هؤلاء الناس الذين يعانون بالفعل من الفقر و الحروب الاهلية . المخيمات خاوية من كل الإحتياجات الاساسية . و الامراض ينتشر بسرعة . إنه وضع مؤلم جدا , فهؤلاء الناس في المخيمات ينتظرون الموت بالفعل . ففي مخيم قمنا بزيارته يعيش فيه 100 عائلة فقط, و خلال بضع ساعات فقط فقد 8 اطفال حياتهم . و لانعدام السلطة هناك, لا يوجد اي ارقام رسمية بهذا الشأن . لا احد يعرف كم شخص يعيش في المخيم او كم منهم توفى هناك , كل الارقام مجرد ارقام تقديرية غير مؤكدة.!!!
هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية توصل المساعدات إلى 45 الف إنسان.
و افاد السيد رجب غوزل إلى انهم كهيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية و كمرحلة أولى قد قاموا بتوزيع المواد الغذائية على 45 الف شخص مقيمين في المخيمات الصومالية , و ان ما لديهم يكفيهم طوال شهر رمضان المبارك , مشيرا إلى أن هيئة الإغاثة ستواصل العمل في المنطقة و بذل كل جهودها.
اضغط هنا للتبرع عبر الإنترنت.
اضغط هنا للحصول على أرقام الحسابات المصرفية.