نتيجة للمذابح المنتظمة التي قامت بها القوات الصربية في يوليو من عام 1995, إستشهد فيها 8372 بوشناق بوسني بينما تعرضت الآلاف من النساء والفتيات الصغار للإغتصاب كما وتم إبعاد اكثر من 20 الف بوسني من مدينة سريبرينيتسا خلال يوم واحد
في إطار التطورات التي حدثت في العالم بعد انتهاء حقبة الحرب الباردة التي تسببت في تفكك يوغوسلافية المتألفة من 6 جمهوريات فيدرالية إتحادية. البوسنة والهرسك هي واحدة من تلك الجمهوريات والتي اعلنت إستقلالها عن يوغسلافيا وبعد الاستفتاء الذي أجري في فبراير من عام 1992. ولكن لم يعترف الصرب بإستقلال البوسنة وبدأوا بحصارهم لمدينة سربرنيتسا لتبدأ الحرب التي إستمرت لحوالي 3 أعوام ونصف في البوسنة
وفي يوليو من عام 1995، إرتكب الصرب واحدة من أشنع الجرائم والمذابح التي شهدتها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. فنتيجة للمذابح المنتظمة التي قامت بها القوات الصربية في يوليو من عام 1995, إستشهد فيها 8372 بوشناق بوسني بينما تعرضت الآلاف من النساء والفتيات الصغار للإغتصاب كما وتم إبعاد اكثر من 20 الف بوسني من مدينة سريبرينيتسا خلال يوم واحد وعلى مرأى ومسمع من العالم كله. وكان ذلك نتيجة لخطة تطهير عرقي على نطاق واسع بشكل منهجي قامت القوات الصربية الهمجية بإرتكابه من عام 1992 حتى عام 1995 من اجل إحتلال البوسنة والهرسك والتخلص من المسلمين هناك
مذبحة سربرنيتسا
في 11 يوليو 1995, قتل الآلاف من البوسنيين من قبل الصرب في بلدة سريبرينيتسا التي كانت الأمم المتحدة قد أعلنت منطقة آمنة تحت حماية 400 من الجنود الهولنديين . و كأن الأمم المتحدة قد سمحت للمجزرة التي حدثت امام عيون الجميع. وقد كانت قوات الامم المتحدة لحفظ السلام قد وضعت ما يقرب من 25000 بوسني في مصنع بطاريات في بلدة على بعد بضعة كيلومترات من سربرنيتسا. وفي 11 من يوليو 1995 سلمت قوات حفظ السلام الهولندية في الامم المتحدة المصنع بما فيه للقوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش الذي اطلق عليه فيما بعد إسم الجزار الصربي الذي قم فورا بفصل النساء في جانب وكل الرجال الذين تزيد أعمارهم على 12 في جانب آخر قاموا بإغتصاب حقير للنساء ونقلوا الالاف من الرجال بالشاحنات والحافلات إلى مصير مجهول وموت محتم
وفي محاولة للهروب من مجزرة سريبرينيتشا إلى توزلا،تعرض حوالي 12 الف بوسني لإطلاق النيران على يد القناصين الصربيين وكأنهم صيد في كمائن نصبوها لهم في الطرق الجبلية التي إتخذوها للهرب ولم يتمكن إلا 3 آلاف منهم إلى مدينة توزلا. حيث قتل أكثر من 10.000 شخص في غضون 10 أيام في الطريق الطويل من سربرينيتسا الى توزلا. وإعتبرت هذه المجازر أول وثيقة قانونية تثبت عمليات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في اوروبا
إستمرت الحرب في البوسنة والهرسك لمدة ثلاث سنوات ونصف السنة قتل فيها حوالي 312 الف شخص واضطر 2 مليون شخص على مغادرة منازلهم بينما إعتبر 27734 شخص في عداد المفقودين حسب السجلات الرسمية. ونتيجة للبحوثات التي قام بها معهد البحث عن المقابر الجماعية خلال 17 عاما، تم الوصول إلى حوالي 20 الف جثة تم تحديد هوية 18 الف منهم على الرغم من صعوبة تحديد هويتهم لان معظمهم إما ان قطعت أطرافه او تم حرقه وإلقاءه في مقابر جماعية
ويتم في 11 يوليو من كل عام دفن عظام الضحايا الذين يتم تحديد هوياتهم. وسيتم هذا العام دفن 520 اخرين في ذكرى الشهداء السنوية في مراسم سيحضرها اصحاب المين من مختلف أنحاء العالم