وقد أُقيم المؤتمر الصحفي في “تكية أيوب سلطان بحارية المولوية”، بمشاركة كل من رئيس منصة دعم فلسطين محمد غوناي، ورئيس وقف نشر العلم بلال أردوغان، ورئيس هيئة الإغاثة الإنسانية في إسطنبول محمد كسمين، إضافة إلى عدد من الشخصيات الأخرى. وبعد كلمة الافتتاح التي ألقاها محمد غوناي، قرأ صالح إنجه البيان الصحفي باسم تنسيق منصة دعم فلسطين.
وفي كلمته الافتتاحية، قال محمد غوناي:
“الاحتلال القائم على الإرهاب، الذي بدأ عام 1948، لا يزال مستمراً بارتكاب المجازر حتى اليوم. لقد دفع إخوتنا الفلسطينيون ثمناً باهظاً للغاية. ووفقاً للأرقام الرسمية، هناك أكثر من 60 ألف شهيد، وأكثر من 100 ألف جريح، وأكثر من 15 ألف أسير، وكل هذا ظلمٌ كبير يُمارَس ضد غزة التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة. انتهاكات حقوق الإنسان هناك، واستخدام الغذاء والدواء كسلاح، والدوس على كرامة الإنسان، أمور تؤلمنا نحن شركاء منصة دعم فلسطين.”
“يريدون محو فلسطين من الخريطة”
وجاء في البيان الذي تلا كلمة الافتتاح، أن هناك محاولات منهجية للقضاء على فلسطين، حيث قيل:
“قبل السابع من أكتوبر، كان الشعب الفلسطيني يعيش يومياً تحت وطأة الاحتلال. كانت الاقتحامات للمسجد الأقصى تزداد يوماً بعد يوم، وكان يتم إخلاء المنازل بالقوة، وتُصادَر الأراضي، ويتعرض الأسرى الفلسطينيون لتعذيب منهجي، في حين أن صمت العالم تجاه هذا الظلم أصبح أمراً طبيعياً. وتمكن نتنياهو من رفع علم يُظهِر فلسطين وقد مُسِحت بالكامل من الخريطة أمام منصة الأمم المتحدة، ولم يكن ذلك مجرد رمز، بل كان دليلاً واضحاً على نية الاحتلال. فالاحتلال يريد أن يمحو فلسطين من الوجود.”
“ندعو شعبنا للمشاركة في المسيرة”
وجاء في البيان أيضاً دعوة للمشاركة في المسيرة التي ستُنظم في 9 أغسطس:
“منذ السابع من أكتوبر، لم تستهدف إسرائيل الأهداف العسكرية فقط، بل قصفت المستشفيات، والمدارس، ودور العبادة، وسيارات الإسعاف، وقوافل المساعدات، وحتى حدائق الأطفال. أصبحت النساء، والأطفال، وكبار السن، والمدنيون الأبرياء أهدافاً في رقعة شطرنج تُحدَد فيها الحياة والموت. ومن وحي هذه المقاومة المشروعة، ندعو شعبنا إلى المشاركة في المسيرة الكبرى. لنحمل شعلة الأمل إلى غزة، ولنخترق ظلام هذا الظلم، ولنمضِ قدماً لا بصمتٍ، بل بوقارٍ وكرامة. سنجتمع في ميدان بايزيد بعد صلاة العشاء يوم السبت 9 أغسطس، ونتوجه من هناك سيراً إلى جامع آيا صوفيا حاملين المشاعل. فهذه المسيرة ليست مجرد حركة رمزية، بل هي رسالة أمل وكرامة وتضامن نريد إيصالها إلى غزة.”
“ساهموا في إيصال صدى هذه المسيرة”
كما توجّه البيان بخطاب إلى وسائل الإعلام قائلاً: “وجودكم هنا اليوم لا يُعد مجرد مهمة مهنية، بل هو مسؤولية أخلاقية وإنسانية أيضاً. فقد استُهدِف العشرات من الصحفيين في غزة واستُشهِدوا، فقط لأنهم حملوا الكاميرا، أو كتبوا خبراً، أو حاولوا نقل الحقيقة. ولهذا، نحن لا نطلب منكم فقط أن تنشروا خبراً، بل أن تكونوا صوتاً لهذه الصرخة الصامتة. خلال المسيرة، نرجو منكم مشاركة الصور، والأصوات، والمشاهد. انشروا صدى هذه المسيرة والمقاومة من خلال مؤسساتكم، ومن خلال وسائل الإعلام الوطنية والدولية، ومنصات التواصل الاجتماعي.”
وقد اختُتم المؤتمر الصحفي بعد قراءة البيان. ومن المخطط أن تبدأ المسيرة يوم السبت 9 أغسطس بعد صلاة العشاء من ميدان بايزيد، وتنتهي أمام جامع آيا صوفيا