السفن المنطلقة، التي تشارك فيها هيئة الإغاثة الإنسانية ومؤسسة مافي مرمرة التركية ضمن ائتلاف أسطول الحرية الدولي، توجهت لكسر حصار إسرائيل على غزة وتوصيل المساعدات الإنسانية. عُقد بيان صحفي بمقر IHH المركزي بشأن الأسطول. وفي كلمته أكد رئيس IHH المحامي بولنت يلدرم أن ما يحدث في غزة هو «إبادة جماعية»، وقال: «هذه الإبادة ترتكبها أمريكا. وتستخدم إسرائيل كمنفّذ. العالم يُدار من قِبَل المافيا. رئيس هذه المافيا يجلس في أمريكا. أمريكا هي مركز الصهيونية العالمية. على شعب أمريكا أن يتحرر من الصهاينة في أمريكا ليصبح حراً. شعوب العالم انطلقت للتنديد بهذه الإبادة. تُجرى تظاهرات في كل مكان على سطح الأرض. خلال الأيام القليلة القادمة سيُقام مسيرة كبيرة في روما، وسنشارك فيها. أُعلن من هنا أننا سننظم يوم الأحد 5 أكتوبر حركة كبيرة من آيا صوفيا إلى إمينونو. وستجري مسيرات أيضاً في أنقرة وفي كل أنحاء تركيا. سنقيم مواجِد في الساحات، وسنحرّك كل تركيا».
«إصرار صمود حرّك العالم»
أوضح يلدرم أن هدف السفن ليس إيصال المساعدات فقط بل كسر الحصار أيضاً: «أسطول صمود قام بحركة رائعة ووصل إلى تلك المياه. هذا الإصرار حرك العالم بأسره. هل كان هذا عملاً يُترك لمنظمات المجتمع المدني؟ هذا عمل على عاتق الدول. ألا كان من المفترض أن تساعد الدول كل دولة حُرم منها الحق والحرية؟ «نعترف بدولة فلسطين» — ماذا تعنون بالاعتراف؟ فهي دولة معروفة بالفعل. أي تحرّك قامت به الدول التي اعترفت من قبل حتى ننتظر شيئاً من الذين اعترفوا حديثاً؟ أعتقد أن هذه النفاق غير مقبولة. هذا الاعتراف جاء نتيجة رد فعل الشعوب. هذا نصر الشعوب. وهذا النصر يكبر خطوة بخطوة والآن خرج إلى البحر».
«إذا هاجمت إسرائيل السفن ستهب شعوب العالم إلى الشوارع»
وأضاف يلدرم: «هذه السفن سفن إنسانية. بعد أسطول الصمود أطلق أسطول الحرية الآن 11 سفينة. هذه السفن ستأتي الواحدة تلو الأخرى. بعد الصمود سيأتي أسطول الحرية، وبعده سيأتي موجة ثالثة. أدعو كل العالم أن يتحرك لإطلاق السفن. عندما تُطلقون سفناً، دولكم مُطالَبة بحمايتها. الدول التي لا تفعل ذلك ستغيّر حكوماتها. لا أحد يستطيع إيقاف هذا الحراك الشعبي. بدءاً من سفينة الضمير، ستنضم 11 سفينة من أسطول الحرية إلى أسطول صمود وستضغط على أبواب غزة. إذا هاجمت إسرائيل فسنخرج بشعوب العالم في تظاهرات إلى الشوارع. وسنحتشد خصوصاً أمام سفارات وقنصليات أمريكا، لأننا نعلم أن المسبب الأساسي لهذا الأمر هو أمريكا. أقول لكل اليهود في العالم: عليكم أن تحموا أنفسكم من نتنياهو. على اليهود أن يحققوا الثورة في إسرائيل بأسرع وقت ممكن».
«أكثر من 40 دولة مشاركة في أسطول الحرية»
قال يلدرم: «على إسرائيل أن تتوقف عن العبث مع الأساطيل وتجنّب وضعها في موقف أسوأ، وأن ترفع الحصار وتعلن وقف إطلاق النار فوراً وتفتح ممرات المساعدات. في أسطول الحرية هناك أشخاص من أكثر من 40 دولة، وكذلك في الصمود. وفي سفينة الضمير وحدها هناك مشاركون من 25 دولة. ويوجد على متن السفن أطباء وصحفيون. والمساعدات المرسلة هي، بناءً على نداء غزة، مواد طبية».
«استُعدت سفن من شتى أنحاء العالم»
بعد يلدرم تحدث رئيس جمعية مافي مرمرة وممثل ائتلاف أسطول الحرية في تركيا إسماعيل سونغور وأعطى معلومات عن الأسطول. قال سونغور: «أصدقاؤنا في أسطول الصمود، وبعد أشهر من العمل المكثف، جهّزوا سفناً من شتى أنحاء العالم. قدمنا لهم دعماً فنياً ولوجستياً في كثير من المجالات خلال هذه العملية. وفي الوقت نفسه عملنا أيضاً على تجهيز سفننا الخاصة بأسطول الحرية. كما تعلمون، تعرضت سفينة الضمير لهجوم إسرائيلي في مياه مالطا وأصبحت غير صالحة للاستعمال. خضعت لعمليات إصلاح طويلة في أحواض السفن لعدة أشهر. سُحبت أعلامنا مرات عديدة، وأُلغيّت وثائق التأمين وشهادات صلاحية السفن. وظلّوا يعرقلوننا ببنود إجرائية بحرية سخيفة. لكن كان لدينا يقين: مهما حدث ستنطلق هذه السفن وهذه السفن ستكون سبباً في كسر الحصار، ووصول المساعدات، وستكون أعظم عائق أمام هذا الظلم في المنطقة».
«يجب دعم الأسطول»
قال سونغور إنّه بعد انطلاق أسطول الصمود، اجتمع ترامب ونتنياهو وتحدثا عن السلام، وأضاف: «يجب أن يُعرف هذا جيداً: بينما تجري إبادة ضخمة في غزة، جميع الموانئ والسفن ومنظمات المجتمع المدني في العالم هي مسؤولة عن ذلك. من تركيا، التي أقرب الموانئ إلى غزة، يجب أن تنطلق آلاف السفن — ألف، ألف وخمسمائة، ألفان من السفن. نحن من البلدان التي تملك أكبر عدد من السفن واليخوت والقوارب الشراعية في هذه المنطقة. ونحن ننتظر سفناً قادمة من إسبانيا قادمة من 2000 ميل. لذلك خصوصاً على مجتمعنا المدني واليخوت والبحّارة وكل من له علاقة بالبحر أن يجهزوا سفنهم ويدعموا هذا الأسطول».
«هناك إبادة وحصار ويجب كسر ذلك»
وقال سونغور إن ظلم إسرائيل وصل جغرافياً واستراتيجياً إلى حدود تركيا، لذلك يجب أن تشارك كل منظمات المجتمع المدني في البلاد في هذه العملية. وأضاف: «إن شاء الله ستخرج سفن أكبر من دول مختلفة. لأننا نؤمن أنّه في عام 2010 فتحنا ثغرة في السور بسفينة مافي مرمرة. الآن إن شاء الله تلك الثغرة ستتسع وسيفتح باب الحصار. ومن دون الانجرار وراء سياسات رخيصة مرتبطة بالقضايا السياسية المعاصرة يجب أن نرى الحقيقة الظاهرة: هناك إبادة جماعية، هناك حصار، ويجب كسره. ومادام هذا الغضب المشروع لا يتجاوز الحدود فإن هذا الحصار لن ينكسر».
انتهى الاجتماع بعد الكلمات التي ألقيت.
