جاءت المسيرة احتجاجًا على المجازر والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد غزة، حيث انطلقت بعد صلاة العشاء من أمام جامع بايزيد باتجاه آياصوفيا الكبير، بمشاركة مئات الآلاف.
وأُقيمت الفعالية تحت إشراف “منصة دعم فلسطين” التي تضم منظمات عدة من بينها: هيئة الإغاثة الإنسانية IHH، منصة منظمات الشباب التركية TGSP، وقف شباب تركيا TÜGVA، وقف نشر العلم، وحركة الإنسان والحضارة، إضافة إلى العديد من المؤسسات الأخرى. ورفع المشاركون الأعلام الفلسطينية والتركية، وهتفوا ضد جرائم الاحتلال، وأرسلوا رسائل دعم لفلسطين. ومع مرور المسيرة، انضم عدد كبير من المواطنين على طول الطريق، مما زاد حجم الحشود باستمرار.
“التاريخ البشري لم يشهد ظلمًا كهذا الذي وقع على غزة”
عند الوصول إلى ساحة آياصوفيا، بدأ البرنامج بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى رئيس حركة الإنسان والحضارة، محمد غوناي، كلمة قال فيها:
“منذ 7 أكتوبر 2023، لم ولن ننسَ أن أمريكا موّلت 85% من هذه الحرب. لقد شهد التاريخ البشري ظلمًا لم يرَ مثله من قبل في غزة وفلسطين. حتى الآن، لدينا 62 ألف شهيد معروف، و15 ألف أسير حُرموا من حريتهم، وأكثر من 150 ألف جريح بانتظار العلاج. لن ننسى ولن نغفر للعصابات الصهيونية التي فعلت هذا بأهالي غزة البالغ عددهم 2 مليون و200 ألف نسمة. وسيكون هناك حساب إن شاء الله.”
“إسرائيل ليست عدوة الفلسطينيين فقط، بل عدوة البشرية كلها”
وأضاف غوناي: “المقاومة في غزة أصبحت قدوة للمسلمين، وكشفت الوجه القذر للصهيونية أمام العالم. نرى أن النضال في فلسطين أصبح حركة عالمية للحرية. وبأفكارهم المنحرفة، يهددون ليس فقط فلسطين بل جزءًا من أوطاننا. الصهيونية فيروس يهدد البشرية جمعاء، وليست مشكلة الفلسطينيين وحدهم. ونحن إذ ندعم غزة، سنضاعف جهودنا بإذن الله. وكل نشاط لدعم فلسطين يكمل الآخر ولا ينافسه، فلتكن فلسطين قيمة توحدنا لا تفرقنا.”
“الأرض التي رُويت بدماء الشهداء لا تُباع بالمال”
وتابع غوناي مشيرًا إلى خطط ترامب السابقة لضم غزة وتحويلها لمنطقة سياحية: “جرّبوا بعض الأمور ثم صمتوا في النهاية. والآن يقول كلبهم الصغير في تل أبيب إنه سيضم غزة! هيهات! لم نشتَرِها من مكتب عقارات. لقد قدّمنا أرواحنا ودماءنا من أجلها. كما قال السلطان عبد الحميد: الأرض التي رُويت بدماء الشهداء لا تُباع بالمال. سنحافظ على فلسطين التي كانت ولاية عثمانية مدة 400 سنة، وسنكون جزءًا من معركتها.” بعد كلمة غوناي، ألقت الفتاة الفلسطينية لايا قصيدة “المسجد الأقصى” للشاعر محمد عاكف إينان، ثم اختُتمت الفعالية بدعاء ألقاه رئيس الشؤون الدينية البروفيسور علي أرباش