هيئة الإغاثة الإنسانية IHH
0
تبرّع
تابعنا
AR
TRY
أغلق
  • من نحن
  • مالذي نفعله
  • كيف تساهم
  • تسجيل الدخول
في الطريق إلى الخير : أمريكا اللاتينية
رمضان 13.02.2013

 

مراد يلماظ
 
خرجنا و معنا ما جمعناه من حسنات و خيرات في طريقنا إلى امريكا اللاتينية .. لنضيف إلى الرحلات التي سبقتنا رحلة جميلة للخير هناك .. سنكون الرجل المثالي في واحدة من ملايين نظرات عيون طفل في أمريكا اللاتينية ... قدمنا لنوصل نفس الرسالة التي حملها المرحوم عبد الرحمن افندي البغدادي إلى نفس المكان قبل قرن و نصف القرن من الزمان .
 
يحكي الجيولوجيون ان امريكا اللاتينية ما هي إلا قطعة كبيرة من افريقيا تغير مكانها مع الزمن لتصل الان إلى مكانها الحالي . لا أعرف مدى دقة هذه المقولة , و لكنني اعتقد ان القارتين لديهما نفس المصير و كانهما توأم طالما واجه كل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية سحابة الاستعمار الغربي السوداء و يعانى كل من شعب القارتين نفس المعاناة حيث يلتقي مصير العبيد من الافارقة الذين كبلت اياديهم و ارجلهم بالسلاسل بمصير سكان امريكا اللاتينية الاصليين في نقطة واحدة . ففي نفس الوقت تقريبا مع افريقيا , سقطت امريكا اللاتينية في ايادي المستعمرين الغرب و تجار البشر و خاصة بعد مقتل اخر ملوك المملكة الانكا  في منتصف القرن السادس عشر . و لم يستغل المستعمرون البرتغاليون والإسبان خيرات و املاك سكان القارة فقط , و لكنهم سحقوا كل خيرات القارة و تقاليدها و خبراتها و معتقداتها و ثرواتها من فنزويلا إلى الأرجنتين حتى اول ثورة للعبيد في منتصف القرن التاسع عشر .  في وقت لاحق و بحلول اواخر القرن التاسع عشر ورثت انجلترا هذا الميراث الدموي و من بعدها الولايات المتحدة الامريكية . و كتعبير عن الاحتلال الدموي الذي دام في المنطقة ترتفع اقدم كنيسة كاتوليكية في امريكا اللاتينية فوق اجساد الملايين من الهنود الحمر و فوق انقاض معبد ملك الانكا في كويتا عاصمة الاكوادور .
 
مررنا في رحلتنا ب\'\'ليما\'\' آخر نقطة تغرب فيها الشمس و امامنا المحيط الهادي . يخرج السكان المحليون و اهل المستيزو الاخرين في اول اضواء الفجر في طريقهم إلى أعمالهم . و نحن هنا مع السيد حسين عوض رئيس الاتحاد الاسلامي و أول سكان المنطقة من المسلمين \'\' التوركو \'\' نراجع برنامجنا في شهر رمضان المبارك في جو هادئ يغذي نفوسنا , فهذا هو سبب مجيئنا من بعد الاف الكيلومترات . نسأل السيد حسين عوض عن وضع المسلمين هناك .. فيحكي لنا .. وصل الاسلام لاول مرة إلى أمريكا اللاتينية في فترة الأندلس . و مع نهاية القرن السادس عشر بدأ الاستعمار إحضار العبيد المسلمين إلى امريكا اللاتينية مع بداية تجارة العبيد هناك حيث وصل عدد العبيد في نهاية القرن التاسع عشر اكثر من 5 مليون عبد في البرازيل لوحدها . و إبان الحرب العالمية الاولى , شكل الهاربون من الفوضى في منطقة الشرق الأوسط و خاصة بعد عملية احتلال فلسطين و الذين يحملون الهوية العثمانية الموجة الثالثة من التواجد الاسلامي في القارة و الذين اطلق عليهم إسم \'\' التركو \'\' لهذا السبب مما زاد عدد المسلمين هناك بشكل سريع و كبير . و لكن للاسف و نتيجة للضغوطات و الإضطهادات التي واجهها هؤلاء المسلمين , إضطر اغلبيتهم إلى تغيير دينيهم .  و يمثل التركو تواجد كبير ليس فقط في الاكوادور و بيرو و لكن في كل انحاء القارة من كولومبيا إلى الارجنتين .
 
و تعترف حكومة بيرو الان بالاتحاد الاسلامي هناك . و يعيش المسلمون بشكل كثيف في العاصمة بيرو و مدن اراكيبا و تاكنا . و يوجد في بيرو ثلاثة مساجد . و تاتي كل يوم اخبار جديدة عن دخول الكثير من السكان الاصليين في الاسلام و إختيارهم لدين الحق . و من بين هؤلاء الإخوة , قابلنا كل من غوليانا راميريز و لويس فرناندو الذين اختاروا الإسلام قبل أربعة أعوام و العاملين في مركز الاتحاد الاسلامي هناك في مساهمة في إعلان دين الحق لكل اهل المنطقة و حتى في السجون و كل ما يحتاجونه ليس إلا ان يعرفوا ان هناك من يقف بجانبهم و يساندهم في هذه الاعمال النبيلة . و يؤكد جوليانا على ضرورة إهتمام و دعم الامم الاسلامية لهم و بخاصة عدم وجود مقبرة اسلامية للجالية المسلمة التي يبلغ عددها اكثر من 5000 مسلم .
 
 الحقيقة ان الاسلام ينتشر بسرعة كبيرة جدا في امريكا اللاتينية , حيث يزود الاسلام تلك الشعوب صاحبة الروح الثورية ضد الاضطهاد بما يحتويه الدين الحق من حقوق و عدالة إجتماعية , و ربما لهذا السبب يختلط فرانسيسكو سوكويلو بين صفوف المصلين صلاة المغرب على الرغم انه ليس بمسلم .. و ربما السبب في لبس ريكاردو سترة هيئة الاغاثة الانسانية و يحمل حزمات المعونات الغذائية المحضرة من اجل الفقراء هناك و توزيعها , و هو الذي جاء ليتعرف بالدين الاسلامي الذي إهتدت إليه اخته من قبل .. و لهذا تزدحم الصفوف في صلاة التراويح .. فقد وصل عدد المساجد والجوامع في البرازيل 110 , و الذي كان قبل اربعة سنين 80 مسجدا .. و تعمل الرابطة الاسلامية في شيلي بشكل فعال منذ عام 1926 .. بينما يفتتح  المركز الثقافي الإسلامي في كولومبيا فرعا جديدا ثالثا له .. يعيش في البرازيل حوالي 2 مليون مسلم , و يبلغ هذا الرقم اكثر من مليون واحد في الارجنتين و 700000 مسلم في فنزويلا . و يفيد مسؤولون من الرابطة الاسلامية في البرازيل انه  لا  يمكن أن يتنبأ أحد بسرعة انتشار الإسلام في المكسيك .. و خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر , اصبح الاسلام امل كبير لاهل المنطقة الذين كانت هذه الاحداث وسيلة لهم لجمع معلومات عن الدين الاسلامي .. و تفيد الارقام الرسمية في الاكوادور ان اكثر من 8000 شخص قد تخلوا عن العقيدة الكاثوليكية يوميا .. هذا يعني ان كل شئ في حاجة إلى رياح بسيطة تجاه الاسلام , حيث يريد اهل امريكا اللاتينية التخلص من الثياب الغربية الاستعمارية .
 
و في الوقت الذي نواصل فيه أعمال هيئة الاغاثة الانسانية و حقوق الانسان و الحريات من برامج الإفطار و توزيع المعونات الغذائية في بيرو , قمنا بزيارة مفاجئة لعائلة الاخت زينب تيريسا التي تعيش في تركيا كمسلمة , و كان إختيارها للإسلام بركة و رحمة لاسرتها ايضا .. حيث اسلمت اختها انا ماريا و من ثم اختارت امها التي تبلغ من العمر 72 سنة طريق الهداية و نور الإيمان .. و قمنا مع اختنا زينب بزيارة قبر والدتها التي توفت العام الماضي كمسلمة ثم قامت اختنا زينب بتلاوة سورة ياسين من القرآن الكريم وسط دموع اختها انا ماريا و تمنياتها لمستقبل افضل لبيرو ..
 
و في طريقنا من بيرو إلى الإكوادور , اتيحت لنا الفرصة لرؤية سلسلة جبال الانديز التي رافقتنا خلال رحلتنا لفترة طويلة و التي تمتد لمسافة 7000 كيلومترا من الشمال إلى الجنوب لتمثل مأوى لشعب امريكا اللاتينية العاطفي .. و تعتبر العاصمة الاكوادورية كويتا واحدة من أهم المراكز التي تحمل فيه هيئة الاغاثة الانسانية و حقوق الانسان و الحريات بهجة و بركة شهر رمضان المبارك إليها . و يبلغ عدد سكان الاكوادور حوالي 14 مليون نسمة اغلبيتهم من المستيزو . و تم تأسيس الإتحاد الاسلامي هناك عام 1994 من قبل 4 اخوات من إندونيسيا و 5 إخوان من الاكوادور .. و يعيش في الاكوادور حوالي 3000 مسلم اغلبيتهم في كيتو و غواياكيل و كوينكا و يزداد عددهم بسرعة و خصوصا منذ اواخر الثمانينات في ظل إهتمام كبير بالاسلام من اهل المنطقة التي يوجد فيها ثلاثة مساجد و العديد من اماكن الصلاة الصغيرة و تأتي كل يوم اخبار جديدة لاشخاص هداهم الله تعالى للإيمان .
 
و يصف المسلمين هناك و على رأسهم السيد يحيى جوان سوكويلا رئيس الرابطة الاسلامية في الإكوادور زيارة فريق هيئة الإغاثة الانسانية للاكوادور بمثابة مفاجأة لهم . فمجرد تواجد هيئة الإغاثة الانسانية في المنطقة التي يمر خط الاستواء فيها و التي تسمى بنقطة الصفر يكفي لدرجة كبيرة إسعاد المسلمين هناك للقائهم بإخوتهم المسلمين القادمين من بعيد. و يقابل فريقنا السيد يحيى جوان سوكويلا رئيس الرابطة الاسلامية في الإكوادور ,الجنرال السابق في الجيش الإكادوري و الذي إختار إسم يحيى بعد دخوله في الإسلام قائلا : \'\' انتم اول الاتراك الذين جاءوا إلى هنا من اجل هدف في تاريخ الإكوادور \'\'.
 
و بدأ فريق هيئة الاغاثة الإنسانية أعماله بمناسبة شهر رمضان بالإهتمام بالايتام و ذلك لضيق الوقت . حيث قامت فرقنا بتوزيع الملابس و والحقائب المدرسية والقرطاسية و الساعات و هدايا أخرى حضرت خصيصا وجلبت من الأناضول من اجل الأطفال الايتام الذين تتكفل الهيئة برعايتهم لأكثر من عامين . و ابدى الايتام الذين شاركوا في برامج الإفطار ايضا فرحتهم بهذا اليوم الذي لم يعيشوا مثله من قبل . و قبل هذا البرنامج تكفلت هيئة الإغاثة الإنسانية رعاية 5 ايتام آخرين.
 
في الواقع هناك الكثير يمكن الحديث عنه في رحلتنا لامريكا اللاتينية , مثل التماسيح و الثعابين العملاقة , و منطقة الأمازون الغنية بحقول النفط , و الموز الفاكهة المعجزة التي يصنعون منها اكثر من 70 نوع من الاكل , و دعوة إفطار السفير المصري السيد هشام مرزوق احد معجبين و محبين تركيا هناك , و فابيانا صديقة إبنتي التي تبادلت معها الهدايا من الحلوى والشوكولاته , و نشطاء حقوق الإنسان في بيرو الذين يتابعون سفينة مافي مرمرة , و موسيقيون الاكوادور و شعب أمريكا اللاتينية الذين يرسلون تحياتهم الحارة من مركز الارض لتركيا و شعبها الكريم