عثمان أتالاي
يعيش المسلمون في بولونيا في مناطق عديدة مثل : بوهونيكي، كروسزينياني، بياليستوك، فارشوفا، غدانسك و غورزوف ويلكوبولسكي.
و يحاولون الحفاظ على دينهم و ثقافتهم عبر إنشاء العديد من المؤسسات مثل : رابطة الدين الإسلامي، رابطة المسلمين البولونيين، جماعات للثقافة و الدعوة الإسلامية، المركز الإسلامي و مثلها من المؤسسات الأخرى.
التتار كمثال لمسلمي البلاد
هاجر المسلمون التتار خلال القرن 14 من لتوانيا إلى بولونيا، و حاولوا المحافظة على دينيهم و ثقافتهم الإسلامية. و من منطقة بياليستوك القريبة من لتوانيا، انطلقوا إلى باقي المناطق للعيش فيها.
و خلال أول برنامج عيد لنا في بولونيا، غمرت فرحة كبيرة المسلمين التتار، لمشاركتنا هذا العيد معهم، و عبروا عن رغبتهم في مشاركة المسلمين ليس فقط هذا العيد في بولونيا بل العديد من الأنشطة المتواصلة.
و يحاولون تربية الجيل الجديد على القيم الإسلامية و ثقافتهم، بعد أن بدأوا يبتعدون عنها بسبب علاقتهم الضعيفة مع باقي المسلمين في أنحاء العالم و طبيعة البلاد التي تسكنها أغلبية مسيحية.
العيد
عند استيقاظنا صباح العيد، توجهنا إلى مركز الرابطة الإسلامية في بياليستوك لأداء الصلاة، في المسجد الذي يقع في الطابق الأرضي للمبنى.
بدأ الأطفال و النساء بالقدوم إلى المسجد في ساعات الصباح الباكرة، حاملين أكياسا في أيديهم، مملوءة بالسكاكر، الحلويات و الأطعمة التي حضروها في بيوتهم لتقديمها لبعضهم البعض.
استمعنا لخطبة الإمام، بعدها أقمنا الصلاة، و بدأ العيد، الذي يشكل فرصة ليجتمع مسلموا البلاد مع بعضهم البعض، حيث أن ظروف البلاد أحيانا لا تسمح لهم بالإجتماع كثيرا.
ليت الشباب أيضا كان هنا
بالرغم من اللقاء الجميل بين مسلمي بولونيا، خلال العيد و الذي كنا شاهدين عليه، لكن غياب فئة الشباب، أحزننا، و قد أكد المفتي توماسز ميسكيشس، أن هذا الوضع أكثر ما يحزن العديد من العائلات، التي عتاني من ابتعاد شبابها عن اللغة و الدين و الثقافة المسلمة التتارية.
زيارة القبور
قمنا مع المفتي بزيارة المقبرة في قرية بوهونيكي، و المقبرة نظيفة و يعتنى بها، مزينة بالورود و الأزهار.
و أحجار المقابر على الطرز العثماني مع البسملة مكتوبة بخط خاص، و قراءة القرآن خلال الأعياد هي من إحدى عادات العيد في المنطقة.
توزيع لحوم أضاحي العيد
ذبحنا 10 رؤوس مواشي كبيرة في منطقة تيكوجين، ووزعنا اللحوم على مناطق المسلمين و المؤسسات الخاصة بهم. إضافة إلى توزيع لحوم الأضاحي على اللاجئين الشيشانيين في المخيمات البولونية، الذين علمنا أن الأمم المتحدة توفر لهم احتياجاتهم، لكنهم فرحوا أكثر بالمساعدات التي تلقوها من المسلمين التتار و منا.
مشاكل مسلمي البلاد
أهم المشاكل التي يعاني منها مسلمو بولونيا، هي العيش متناثرين في أرجاء البلاد، عدم وجود شبكة اتصال قوية فيما بينهم و علاقتهم الضعيفة مع باقي المسلمين خارج بولونيا.
كما لفت انتباهنا النقص الموجود في إنشاء إذاعات، صحف أو مجلات خاصة بهم، و مع أن المركز الإسلامي موجود في بولونيا، لكن المساعدات المقدمة له ليكون أكثر فعالية ليست كافية.
بولونيا دولة يتمتع فيها المسلمون بالحرية و الراحة، و مع الإنتعاش الإقتصادي الذي عرفته خلال عام 2004، فالمسلمون أيضا استفادوا منه.
لكن ما ينقصهم هو مؤسسات خاصة بهم لمحاولة تعليم عاداتهم و تقاليدهم و دينهم للأجيال القادمة.
وداع مؤقت
ودعنا إخواننا التتار المسلمين في بولونيا على أمل اللقاء بهم قريبا على موائد الإفطار الرمضانية التي سنعدها هناك بإذن الله.