ترك هذه الدنيا الفانية وارتقت روحه إلى بارئها في معركة العز والكرامة التي خاضها على متن سفينة \"مرمرة الزرقاء\" في رحلته إلى نصرة إخوانه المحاصرين في قطاع غزة. وتحدث والد الشهيد، وهو الدكتور أحمد دوغان عضو هيئة التدريس بجامعة \"أرجياس\" التركية، فقال: لست نادما على فراق ابني فرقان, لأنه وصل بإذن الله إلى مرتبة الشهداء. واصبحت أبو الشهيد. فأسأل الله أن يتغمده برحمته.
وهدف الكيان الصهيوني الآن هو الظلم والقمع والحصار ليس إلا. ولكننا يجب ألا نقف موقف المتفرج أمام أفعالهم البشعة هذه.
واوضح اخيه الكبير مصطفي دوغان مشاعره, أثناء صلاة الجنازة في إسطنبول: \"كانت تقديراتنا هي استيلاء الإسرائيليون على السفن ثم تركها ولكننا لم نتوقع منهم هذه التصرفات البشعة. واستشهد أخي في من أجل فلسطين. وعندما وصلنا خبر استشهاده لم نحزن كثيرًا؛ لأنه وصل بإذن الله إلى مرتبة الشهداء، بيتنا اليوم ليس ببيت عزاء، بل هو اليوم بيت عرس\".
مازلنا نقف صامدون مكتوفي الأيدي، ونري كل يوم شهدائنا يُقتلون من هذا الكيان الصهيوني. وربما تقتل كل يوم إناس، مثلما قتل فرقان؛ والهدف الذي تنشده من ذلك أن ينظر العالم لمن يقتل نظرة سابقيه، دون أن تتحرك وجدانهم أو تهتز مشاعرهم. إلا أن ما يهديء النفس هو أن تضحيات هؤلاء الأبطال الذين سطروا أسماءهم في التاريخ بحروف من نور لن تذهب سدى.
والآن لنقرأ معاً الكلمات التي سطرتها أنامل الشهيد قبل أن تهتك رصاصات الجنود الإسرائيلين جسده:
\"يلف عقرب الساعة معلنا لحظة الاستشهاد.. ولكني اشتقت إليك يا أماه.. ولست حتي الآن متأكدا من الاستشهاد فهذا في علم الله.. آختارك أنتِ أم اصبح شهيدا عند الله .. وفرغت القاعة لتو, واخذ الحماس يملأ قلوبنا حين على دوي رصاص الأعداء في السماء معلنا لنا هجومهم علينا\".