على إثر إرسال تركيا لطائرتين للمساعدة في إحراق حريق الكرمل، و ما تناقلته بعض وسائل الإعلام أن هناك اجتماعات تلت هذا الحدث لتحسين العلاقات بين تركيا و إسرائيل، و أن إسرائيل من المحتمل أن تقدم اعتذارها و التعويضات لذوي الشهداء. عقد هذ اللقاء الصحفي، لطرح وجهة نظر المعنيين بالموضوع مباشرة و هم عوائل الشهداء.
عقد اللقاء الصحفي في المقر الرئيسي لمؤسسة الإغاثة و المساعدات الإنسانية IHH، بحضور داريا كيليشلار زوجة الشهيد جودت كيليشلار، أحمد دوغان والد الشهيد فرقان دوغان، رفيقة يلدرم زوجة الشهيد نجدت يلدرم، تشيدام طبشوأوغلو زوجة الشهيد تشيتين طوبشوأوغلو، ثنية بنغي و ابنتها و أخوها، و هي زوجة الشهيد علي حيدر بنغي، إسماعيل سونغور إبن الشهيد جنغير سونغور، إسماعيل بلجين إبن الشهيد إبراهيم بلجين، حسن يلدز أخو الشهيد فخري يلدز و بولنت يلدرم رئيس مؤسسة IHH.
لا نقبل باعتذار و لا تعويضات شكلية
أكد أحمد دوغان والد الشهيد فرقان دوغان أنهم لن يقبلوا باعتذار و لا تعويضات شكلية متابعا : \'\' لقد انطلق إبني على متن تلك السفينة من أجل كسر الحصار عن غزة، كان هدفه الوحيد المساعدة الإنسانية، و قد فقد حياته من أجل هذا الهدف، و تقديم اعتذار لا يعني العفو عن ما حدث، و لا يمكننا قبول اعتذار شكلي.\'\'
التعويضات لا يمكنها تعويض دماء الشهداء
و علق دوغان عن موضوع التعويضات قائلا : \'\' قبول التعويضات كأنها مقابل دماء شهدائنا خطأ كبير، ظفر شهيد واحد من شهدائنا لا يقدر بثمن، و عند متابعة الصحف الإسرائيلية يتم الحديث عن الموضوع كأنه صدقة تقدر بأرقام. نحن كعوائل الشهداء، لسنا بحاجة لتلك النقود، لكن التعوضات كانت دائما جزءا من العقوبات في الجرائم، و نحن نريد تعويضات تثقل كاهل الإسرائيليين و تجعلهم يشعرون بالمرارة لدفعها، لقد ارتكبوا جريمة شنيعة و فادحة، نحن لا نلعب هنا، ما حدث ليس لعبة، بل جريمة كبرى، يجب إلقاء القبض على مرتكبيها، محاكمتهم و معاقبتهم بما يستحقون، كما على الحكومة الإسرائيلية إعلان الإعتراف بجريمتها و القبول بأنها فعلا ارتكبتها.\'\'
و أضاف مشيرا إلى الطائرتين الذي أرسلتها تركيا لمساعدة الإسرائليين في إخماد النيران التي اشتعلت في غابات الكرمل :\'\' إرسال الطائرات للمساعدة هو بالتأكيد تصرف إسلامي و إنساني، لكنه آلمنا نسبيا، على الأقل أتحدث عن مشاعري، نحن بشر في نهاية المطاف، لدينا أحاسيس و مشاعر، و مهما كان قرار الحكومة كان عليهم على الأقل أخذ مشاعرنا في عين الإعتبار.\'\'
يجب إلقاء القبض على الجنود القتلة و معاقبتهم
كما أكدت داريا كيليتشلار عن أن الإعتذار و التعويضات لن تدع الموضوع يمر مرور الكرام أو أن يسدل الستار عليه و قالت : \'\' ما حدث ليس بسيطا، لقد ارتكبت جريمة وحشية و شنعاء في حق أبرياء عزل، و يجب معاقبة من ارتكب هذه الجريمة، هذا ما نريده، و نطلب رفع الحصار نهائيا عن غزة، الإعتذار و التعويضات ليست كافية.\'\'
و تابعت بشأن الطائرات : \'\' لقد آلمنا بالطبع إرسال تلك الطائرات، لماذا لم ترسل تلك الطائرات في 31 مايو عندما كان ركاب مافي مرمرة يتعرضون للهجوم و الإعتداءات ؟ أتساءل أين كانت تلك الطائرات وقتها ؟ أنا ممتنة لرئيس الوزراء و وزير الخارجية، لما أظهروه من موقف إنسانية معنا بالطبع، لكن مع الأسف هذا ليس كافيا، لأن الحصار يجب أن يرفع.\'\'
تكريم جنودهم آلمنا
تحدثت رفيقة يلدرم عن مشاعر الحزن و الألم التي اجتاحتها عندما كرم الإسرائيليون الجنود الذين شاركوا في مهاجمة و قتل متضامني أسطول الحرية قائلة : \'\' نحن نمر بأوقات صعبة و لكننا فخورون، لقد انطلق أزواجنا على متن السفينة من أجل رضا الله. يجب معاقبة الجنود الذين ارتكبوا تلك الجريمة في حقهم، هذا ما يمكن أن يخفف ما نشعر به من حزن و ألم، عندما يرفع الحصار سترتاح قلوبنا. \'\'
أما تشيدام طوبتشو أوغلو زوجة الشهيد تشيتين طوبتشو أوغلو التي كانت برفقة زوجها على متن سفينة مافي مرمرة فقالت : \'\' زوجي استشهد أمامي، لقد أغلقت عينيه بيدي، هذا يجعلني فخورة بما قام به، و قلوبنا فعلا تحترق، مثل ما تحترق غابات الكرمل، ليت تلك الطائرات التي أرسلت، أتت عندما كنا نتعرض للهجوم، لربما كانت قد خففت من مصابنا، لكننا تركنا وحدنا. \'\'
و فيما أكد صهر الشهيد علي حيدر على أن حصار غزة هو الوحيد لذي يمكن تخفيف آلامهم، قال حسن يلدز إخو الشهيد فخري يلدز : \'\' كان لأخي هدف وحيد : بناء حديقة لأطفال غزة، و أنا أريد رؤية تلك الحديقة.\'\'
كما أكد كل من إسماعيل سينغور و إسماعيل بلغين إبنا الشهيدين جنغيز سنغور و إبراهيم بلغين عن تمسكهما بطلب كسر الحصار عن غزة.
بولنت يلدرم : \'\' يجب دفع تعويضات ضخمة !!
أكد يلدرم على أن تعويضات ضخمة يجب أن تدفع لعوائل الشهداء إضافة إلى الإعتذار لهم علنا و لكل العالم، و طبعا كسر الحصار عن غزة و هو طلب لا يقبل النقاش، و إذا لم يتم تلبيته ستنطلق سفن أخرى في أسطول ضخم يوم 31 مايو 2011، مرة أخرى لكسر الحصار عن غزة \'\'
كما عبر عن شكره لرئيس الوزراء و الخارجية و رئيس الجمهورية التركية في بداية حديثه عن جهودهم و مواقفهم عند الهجوم و بعده، لكنه أيضا تساءل لماذا لم تتم رفع دعوة تركية ضد مرتكبي هذه الجريمة في حق مدنيين أتراك، في حين قامت دول أخرى برفعها، و تساءل عن تقارير الطب الشرعي النهائية و تقارير الشرطة الجنائية و قال : إذا كانت الحكومة تنتظر نشر تقرير الأمم المتحدة النهائي يمكن أن نتفهم الوضع، لكن يجب معاقبة كل من شارك في عملية القتل و الهجوم بدءا من نتنياهو الذي أعطى الأوامر للقتل و الهجوم. \'\'
و أكد أن التعويضات يجب أن تكون ضخمة و لا يمكن القبول بتعويضات شكلية.