يعيش مئات آلاف السوريين تحت وطأة الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، بسبب الحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ 12 عاماً. وتزداد ظروف معيشة السوريين في المخيمات سوءاً بحلول الشتاء. وتهب هيئة الإغاثة الإنسانية هذا العام أيضاً، كسيرتها في كل عام، من أجل تأمين التدفئة ووقاية الأطفال والنساء وكبار السن من برد الشتاء في المخيمات.
لقد أطلقت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات İHH التي أوصلت إلى آن المساعدات لملايين الأشخاص في سوريا؛ حملة مساعداتٍ هذا الشتاء أيضاً، من أجل السوريين الذين يقضون أيام الشتاء في ظل ظروف صعبة، رافعة شعار "لا تتركهم وحدهم فالشتاء على الأبواب". في إطار هذه الحملة، توجهت 120 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية، لنصرة المظلومين، قادمة من إسطنبول و81 ولاية أخرى، في يوم 10 ديسمبر، اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وأقيم حفل الوداع في إسطنبول، في مرافق حكيم باشي الرياضية الاجتماعية في عمرانية، وحضر هذا الحفل رئيس بلدية عمرانية عصمت يلدرم، والأمين العام لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات دورموش أيدن، ورئيس حزب العدالة والتنمية في مدينة عمرانية المحامي محمود أمين ملا أوغلو، ومفتي عمرانية محرم غول، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية، والمدعوون.
"لا يبقين بيت بلا خبز"
تحدث محمد كَسْمَن، رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية İHH بولاية إسطنبول في كلمة التحية فقال: "اليوم هو اليوم العالمي لحقوق الإنسان، ولكن الدماء والدموع في جغرافيتنا الحبيبة لا تتوقف. والآلام التي تعيشها سوريا وفلسطين واليمن وليبيا وأفغانستان والعراق والصومال ومصر وتركستان الشرقية وكشمير وأراكان وغزة والقدس لا تزال تجرح الضمير والوجدان". وأضاف:
"أننا باعتبارنا هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات İHH، كنّا ولا نزال نعمل على إيصال المساعدات الإنسانية لملايين الأشخاص، بتبرعات ومساعدات أفراد شعبنا. وفي العام الماضي انطلقنا رافعين شعار "الخير سبيلنا والإنسانية مسؤوليتنا"، وفي هذا العام أيضاً، أطلقنا حملة مساعدات إنسانية رافعين شعار "لا تتركهم وحدهم فالشتاء على الأبواب"، من أجل المظلومين السوريين الذين يعيشون الشتاء في المخيمات في ظروف صعبة قاسية.
نأمل من جميع أفراد شعبنا ومؤسساتنا والمحسنين أن يدعموا حملتنا، حتى لا يبقى طفل لا يستطيع أن يمسك القلم بسبب أصابعه الباردة عند مدفأة لا تشتعل مساءً، وحتى يتم تدفئة المخيمات، ولا يقضي الناس الليل وهو يصارعون برد الخيام التي تتسرب من سقوفها المياه، وحتى لا يبقى طفل بلا حذاء أو معطف في الطرق الموحلة في أيام الشتاء الباردة، ولا يبقى بيت بلا خبز. من هذا المنبر، أعود وأقول إننا سنقف بجانب المظلومين في بلدنا وشتى أنحاء العالم، وإننا لن نتركهم وحدهم، وسنكون لهم أملا".
"مقام الأنصار نصيب لمن حالفه التوفيق"
وتحدث دورموش أيدن الأمين العام لهيئة الإغاثة الإنسانية İHH، فقال: "أشكر جميع المشاركين الذين لم يتركونا وحدنا في هذا اليوم. إن نصرة المظلوم ليس من نصيب الجميع. كل شخص في هذا العالم قد يكون يوماً لاجئاً أو مهاجراً، ولكن ليس من نصيب كل شخص أن يتحلى بصفة الأنصار. وأنتم حالفكم التوفيق فأصبحتم أنصاراً. لدينا اليوم مشاركون من باكستان والبوسنة وماليزيا وإندونيسيا، وأعمال البر والإحسان تأتي بالتعاون".
"لا توجد دولة تهتم بالمظلومين كاهتمام تركيا"
واستهل رئيس حزب العدالة والتنمية بمدينة عمرانية، المحامي محمود أمين ملا أوغلو، كلمته بالترحم على الشبان الأربعة الذين ماتوا في سبيل الخير في الأسبوع الماضي، وأضاف بقوله: "إن واجبنا أن نحمل هذه المساعدات إلى المظلومين. وعالمنا اليوم يضم عدداً كبيراً من الدول المسلمة، ولكن لا توجد دولة بين هذه الدول تفكر بالمظلومين كما تفعل تركيا. وفي هذا السياق أتقدم بالشكر لبلديتنا وهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات İHH".
"نحمد الله على وجود İHH"
من جانبه، أكد عصمت يلدرم رئيس بلدية عمرانية على أنهم يعتبرون كل يومٍ هو يوم لحقوق الإنسان، وأنهم يعيرون أهمية لكل يوم يتم فيه انتهاك حقوق الإنسان. ثم تابع قائلاً:
"تعيش البشرية أصعب أيام حياتها، ويزداد عدد الأشخاص الذين يعيشون في ظل الحروب والفوضى والجوع. وبعض البلدان تتغاضى عن النظر في المظالم، وبعضها تشجع على المظالم، ولكننا نحن باعتبارنا تركيا، نحمد الله الذي وفقنا أن نقف باستمرار إلى جانب المظلومين والمضطهدين، وأن نقوم بنصرة اليتامى أينما كانوا، ونحمد الله أن شعبنا لم يتوقف عن نصرة المظلومين حتى في هذه الأيام التي تدهورت فيها الأوضاع الاقتصادية. ونحن باعتبارنا بلدية عمرانية ندعم هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات في هذه النشاطات منذ ثلاثة أعوام. وفي هذا العام أيضاً، قمنا بدعم هذه النشاطات من خلال المشاركة بخمس شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية".
تم إرسال الشاحنات وسط الأدعية:
في ختام الأدعية التي توجه بها إلى الله محرم غول مفتي عمرانية، انطلقت الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من الغذاء واللباس والوقود، إلى المظلومين في سوريا. ومع هذه الشاحنات المئة والعشرين الأخيرة، بلغ عدد الشاحنات المرسلة في إطار الحملة، منذ الأول من نوفمبر 2021 حتى الآن 228 شاحنة. وستظل هذه الحملة مستمرة طيلة الشتاء.