من بين الاشخاص الذين قابلتهم اثناء تسيير فعالياتنا الاغاثية في الصومال \" ريوان\" الفتاة التي في الخامسة عشرة من عمرها .
ريوان مع ملابسها التي غطت جسدها كانت جالسة وامامها المساعدة الشهرية التي قدمناها لها وتنظر بنظرات خاوية صوب لاشيء
امكنني التخمين بصغر سنها البادي على ملامحها الصغيرة .. وكأنها كانت تخبئ شيئاً بيديها اللتين كانتا تحت غطاء ثوبها ..
تقدمت نحوها وسلمت عليها \"اوسكا ويران \" باللهجة الصومالية , لم تجبني ريوان !
اشارت الى رضيعها تحت غطاءها !! تعجبت كثيراً يديه الصغيرين مع اظافره اوحى الي وكأنه ولد للتو
نعم رضيع حديث الولادة لا يريد ان يفتح عينيه حتى .
اخبرتني ريوان بولادتها الحديثة لطفلها ..خطر لي ان الرضيع غسل بعد ولادته فقط كان له شعر متسخ تصلب من اثر الغبار .
طلبت المساعدة من الاصدقاء لترجمة ماتقوله ريوان لكي اتحدث اليها اكثر ولكنها تركت اسئلة الاصدقاء بلا اجوبة كذلك.
عندما سألتها لماذا لاتجيبين على اسئلتي \"انا خائفة\" كانت اجابتها الوحيدة .
الخوف بالنسبة لأم !! مالذي يعنيه ياترى ؟
بعد اجابتها هذه لم اسألها ماالذي انت خائفة منه حتى .
في السن الذي بدأت تستوعب فيه الحياة اصبحت اماً ريوان ويحاصرها مستقبل مجهول لوليدها في بلد انعدمت فيه الامكانيات
رغم انعدام المكانيات في الصومال طوقت ريوان رضيعها بيديها في حضنها واسمت ريوان ابنها \" نور\"
ربما تمنت ريوان اياماً يطله الامل عندما اطلقت على ابنها اسم \"نور\"
اما انا سلمت عليها وتركتها على الاقل مع ارزاق تعونها ورضيعها لمدة شهر
هل ابكي على عاصفة اجتاحت قلبي ؟ ام احترق بالتفكير في المصير الذي ينتظر هؤلاء الناس ؟
مصعب مراد اويار – الصومال.