كانت ألبانيا المحطة التالية بعد كوسوفو بالنسبة إلى هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية İHH التي تجتهد في نقل أجواء شهر رمضان في تركيا إلى منطقة البلقان. ويقوم فريق الهيئة بتوزيع طعام الإفطار كل يوم على مجموعة تتكون من 50 شخصا في مركز قرية موشكيتا التابعة للعاصمة الألبانية تيرانيا. حيث يأتي لطعام الإفطار كل مساء مجموعات مكونة من 50 شخصا من قرى متفرقة ، وتؤدى الصلاة بعد طعام الإفطار ، ثم ترفع الأيدي مبتهلة بالدعاء إلى العالم الإسلامي. أما بعد انتهاء الصلاة فتجلس الجماعة وتستأنس للحديث فيما بينها بكل حميمية . فهذه الفعاليات وفرت من جهة عيش أجواء رمضان، وساهمت بشكل كبير في ربط الأهالي الذين عانوا من قمع الشيوعية لسنوات طويلة، ويتعرضون للحملات التبشيرية بمعتقداتهم الدينية من جهة أخرى.
توزيع المحفظات المدرسية على الطلاب، والمؤن على القرويين الفقراء
قدمت هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية İHH مساعدات مختلفة على القرويين المحتاجين في ألبانيا. حيث وزعت على 100 طالب في القرية التابعة لألبسان اللوازم المدرسية المكونة من محفظة ودفتر وقلم وممحاة ومسطرة ومن الكتب والقصص التي تشتمل على معلومات دينية لفائدة الأطفال. وقد بدت علامات الفرح والسعادة تعلو وجوه الأطفال الذين فرحوا بأخذ المحفظات. كما قامت الهيئة أيضا بإعطاء دروس صيفية إلى 46 طالب في هذه القرية.
وقد وزع فريق هيئة İHH بعد ألبسان المؤن على 300 عائلة محتاجة في زالرجه. حيث قدم المواطنون الذين أخذوا علب المؤونة شكرهم إلى فريق هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية التي أوصلت لهم هذه المساعدات، كما قدموا شكرهم إلى الشعب التركي المحب لفعل الخير والذي لم يبخل بهذه المساعدات.
التئام شعب هذا البلد من جديد
يبلغ عدد سكان ألبانيا ثلاث ملايين نسمة، حيث يشكل فيها المسلمون نسبة 75% من مجموع السكان، والمسيحيون 25%. وقد ظلت البلد على مدار 437 سنة ولاية تابعة للدولة العثمانية. ثم بعدها وككل دول البلقان الأخرى انفصلت ألبانيا عن العثمانيين، واعلنت فيها أول دولة ملحدة في العالم في عهد نظام أنور خوجة الشيوعي الذي استمر مابين 1944 إلى 1991. حيث عاش قسم كبير من المجتمع على مدى جيلين كاملين خارج الشريعة الإسلامية. وقد بدأت ألبانيا تلملم جراحها من جديد بعد التجربة الشيوعية القاسية التي مرت بها.