بعد فترة طويلة من النضال من أجل الحرية ضد روسيا والذي بدأ في القرن الخامس عشر في القوقاز وإشتد في ما يسمى بزمن الأئمة، توقفت هذه الثورات لفترة بعد سقوط الإمام شامل في الأسر عام 1859. وضمن سياسة الإبعاد التي تنتهجها روسيا ضد شعوب القوقاز في الستينات من القرن التاسع عشر، وصلت هذه السياسة إلى الذروة في 21 مايو عام 1864 بحملة التهجير الكبرى ضد شعب القوقاز. ونتيجة للشائعات التي إنتشرت في المنطقة بإحتمال ضم الباقين في اوطانهم من اهل القوقاز للحرب ضد جيش الخلافة العثمانية، إضطر هؤلاء لترك منازلهم وبلادهم خوفا من هذا ومن الضغوط التي تعرضوا لها
وفقا لمصادر مختلفة، ولم ينجح إلا نصف ما يقرب من المليونين الذين هجروا في البقاء على قيد الحياة حيث لقي مئات الآلاف منهم حتفهم في الطريق اثناء التهجير. عدد غير معروف من مئات الآلاف أبعدوا أثناء العملية، بعضهم مات من الأوبئة بين أحشاد الراحلين خلال انتظار الرحيل وخلال النزوح في موانئ الإمبراطورية العثمانية او في إنتظار السفن على الشاطئ و بعضهم نتيجة لغرق سفنهم نتيجة للعواصف. ولكن وعلى الرغم من كل هذا، لم تنقص ابدا روح المكافحة والندام من اجل الحرية في القوقاز. ولم ينسى العالم الإسلامي ابدا هذه الآلام وتحرص على إحياء 21 مايو من كل عام كالذكرى السنوية لهذه المأساة
وفي مرسوم اصدره الدوق الأكبر ميشال في أغسطس 1864 مخاطبا القوقازيين الغربيين بإسم القيصر ذكر فيه انه سيتم إرسال كل من لم يغادر القوقاز خلال شهر واحد إلى مناطق مختلفة من روسيا كاسرى حرب. لذلك إضطر اهل القوقاز الشرفاء مغادرة اوطانهم التي يحبونها هربا من عبودية محتملة للروس واللجؤ إلى الدولة العثمانية التي تعهدت حمايتهم. ولكن لم تكن النتائج ليست كما كانوا يأملون للاسف الشديد كانت معاناتهم كبيرة جدا اثناء رحلتهم إلى الاراضي العثمانية
بسبب سياسة الإبادة الجماعية للشركس هذه، إضطر الشركس للتفرق والإنتشار في أجزاء مختلفة من العالم. يقدر عدد الشركس المقيمين في الاردن وسوريا فقط بحوالي 100 الف نسمة. في حين و وفقا للتعداد السكاني لعام 2012، لا يتجاوز عدد اهل القوقاز المقيمين في القوقاز التي تخضع لإحتلال روسي ما يقرب من 712 الف شركسي. كما ويقدر عدد اهل القوقاز المقيمين في تركيا ما بين مليونين وثلاثة ملايين إنسان مما يوضح ان الاناضول هي اكثر المناطق كثافة من حيث عدد المهاجرين الشركس
لا يوجد لدينا معلومات كاملة عن الإحصاء ات الرسمية حول هذا التهجير الكبير. وفقا للسجلات الروسية والبريطانية والفرنسية والعثمانية، يتراوح عدد المتهجرين فيما بين 700 الف ومليوني شخص
في تصريح له حول التهجير، افاد المؤرخ الشهير كمال كاربات ان عدد اهل القوقاز الذين اضطروا للهجرة فيما بين 1859 و1879 ميلادي حوالي المليونين معظمهم من الشركس وصل ما يقرب من مليون ونصف منهم سالما إلى الاراضي العثمانية