تزداد مسألة دارفور أطول الأزمات الإنسانية في أفريقيا عمقا في وجود مئات الالاف من المهاجرين في حاجة ماسة للمساعدات الخارجية. خلال الأشهر القليلة الماضية، إضطر حوالي 70 ألف شخص للجؤ إلى مخيمات اللاجئين في مدينة نيالا في مناظر تمزق القلوب لا يجدون ما يقيهم من حرارة تصل إلى 50 درجة في حاجة ماسة إلى المأوى والماء والغذاء
ويتفاقم وضع اللاجئين هناك بسبب إنعدام اي آلية تعمل على تقديم المساعدات الإنسانية لاهل المنطقة. كما وتعاني الحكومة السودانية من حالة إنكماش إقتصادي كاملة نتيجة لعائدات النفط المفقودة في أعقاب انفصال جنوب السودان. في حين تقف مخازن الامم المتحدة للمساعدات في المنطقة فارغة تماما بينما انخفض عدد المنظمات المدنية في المنطقة بشكل كبير والتي كان يتجاوز عددها مئتين منظمة عام 2008. فقد الغالبية العظمى من هذه المنظمات قد نقلت مناطق فعالياتها من دارفور إلى مناطق الازمات الجديدة كالصومال ومالي. نتيجة لهذا الوضع الجديد في دارفور، تزداد اوضاع اللاجئين في دارفور سؤا بشكل متدهور
وبسبب نقص البنزين في المنطقة، تنتظر طوابير طويلة من السيارات في مدينة نيالا التي يقيم فيها أكثر من 300 ألف مهاجر في مخيمات كبيرة للاجئين بينما تجاوز عدد اللاجئين في منطقة دارفور حوالي 1.4 مليون مهاجر يزداد كل يوم بيوم في أعقاب الصراع المسلح المستمرة لأسباب مختلفة
طلب بالمساعدات الطارئة من أجل دارفور
ومخيم سيراف الذي قمنا بزيارته بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي مخيم تم إنشائه حديثا. ولكن لاي يوجه أي مادة لتلبية احتياجات المهاجرين في المخيم. وينتشر اللاجئون في المخيم بشكل عشوائي دون اي وقاء يحميهم من الشمس يحاولون إستخدام ما لديهم من حصائر كخيام تقيهم من حرارة الشمس في إنتظار اياد تمد لمساعدتهم بعد ان إضطروا لترك منازلهم وقراهم وحقولهم وفروا إلى هذه المخيمات التي يعيشون فيها تحت ظروف بدائية
كما وهناك عدد لا يستهان به من الجرحى والمرضى والمصابين لا يمكن مساعدتهم لعدم وجود اي طبيب او ادوية في المخيم. ومن اهل الإحتياجات الاساسية اللازمة للاجئين هناك هي مياه الشرب النظيفة. حيث يحاول بعضهم بايديهم العارية حفر الارض للوصول إلى مياه بينما يضطر بعضهم للسير على الاقدام لمسافات طويلة من اجل الحصول على مياه من المخيمات الاخرى. كما ويعاني اللاجئون من صعوبات في تلبية إحتياجاتهم من حمامات ومراحيض
إذا لم تلبى دعوة المساعدات الطارئة هذه لمعالجة هذا الوضع من المحتمل أن تتحول إلى أزمة إنسانية كبيرة للغاية. حان الوقت لكي تمد الامة الإسلامية يدها بالمعنى الحقيقي لمساعدة اهل دارفور الذين يعانون من حرب اهلية منذ ما يقرب من 10 أعوام