ما إن انتهت الهدنة حتى شرعت إسرائيل-التي تحتل الأراضي الفلسطينية منذ 60 عاما- في ارتكاب مجازر جديدة في قطاع غزة. وقد أعلنت إسرائيل أن هدفها الأول يتمثل في إنهاء حكم حركة حماس في قطاع غزة. وفي يوم السبت الذي يعتبر يوما مقدسا لدى اليهود، إذ يحرم فيه العمل وإشعال النيران، عمدت إسرائيل إلى تحويل قطاع غزة فيه إلى جحيم. وعلى إثر القصف الجوي بحوالي 30 صاروخا على غزة وعلى رفح وخان يونس استشهد نحو 307 أشخاص ما بين نساء وأطفال، وجرح حوالي ألف شخص من بينهم 120 حالتهم خطرة. وقد تم عقد هدنة بين إسرائيل وحركة حماس في شهر حزيران الماضي واستمرت لمدة ستة أشهر. وقد انتهت هذه الهدنة في الأسبوع الماضي دون إمكانية التوصل إلى تجديد لهذه الهدنة.
قصف حفل للتخرّج
لقد وردت الأخبار بأنه تم استهداف المباني والمقرات التابعة لحركة حماس في مدينة غزة، وتم تدمير الكثير منها. ومن بين هذه الأهداف التي قصفتها إسرائيل مبنى كان يوجد فيه عدد من رجال الشرطة الذين تخرجوا حديثا. وحسب ما أفاد شهود عيان فإن الاعتداء أصاب خريجي هذه المدرسة أثناء وجودهم في المدرسة. وقد خرجت الأمهات للبحث عن أبنائهن وسط ركام المبنى المدمر. من جانبهم رد المقاومون الفلسطينيون بإطلاق عدد من الصواريخ على إسرائيل، وأقسموا على الانتقام للشهداء. وقد قتل إسرائيلي خلال الرد الذي قامت به المقاومة. وقد دعا إسماعيل هنية أحد قادة حركة حماس بضورة \"توحيد الصفوف\". من جانب آخر أعلن عن أن الأهداف التابعة لحماس والتي قصفتها إسرائيل في قطاع غزة قد تم تحديدها خلال الأشهر السابقة بواسطة استخبارات محلية. وكان قادة إسرائيليون قد أطلقوا خلال الأيام الماضية تصريحات متتالية تهدد بالقيام باعتداءات على غزة، فقد قالت ليفني: \" يكفي، سوف نسحق حركة حماس\"، كمال صرح وزير الدفاع إيهود باراك: \" إنهم سوف يدفعون الثمن غاليا\".
ردود الأفعال لا تتجاوز الكلام
جاءت الردود الأولية على هذه الاعتداءات من كل من تركيا وفرنسا وروسيا والاتحاد الأوروربي وباكستان. وقد اتهم قادة هذه الدول اسرائيل باستخدام \"القوة المفرطة\". أما مصر فقد أدانت العدوان الإسرائيلي، وصرح مسؤول أمني طلب عدم ذكر اسمه بأن مصر أرسلت نحو 500 من رجال الأمن إلى الشريط الحدودي مع قطاع غزة على إثر بدإ الهجمات الجوية الإسرائيلية. وقد أعلم أن الرئيس المصري حسني مبارك أصدر تعليماته من أجل فتح معبر رفح الحدودي.
في هذه الأثناء صرح الجيش الإسرائيلي بأن الهجمات التي يتم تنفيذها على غزة ليست سوى بداية لعملية أكبر. فقد قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي آفي بن آياهو إن القصف الذي استهدف قطاع غزة التي تقع تحت إدارة حماس هو \"مجرد بداية\". وبالرغم من النفي المتواصل للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس بأنه ليس في نية إسرائيل الدخول إلى غزة فإن الأخبار الواردة تفيد بأن الهجمات الجوية تمهد لتوسيع هذه العمليات أكثر فأكثر. وصرح مساعد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بالقول: \" سوف يدرس القادة العسكريون مواصلة هذه العمليات و توسيعها في حال الضرورة\".