بعد 22 يومـا من القصف الإسرائيلي المستمر، انسحبت القوات الإسرائيلية من غزة ولكنها تركت خلفها قصصا تتفتت لها الأكباد و تذوب لها القلوب. وهذه القصص توثّق ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من قتل للمدنيّين دون مراعاة لأية مواثيق.
فقد قامت القوات الإسرائيلية بإطلاق الرّصاص على ثلاث من بنات خالد محمد عبد ربّه وأمّه أمام عينيه في جباليا حيث يقيمون. وعلى الفور استشهد اثنتان من بناته بينما جرحت ابنته الأخرى وأمه جروحا خطـرة.
السيد محمد ربه شرح للفريق التابع لهيئتنا- وهو يجلس على أنقاض بيته في جباليا- ما حدث لهم: \"عندما وصلت الدبابات إلى هنا طلب الجنود الإسرائيليون من الجميع عبر مكبرات الصوت مغادرة بيوتهم. وبصورة عفوية خرجت أنا وأمي وزوجتي وابنتي سمَا التي تبلغ من العمر 4 سنوات، وابنتي سعاد البالغة من العمر 7 سنوات، وابنتي أمل البالغة من العمر 8 سنوات.
خرجنا من بيوتنا رافعين الأعلام البيضاء \"في إشارة إلى أننا مدنيون\". وعندما وصلنا إلى الخارج صُدمنا بما رأينا، رأينا أمامنا جنديين إسرائيليين؛ في يد أحدهما جيبس ويد الآخر شيكولاطه، وكانا يأكلان.
بعد الانتظار لمدة خمس دقائق بدأت جلبة كبيرة، وأخذ الجنود الموجودون على الدبابات يصوبون نيران بنادقهم من نوع M16 على أطفالي، كان الرصاص يصيب بناتي الثلاث بشكل مباشر. أصيبت ابنتي أمل البالغة من العمر 8 سنوات باثنتي عشرة رصاصة، وأما ابنتي سعاد البالغة من العمر 7 سنوات فقد تمزق صدرها. وبالنسبة لابنتي الأخرى سمـا البالغة من العمر 4 سنوات فقد أصيبت في أماكن ثلاثة من جسمها، وأصيبت بجروح في ظهرها. في تلك اللحظات شرعت أمي تصرخ وتستغيث، فصوبوا إليها بنادقهم فأصيبت في كتفها وصدرها. عندئذ بدأت أصرخ، واحتضنت أطفالي، و كنت أصرخ طالبا النجدة. ولكن لم يكن بوسعي فعل شيء، كنت أصرخ طالبا سيارة الإسعاف. فلم تأت سوى سيارة إسعاف واحدة.
شرع الإسرائيليون في إطلاق النار عليها ولردوها على أعقابها، ولم تتمكن بعد ذلك أية سيارة سواء من قبل الصليب الأحمر ولا من قبل أية جهة أخرى من القدوم إلينا. تخيلوا أنتم أيضا معي المشهد: أمي قد أصيبت، بناتي كذلك أصبن، كلهن يمُتـن أمام عيني\".
بعد قتل الأطفال قاموا بتدمير المنزل
كن بإمكانهم أن يقتلوني أنا كذلك، ولكنهم لم يفعلوا. بعد أن قتل الإسرائيليون أفراد عائلتي صوبوا فوهات مدافعهم نحو بيتي وأحالوه ركاما. لم يكن بوسعنا أن نفعل شيئا\". والآن تتلقى الطفلة سما عبد ربه ابنة هذا الأب المكلوم، العلاج في بلجيكا بعد أن امتدت إليها يد المساعدة من هناك. ولا تستطيع البنت الآن التحكم في نصفها السفلي بسبب إصابة في العمود الفقري، ويقول الأطباء إن سما ربما لا تستطيع في المستقبل أن تمشي على قدميها مرة أخرى.
وبالنسبة إلى خالد محمد عبد ربه وزوجته فقد امتدت إليهما يد هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية من تركيا وتم تأجير منزل لهما، كما قدمت لهما الاحتياجات الضرورية العاجلة.
قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتل 400 طفل
زعمت إسرائيل في حربها على غزة التي استمرت 22 يوما أن هدفها هو القضاء على حركة حماس، لكن الواقع أن هدف إسرائيل كان الشعب الفلسطيني كله. فقد فقد نحو 400 طفل حياتهم في الاعتداءات التي وقعت على غزة. وقد صرح الأطباء بأن معاينة حالات الأطفال القتلى تبين بأنهم أصيبوا من مسافات قريبة. هذه المعاينات وشهادات عائلات الضحايا من الأطفال تؤكد أن قتل الأطفال كان