فقد تحولت الأزمة السياسية التي شهدتها جمهورية أفريقيا الوسطى إلى حرب بين المسلمين والمسيحيين وذلك نتيجة لما يقوم به أنصار الحكومة السابقة وموقف فرنسا التي لها دور نشط وهام في المنطقة. فيما بدأت العصابات الموالية لبوزيزي المسماة بإنتي بالاكا '' مناهضي بالاكا'' حربها البشعة وجرائمها بجميع أنواع الممارسات غير الإنسانية ضد المساجد والمسلمين وعلى قراهم وتنفيذ مذابح وقتل جماعي ضدهم وقتل شبابهم وحرق أحيائهم في شوارع العاصمة أمام أعين كافة وسائل الإعلام الدولية في مختلف أنحاء العالم
لذلك اضطر العديد من مسلمي المنطقة الفارين من هذه المذابح البشعة إلى اللجوء إلى مخيمات بدائية على الحدود مع تشاد
وبعد دراسات قامت بها فرقة المساعدات الطارئة في المنطقة بدأت هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات بتنفيذ أنشطتها من أجل مد يد المساعدة للنازحين في جمهورية أفريقيا الوسطى واللاجئين إلى الحدود مع تشاد وذلك عقب الأحداث الدامية التي تشهدها البلاد
وبعد رحلة شاقة قامت بها فرق الطوارئ التابعة لهيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات، تم الوصول إلى مخيم غور على الحدود بين أفريقيا الوسطى وتشاد الذي يقيم فيه حوالي 10 آلاف شخص. وبعد تلقي معلومات مفصلة حول المخيم والظروف المعيشية فيها، بدأت فرق الهيئة على الفور أنشطتها لمد يد المعونة للاجئين المقيمين في المخيم
وفي تصريحات للسيد أرهان جليك مسؤول أعمال الطوارئ في هيئة الإغاثة الإنسانية نقل فيها إنطباعاته حول المخيم قائلا: '' لقد تم إنشاء مخيم غور قبل ما يقرب من شهرين ويقيم فيه حوالي 10 آلآف شخص بينما يزداد العدد بإستمرار. وشهد المخيم حتى الآن معونات من أدوية قامت بها الأمم المتحدة لمرة واحدة فقط ولم يتم تقديم أي مساعدات خارجية بأي شكل من الأشكال. لذلك فقد سعد مسؤولي المخيم بوجودنا هنا
يقصون ثيابهم من اجل صنع خيام
كما وأفاد السيد جليك أن المقيمين في المخيم تمكنوا من الوصول إليه بعد سيرا على الأقدام لمدة ما يقرب من ثلاثة أيام وأضاف : '' خرج الناس في وسط أفريقيا بلا حول ولا قوة من بيوتهم هربا من الأحداث التي تحولت في فترة قصيرة إلى مذابح . هناك من بينهم من وصل إلى المخيم بعد ثلاثة أو أربعة أيام سيرا على الاقدام دون توقف. والظروف المعيشية في المخيم مزرية للغاية. لكنهم يحمدون الله على ذلك لانهم يعلمون أنهم لو مكثوا في قراهم فسوف يقتلون بلا رحمة. ولم يجد معظمهم أي مأوى أو خيام يقيمون فيها بل قاموا بقص ما احضروه معهم من ملابس لصنع خيام بدائية تأويهم وتحميهم من الشمس أوالمطر
وقامت فرق الإغاثة الطارئة للهيئة بعد ذلك بالبدء بتوزيع المواد الغذائية على النازحين في المخيم
اضغط هنا للتبرع من أجل المسلمين في جمهورية افريقيا الوسطى